فيما بشر علي عثمان النائب الأول لعمر البشير بإنجازات غير مسبوقة في المجال الصحي في خطابه أمام ملتقى وزراء الصحة الولائيين أمس ، اعترفت وزارة الصحة الاتحادية بخمسة ملايين إصابة بالبلهارسيا في البلاد . وبلغت المضاعفات المصاحبة للبلهارسيا خلال عام 2010 أكثر من (6) آلاف حالة بالمستشفيات ، منها سرطان الكبد ، وسرطان المثانة ، وتليف الكبد ، والنزيف المعوي الحاد ، والفشل الكلوي . وأجريت في العام 2011 ( 4800) عملية لنزيف معوي ناتج عن البلهارسيا في اثنين فقط من المستشفيات هما سوبا وابن سيناء . وفي السياق كشف مصدر طبي مسؤول بولاية النيل الابيض لصحيفة (الصحافة) ، عن تفشي مرض الحصبة في قرية (الكنوز) ما ادى الى وفاة واصابة ما يقارب ال (250) طفلا بالحصبة والسعال الديكي (الكتكوتة)، بينما أقر وزير الصحة في الولاية بوفاة (14) طفلا. وافاد المصدر الطبي : بتفشي داء الحصبة خلال الشهرين الماضيين، وعزا انتشار المرض الى عدم الاكتراث بتطعيم الاطفال. ويعود السبب الرئيسي لتدهور الوضع الصحي في البلاد إلى ضعف الإهتمام الحكومي باصحاح البيئة وبالرعاية الاجتماعية ، والى طبيعة برنامجها الاقتصادي الاجتماعي الذي أدى إلى تزايد نسبة المواطنين الذين يعانون من الفقر وسوء التغذية . وكمثال على مكانة الصحة في أولويات الحكومة فان ميزانيتها المقدرة هذا العام (500) مليار جنيه (قديم) بينما ميزانية جهاز الأمن المباشرة ( خلاف مصادر دخله الاخرى من شركاته ومال الطوارئ ) تصل إلى (1) تريليون و(200) مليار جنيه ، أي حوالي ثلاثة أضعاف ميزانية الصحة !