قبل نحو شهرين خرج أهالي بري بالخرطوم في تظاهرة حاشدة احتجاجاً على انقطاع المياه، وردد المتظاهرون هتاف (الشعب يريد موية الشراب) وأغلقوا الشارع الرئيسي المؤدي إلى كبري المنشية، وأشعلوا النيران في إطارات السيارات، وشهدت مناطق عديدة من العاصمة انعداماً في المياه، مثل الفتيحاب وابوسعد، والعزوزاب، ومؤخراً جبرة والصحافات. ذات الأزمة اندلعت في معظم أحياء مدينة ود مدني بولاية الجزيرة التي خرج مواطنيها في تظاهرات احتجاجية. الغريب ان الحكومة بررت انقطاع المياه ببري إلى (مؤامرة) من المعارضة بإغلاق (البلوفات) كعمل تخريبي مدبر، وبالأمس القريب أكّد والي الخرطوم عبد الرحمن الخضر انتهاء أزمة مياه الشرب ودخول كل المحطات النيلية للعمل بطاقتها القصوى، وأكد عدم وجود أية مشكلة في مواد التنقية، وأقر الوالي أنه لا تزال هناك (106) أحياء سكنيّة بها مُشكلة شبكات. و(المواسير) في غالبية الأحياء أطلقت على السكان وابلاً من الطين، هذه المياه التي تصل المنازل لا تصلح للشرب ولا تصلح حتى لأداء الأغراض المنزلية فهي غير صالحة لطهي الطعام أو حتى غسيل الملابسً. لكن هيئة المياه بررت زيادة كمية الطمي في المياه بسبب الفيضان والعكورة، وهي حجة ضعيفة لان الفيضان لم يأتي مفاجئاً. وتقول تقارير صحافية أن 19 دولة عربية تقع تحت خط الفقر المائي، فيما يعاني 50 مليون مواطن عربي في الوقت الراهن من نقص المياه الصالحة للشرب، كما تعاني 13 دولة عربية من بين أكثر من 19 دولة في العالم من ندرة المياه، ومابين وعود الخضر (قبل وبعد) انتخابات أبريل الماضي (المضروبة) بتقديم الخدمات وتوفيرها للمواطنين وإصلاح حال مرفق مياه الشرب وقوله اذا كان هناك شخص مُعيّن يقف وراء هذه الأزمة لن نَتَردّد في فصله أو إعفائه،(وهذا لن يتم في ظل كنكشة قيادات الانقاذ في السلطة نحو أكثر من عقدين) دخلت (الرسوم الكاريكاتيرية) ساحة الصراع السياسي وهذا ما كتبه الزميل الكركتيرست نزيه في الرأي العام عن حال الناس بسبب أزمة العطش وارتفاع الأسعار، لرجل يقول لزوجته (لا في مويه ولا سكر) أجيب ليك “حلو مر" (تقرضيهو). بينما رسم الكاركتيرست الزميل فارس صورة ماسورة كتب عليها عبارة (أرحل)