اتهم السودان دولة جنوب السودان بمساعدة متمردين على شن هجوم على منطقة حدودية منتجة للنفط الأربعاء قبل نحو أسبوعين من القمة المرتقبة لرئيسي الجانبين عمر البشير وسلفاكير ميارديت، في وقت تتجه الأنظار اليوم إلى الخرطوم، لمعرفة نتائج زيارة وفد حكومة الجنوب الذي وصل، أمس، للمرة الأولى بعد الانفصال، وقدم الدعوة للرئيس البشير لزيارة جوبا لعقد القمة المرتقبة مطلع الشهر المقبل لحسم الملفات العالقة بين البلدين . وعلى الرغم من استباق زيارة وفد حكومة الجنوب، أمس، بخبرين تسيدا الصفحات الأولى لجميع وسائل الإعلام المحلية، الأول عن هجوم نفذته حكومة الجنوب على منطقة “هجليج" الحدودية والغنية بالنفط، واعتبرته السلطات الأمنية ومسؤولين كبار، نسفا عمليا لاتفاق الحريات الأربع، والثاني تصريحات قوية لحزب “المؤتمر الوطني" الحاكم، تشير إلى أن زيارة البشير إلى جوبا محفوفة بالمخاطر، وليس هناك ضمانات بعدم تسليمه إلى المحكمة الجنائية، ولم تستبعد أن تكون دعوة الرئيس إلى جوبا مؤامرة مع الجنائية . إلا أن مراقبين يرون في الخبرين، اللذين تزامنا مع زيارة الوفد، محاولة للتأثير في زيارة البشير إلى جوبا، وبالتالي، قطع الطريق أمام اتفاق الحريات الأربع والعودة بالمفاوضات الماراثونية بين الطرفين إلى مربعها الأول . ويبدو أن الحملة المناهضة للاتفاق والتي تسيدت الساحة السياسية طوال الأيام التي اعقبته وجدت سنداً رسمياً، وحققت بعض أهدافها . فقد كشف المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الوطني الفريق أول مهندس أمن محمد عطا المولى “أن القوات المسلحة تصدت لهجوم على مدينة هجليج بولاية جنوب كردفان قامت به الحركات المتمردة التي تتخذ من أراضي دولة الجنوب منطلقاً لها"، موضحاً أن نصف القوة التي نفذت الهجوم تتبع للجيش الشعبي التابع لدولة الجنوب . وفيما أشار بعض المراقبين إلى ضرورة نقل القمة إلى عاصمة محايدة، لتنفيس الاحتقان الذي يهدد انعقادها في الموعد المحدد، ولإعطاء الطرفين ندية موحية بتجاوز مفردات سابقة إلى التعامل مع دولة كاملة الدسم، إلا أن الرئيس البشير حسم الجدل، ورحب، أمس، لدى استقباله موفد سلفاكير بقبوله الدعوة، ونقل باقان أموم للصحفيين قوله “أحرص جيداً على إقامة علاقات جيدة بين الخرطوموجوبا وأنه سيجلس مع سلفاكير لمعالجة كل القضايا" . وكان سلفاكير طالب بدور أوروبي في حل الخلافات مع السودان من منطلق رغبة جوبا في أن يكون الاتحاد الأوروبي شريكاً سياسياً واقتصادياً . وأعلن من بروكسل في ختام زيارته، دعوته للرئيس البشير للقدوم إلى جوبا للتفاوض في إطار حوار بناء للوصول إلى اتفاق في أقرب وقت .