فيصل الباقر بلغ السيل الزبى فى سوريا .والحكمة فى أنّ المثل يضرب لما جاوز الحد. و مفرد الزبى (زبية ) وهى حفرة تحفر ( للأسد ) إذا أرادوا صيده. وأصلها الزابية لا يعلوها الماء.فإذا بلغها السيل كان جارفاً مجحفاً.و قد ورد المثل بصيغة أخرى ( بلغ الماء الربى ) و يضرب فى وقوع الشر الفظيع.و لن نخوض فى شروحات المعانى المتعددة ، بل نكتفى بما أوردناه أعلاه ، لكونه الأكثر شيوعاً و تداولاً بين الناس.. وهاهو بشّار (الأسد ) يواصل سفك الدماء ، و لكنّه سيغادر قريباً مهمّا قتل و سحل ، لأنّ الشعب السورى ، قرّر أن لا تراجع عن إسقاط النظام .و لن ينجى نظام الأسد الصغير، مواصلة أساليب عنف ( الشبّيحة ) و لا دك المدن بالدبّبات ، و لا إعدام النشطاء خارج القانون ، من غضبة الشعب السورى، و قراره الأخير بمواجهة النظام و إقتلاعه من جذوره من كامل الأرض و التربة السوريّة . و لمن لا يتعظ من الطغاة ، نعيدعلى مسامعه آخر الأنباء فى التحوّل السريع لموقف موسكو من تداعيات الأزمة فى سوريا، حيث صرًح فلادمير بوتن رئيس الوزراء الروسى فى الثانى من مارس " أنّ بلاده لا ترتبط مع سوريا بأىّ علاقة خاصة " !. و زاد مفصّلاً : " إنّه من الواضح أن لديهم في سوريا مشاكل داخلية جديّة، وأن الإصلاحات التي عرضها النظام كان يجب أن تجرى منذ فترة طويلة " !.و لم يعد سرّاً ما أعلنته – مؤخّراً - الخارجيّة الروسيّة على رؤوس الأشهاد " إنّ معاهدة الصداقة و التعاون التى أبرمها الإتحاد السوفيتى (السابق) مع سوريا (الأسد الأب) فى عام 1980، والتى لا تزال سارية المفعول ، لاتلزم موسكو بتقديم مساعدة عسكرية لسوريا فى حال تعرضّها لتدخّل خارجى “!.أمّا التعويل على (نصرة) و ( سلاح ) الصين، لعلّ درس (موالاتها ) لحكومة جنوب السودان فى أزمة البترول، كما فى مناطق أخرى من العالم ، عبرة وعظة لذوى ( الألباب ) لو كانوا يعقلون !.وهاهى موسكو تبدى تراجعاً " تكتيكيّاً " من قصّة دعمها الغير محدود للنظام السورى،تحسّباً للمستقبل القريب. أمّا بكين ،فأسألوا عنها الخرطوم فى (معركة ) البترول !.. و فى السودان يعود النظام و هو فى قمّة عزلته و ( متاهته الأخيرة ) ، إلى إعادة إنتاج ذات السيناريو القديم أيّام فتح معسكرات ( الدفاع الشعبى ) و ( رفع التمام ) و سيليه ( زاد المجاهد ) وترديد أغنيات ( دفاعنا الشعبى .. ياهو دى ) و " الإكثار" من ( الرقص ) على أشلاء الموتى و الشهداء و( زغاريد ) ( أخوات نسيبة ) . لهؤلاء نقول : لو كان ( تجهيز ) المقاتلين و مواصلة سحق الشعب يجديان ، و( تجييش ) الشباب و تجهيز ( ألوية الردع ) ينفع و فعل ( نافع ) ، لما غادر القذّافى ظهر البسيطة بكل جبروته و طغيانه مقتولاً فى (زنقة ) فى ماسورة " صرف صحّى " !. الشعب السورى سينتصر .. و شعبنا السودانى سينتصر .. و ليعلم الطغاة من كل جنس و لون ، أننّا – الآن – فى قلب عصر الشعوب !. و الشعوب تريد إسقاط أنظمة الإستبداد و الفساد و إنتهاكات حقوق الإنسان .و شعبنا أقوى و أكبر من تجنيد ألوية الردع.وإن جاء (مقدارها) أو (أرواحها ) ( سبعة ) أو ( ضبعة ) !.