رحلت الي رحاب ربها صباح هذا الاثنين المغفور لها باذن الله تعالي بقرية صفيتةريفي رفاعة / خديجة الحاج عبدالكريم والشهيرة ب ( خديجة الضكرية )شقيقة المطربة الراحلة فاطمة الحاج والمرحومة احدي المعالم البارزة بولاية الجزيرة وفي سوق الحصاحيصا.خديجة الحاج صفحة إنطوت من تاريخ الحصاحيصا وقصة كفاح مرير عاشته في زمن كانت المرأة اكثر اضطهادا واذلالاً . سيرة حياة هذه الانسانة جديرة بالتوثيق ويصادف رحيله يوم المرأة العالمي. نسأل الله لها الرحمة الواسعة وان يدخلها فسيح جناته مع الصديقين والشهداء تربطني بالراحلة علاقة وثيقة وسبق ان اجريت معها حواراً غير مسبوق نشرته العديد من الصحف: دردشة مع خديجة الضكرية لايوجد احد في الحصاحيصا لا يعرف خديجة الضكرية امرأة تزرع سوق الحصاحيصا جيئة وذهابا متلفحة بثوب ابيض حولته المعاناة والهجيرة الي اللون الاغبر. تتوكأ علي عكازتها التي تعينها في رحلة الحياة ومشاوير السنين عند كل فجر يوم جديد. تقول عن نفسها انا اسمي بالكامل خديجة الحاج عبد الكريم من قرية صفيتة والدي الحاج عبد الكريم كان نجارا في سوق الحصاحيصا مع زميله محمد عبد المطلب من اهالي اربجي. نحنا خمسة اخوات واخوين. شقيقتي الكبري الفنانة المطربة فاطنة الحاج والتي بدأت الغناء منذ الصغر والتحقت بمدرسة ديم لطفي الابتدائية ومن هنالك انطلقت الي امدرمان والتحقت بالاذاعة السودانية تزوجت ولم تنجب من زوجها الذي توفي مبكرا . وفاة الوالد ونحن بنات غير مجري حياتي كما تري انا كنت البنت التانية بعد اختنا الكبيرة فاطمة وبعدي طوالي اختي خولة , عشة, رقية ثم الاولاد الطيب والعوض ولم يبقي علي قيد الحياة الا انا وشقيقتي عشة ورقية. الناس زمان مازي اسع كونو المرأة تخرج للعمل كان حاجة غريبة وشاذة وغير مقبولة. ظروفي حتمت علي الخروج للعمل وكان لازم اعمل حسابي المجتمع ما برحمك الزمن داك, وعشان كدا كنت شرانية جدا يعني اقول ليك ..كنت شيطان مصرم.. مافي زول مرا والله كان راجل بقدر يقل ادبو علي وعكازي دايما معاي لحدي اسع دي زي ما شايفو.. انا كنت بسرح مع البهائم وبنوم معاهن في الخلاء وما في زول يقدر يهوم علي... زمان ناس كتار ديرين يتفالحوا علي يعلم الله كسرتهم ليك لامن عرفوني وخجلوا وبعد داك الناس بقت تعمل حسابا مني الا اولاد الناس واولاد الحلال علاقتي بيهم عادية جداً. انا مرا كاملة ومكتملة وما اتزوجت اصلا للظروف التي مرت بي لتربية اخواتي واخواني وبيني وبينك مافي راجل اتقدم لي .. الرجال كانوا بخافوا مني خوف شديد وعاملين حسابهم مني .. وسموني الضكرية وانا ما بزعل من الاسم دا ولو كان في رجل ضكر بالصح ويملك الشجاعةو الادب ويقدر الظروف كنت اتزوجتو لكن ياخسارة يا ود اخوي الرجالة خشم بيوت كان في رجال انا ما مرقت وزاحمتهم في السوق كنت قعدت لازمة البيت زي الحريم الوراهم رجال. والله اقول ليك حاجة انا ماندمانة انو ما اتجوزت والحمدلله راضية بالقسمة ومخير الله في حكمو. دخلت سوق الحصاحيصا من بدري جدا وكنت ببيع اللبن بكميات تجارية للقهاوي والمدارس وكان زبوني المرحوم يوسف حجاجي وبعد داك المرحوم الطيب عطا المولي وكانت لي علاقات مع التجار في السوق ناس عم وراق وابو صابونة وعمك علي ابو نقدية وعمر عطية وكانوا بقولوا لي (( المجينينة)) والمرحوم علي عيسي ما يشوفني الا يقولي المسمارة بت المسمار رحمهم الله جميعا.كنت بقعد في السوق لحدي المسا وببيع وبشتري في زريبة البهائم ومسترزقة كنت والحمدالله.في قهوة التنقور كنت طوالي بكون هناك ولعبت فيها القمار وخرت وخرتوني وكان جات للرجالة الكلام بيقيف لمن اجي عندي. الحكاية اتطورت كثير نحمدالله الحضرنا زمن الكبري ومافي زول كان زمان بيصدق انو بجي زمان نقطع فيه بحرنا بالكبري.. ويا حليلك يابنطون العزة وياما عشنا معاهو ايام وكنت بقطع بيهو مجان ما بدفعوني قروش .. احترام والله ما خوف وكانوا فيه ناس محترمين والله يرحمهم ناس عبيد وسيد البشير وسيداحمد الشايقي (والد الجكومي ) و طلب وابراهيم وعبد الله ود حاج توم وولد ناس عوض الله والله انا ما متخيله اقطع الشرق بدون بنطون.؟؟ ما عندي كلام اقولو غير انو المسئولين ما اهتموا بثراث اختي فاطمة الحاج ولا حتي اغانيها ما قعد نسمعا ولم يتم تكريمها لا في امدرمان ولا في الجزيرة.. ياولد اخوي زي مابقولوا ناسنا ( الكبر حصل والقرباب نصل ) والآن ما شغاله والاحوال الحمدلله والبجي السوق بلقي رزقو وفي وراي ناس صغار وكبار راجيني وفاتحين خشومهم والله يديكم العافية ومع السلامة.. دحين البنطون بالفا؟؟