- أجمع عدد من المختصين والخبراء في الشأن السياحي والإقتصادي على إن السياحة لو وجدت الإهتمام الكبير من الدولة لتفوقت على كثير من القطاعات التي تساهم في الناتج القومي . جاء ذلك لدى حديثهم عبر قناة النيل الأزرق خلال إستضافتهم ضمن برنامج اليوم المفتوح للسياحة خلال ندوة عن مستقبل السياحة في السودان عبر برنامج (سبت أخضر) . وقال وزير السياحة والآثار والحياة البرية د.محمد ابوزيد مصطفى إن السودان مصنف عالمياً ضمن 7 دول تتمتع بمقومات سياحية لتنوعه في الثقافة والآثار ونهر النيل الذي يشكل رافداً مهماً في جذب السياح بجانب سياحة الغطس في البحر الأحمر . وأشار الى أن الوزارة إستطاعت أن تعيد عضوية السودان في منظمة السياحة العالمية وأصبح عضواً فعالاً في المنظمة مبينا أن للوزارة خططا علمية تم تقسيمها لمراحل منها مرحلة المسح الأولي لمناطق السياحة في السودان ومرحلة الخريطة السياحية ومرحلة الخطة الحاكمة للمشروعات الاستثمارية السياحية المناسبة لكل نوع من أنواع السياحة. وأضاف الوزير ان وزارته تتجه خلال هذه المرحلة لتأسيس بنيات السياحة من الطرق والكهرباء والمياه مشيراً الى أن طريق البجراوية والنقعة والمصورات قطع شوطاً كبيراً ويبقى التحدي الأكبر إنشاء طريق لمحمية الدندر الذي ظل حلماً يراود السياحة منذ زمن طويل وفي هذا الإتجاه وضعت الوزارة تصوراً متكاملاً لإنشاء عدد من الطرق في عدد من الولايات السياحية وتمت إجازتها ويتوقع بدء أنفاذها تباعاً . وحول القرارات والتوجيهات الأخيرة الصادرة بشأن فك القيود وحرية الحركة للسياح أكد أبوزيد مصطفى على أن القرار سيزيد من معدلات السياحة في السودان ، مبينا أن الصيد البري موسمي وليس مفتوح وأن المسألة ليست مجرد رسوم بل متعلقة بحفظ النوع إلا أنه إستدرك وقال إن الوزارة إجتمعت مع وكالات السياحة المعنية بأمر الصيد وتم الإتفاق على مراجعة اللوائح والقوانين الخاصة بالصيد البري . ورحب الوزير بالسياح الخليجيين في مجال الصيد البري مؤكداً على أن وزارته تعمل بتنسيق تام مع القطاع الخاص العامل في مجالات السياحة . من جهته قال وزير الثقافة والاعلام والسياحة بولاية الخرطوم د.محمد يوسف الدقير إن السياحة تعتبر صناعة لها أركانها ومقوماتها مشيراً الى أن ولاية الخرطوم عملت على تأسيس وتأهيل البنيات الاساسية للسياحة عبر الإستفادة من 400 كيلو متر على شواطئ النيل والحفاظ على الآثار التي تم إكتشافها . وقال إن عدداً من البعثات الأجنبية وصلت الخرطوم وتعمل الآن في مجال التنقيب عن الآثار . وأشار الدقير الى أن المصفوفة التي أتفقت عليها ولايات الخرطوموالبحر الأحمر ونهر النيل والشمالية وسنار ، تسلمها رئيس الجمهورية وحوت كل المشاكل والمعوقات التي تواجه قطاع السياحة بجانب كافة الحلول الممكنة التي تنهض بالسياحة في السودان ، موضحا أن ولاية الخرطوم تعتبر أكبر بوابة قدوم للسياح كما أهتمت الولاية بأمر السياحة وأعتبرتها موارد متجددة يمكنها المساهمة بفاعلية في عملية الإقتصاد بجانب السياحة الداخلية التي وضعت لها الوزارة برامج مختلفة تتمثل في الزيارات والليالي الثقافية . الى ذلك قال الخبير الإقتصادي ووزير الدولة بوزارة المالية السابق د.عزالدين إبراهيم حسن أن السودان في الفترة من 2010 - 2016م جاء تصنيفه ثاني دولة في العالم من حيث النمو السياحي مؤكدا على أن عائدات السياحة وصلت الى 800 مليون دولار وتعتبر إقتصادياً أنها لاتقل عن الصادرات الأخرى الزراعية والحيوانية وغيرها . وقال إن على الدولة أن تهتم بتطوير السياحة عبر البنيات الأساسية والإهتمام بالتدريب خاصة في مجالات الإرشاد السياحي وتأسيس وتأهيل الأنشطة المساعدة من مطارات ووسائل النقل البري والمنتجعات إضافة الى الإهتمام بالعامل الأهم وهو تطوير المعاملات البنكية وجعلها قادرة على مواكبة التطوير العالمي في هذا المجال بجانب إثراء روح الإهتمام لدى المواطنين بأهمية السياحة والحفاظ على مواقعها وحمايتها . ممثل القطاع الخاص والذى يعمل في مجال السياحة الاستاذ بشير عبدالهادي بشير أكد خلال حديثه على أن القطاع الخاص ظل يساهم بشكل أيجابي في تطوير السياحة وينقصه مساهمات الدولة في إنشاء الخدمات السياحية التي لايستطيع القطاع الخاص لوحده انفاذها وأن القطاع الخاص له إجتهاد واضح حسب إمكانياته ودعا الى ضرورة التنسيق بين القطاعين الخاص والحكومي فيما يلي الموجهات والتشريعات والتطبيقات لجعل قطاع السياحة جاذباً ومؤهلاً لدعم الاقتصاد الوطنى . س ص/ع و
