خلت منطقة أبيي السودانية "المتنازع عليها" تماماً من المواطنين بعد أن استولت عليها القوات المسلحة السودانية في اشتباكها الأخير مع قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان ولم يكن في مقدور أجهزة الإعلام الوصول إليها آنذاك عدا الإعلام الرسمي للحكومة السودانية، والذي أعلن بدوره سيطرة الجيش على المنطقة. وباتت قبائل المسيرية هي الأقرب لمنطقة أبيي بعد خروج أبناء دينكا نقوك في اتجاه الجنوب, ولم تعد هناك صدامات بين المسيرية والدينكا بسبب المراعي كما كان في السابق في ظل وجود قوات الطرفين, وبعد الاتفاق بنشر قوات دولية إثيوبية في المنطقة بين الجانبين رفض بعض أعيان قبائل المسيرية انتشار هذه القوات. وأكد دينق بلايل وهو أحد أعيان المسيرية أن قبيلته ترفض أي تدخل أجنبي بأبيي، بينما رحب البعض الآخر من المسيرية بفكرة انتشار القوات وقدم لنا الدعوة لنكون شهودا على استقبالهم وترحيبهم بالقوات الإثيوبية داخل منطقة أبيي التي استعصى دخولنا إليها بسبب هطول الأمطار ووعورة الطريق... خلت أبيي من السكان وظهرت بعض ملامح الاحتفال ولكنه كان احتفالا منقوصا رقصت فيه الفرقة الإثيوبية داخل أبيي دون مشاركة القوات الدولية التي أبدت تحفظها على الاحتفال أوحادي الجانب ولربما لأسباب تعود الى نقص في ترتيبات وصول طلائع القوات الإثيوبية. وأكد العميد عز الدين عثمان، الحاكم العسكري لأبيي، أن القوات الإثيوبية رفضت تصويرها داخل أبيي وبدأت في مراقبة المنطقة من على البعد كما فعلنا نحن بالقرب منها... القوات المسلحة السودانية حددت مناطق لانتشار القوات الإثيوبية داخل أبيي حسب الاتفاق الموقع على حد تصريحها. ودخل فريق "العربية" ليلا إلى أبيي ليشهد جزءا من الاحتفال بمقدم القوات الإثيوبية الذي غاب عنه أبناء دينكا نقوك... و خرج ليلا أيضا بعد رفض القوات المسلحة السودانية لهم بالمبيت بحجة عدم استتباب الأحوال الأمنية بالمنطقة.