لا زال المدنيون في ولاية جنوب كردفان وولاية النيل الأزرق يتعرضون بلا هوادة للقصف العشوائي من القوات المسلحة السودانية. وبينما ترفض الحكومة السودانية السماح بإيصال العون الإنساني للمتضررين أعلنت المنظمات غير الحكومية المحلية أن ‘فرصة‘ ايصال العون الغذائي العاجل ‘في طريقها للضياع‘. فقد شهد الشهر الماضي تجدد المعارك الأرضية بين القوات المسلحة السودانية وقوات الحركة الشعبية – قطاع الشمال, وتواصل القصف العشوائي للمدنيين في كل من ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق من قبل القوات المسلحة السودانية. وقد ألقيت أكثر من 1000 قنبلة على مناطق المدنيين في جبال النوبة منذ تفجر القتال في شهر يونيو الماضي, وقدرت مفوضية الأممالمتحدة للاجئين تواجد 185000 لاجئ من جنوب كردفان والنيل الأزرق في جمهورية جنوب السودان واثيوبيا, بالإضافة إلى أعداد أكبر (أكثر من 400000) نازح محاصرون داخل السودان, وبحاجة ماسة لمساعدات إنسانية عاجلة. حتى الآن, وعلى الرغم من تصاعد جهود المجتمع الدولي طوال شهري يناير وفبراير من أجل فتح منافذ للوصول إلى جنوب كردفان, إلا أنه لم يتم احراز تقدم يذكر. وقد دعت الأممالمتحدة والاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية, في 14 فبراير, دعت الحكومة السودانية والحركة الشعبية – شمال للسماح بالوصول للمناطق المتأثرة بالنزاع من أجل تقديم المساعدات الإنسانية. غير أن حكومة السودان واصلت رفضها السماح بدخول المنظمات الإنسانية ووصولها إلى ضحايا النزاع. وكان الوالي الذي عينته الخرطوم على جنوب كردفان, والمطلوب بتهمة ارتكاب جرائم حرب من قبل المحكمة الجنائية الدولية, قد منع إقامة معسكرات للنازحين من مناطق النزاع حتى لا يحصلوا على الاهتمام الدولي الذي يمكن أن ينتج عن ‘دارفور أخرىُ. أما بالنسبة للمحاصرين في ولاية جنوب كردفان, فقد منع القصف الجوي شبه اليومي المزارعين من زراعة أراضيهم, وحذرت العديد من المنظمات غير الحكومية من مجاعة قاسية ستضرب المنطقة بدءً من شهر مارس. فمع اقتراب نهاية الموسم الجاف, ستتناقص كميات الغذاء والماء المتاحة لأولئك المحاصرين, ما لم تسمح الخرطوم بوصول المنظمات الإنسانية إلى المنطقة. يجب على المجتمع الدولي اتخاذ الترتيبات الأمنية اللازمة لايصال المساعدات الإنسانية الملحة عبر الحدود. إن اتصالات صندوق الإغاثات الإنسانية (HART) على الأرض تشير إلى أن القتال سيتصاعد على الأرجح قبل انتهاء موسم الجفاف في مايو/ يونيو.. كما أن التوتر المتصاعد في علاقلات السودان مع جيرانه يفاقم من مخاوف العودة إلى الحرب في المنطقة. فوفقاً لوثيقة حديثة نشرتها مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي ينفق السودان ما يصل إلى 70% من دخله على النفقات العسكرية. بيان صحفي : صندوق الإغاثات الإنسانية (HART)