السياحة في السودان أثارت كثيراً من الجدل خاصة حول جدوى نهج السودان الخاص بالسياحة النظيفة ومقدرتها على جذب السياح، وهناك أيضاً قضية إهمال قطاع السياحة لفترات طويلة جداً ما تسبب في ضعف البنيات السياحية لكن مؤخراً التفتت الدولة لهذا القطاع بعد أن صنف السودان ضمن الدول العشر الأولى التي تتمتع بمقومات سياحية، وبدأ دخل السياحة في الارتفاع وأخذت ثقافة الإنسان السوداني ونظرته للسياحة في التغير، بدأ الناس في ارتياد المناطق السياحية ويرى خبراء ومختصون أن مواصلة البرامج الموضوعة سابقاً أقوى ضمانات التطور وتوقعوا أن يقفز دخل السياحة إلى مليار دولار خلال عام 2016 وشددوا على ضرورة الاهتمام بجانب الخدمات السياحية. ٭ مواصلة البرامج دعا وزير السياحة السابق محمد عبد الكريم الهد عضو المجلس الاستشاري لمنظمة السياحة العربية إلى مواصلة البرامج والخطط التي وضعت في الفترة السابقة واعتبرها الضمان القوي لتغيير وجه السياحة في السودان لكنه أشار إلى تقاطعات في القوانين الخاصة بالسياحة قائلاً إنها من المعوقات التي يمكن أن تعرقل تطور القطاع، وتوقع أن تقفز عائدات السياحة إلى أرقام كبيرة في حال إنفاذ البرامج الموضوعة سابقاً، متعهداً بصفته عضواً في منظمة السياحة العربية بعرض أي برامج خاصة بالسودان وتوفير الدعم لها من قبل المنظمة. ٭ سياحة الآثار وقالت مدير قسم الإحصاء بوزارة السياحة إيمان صلاح إن إيرادات السياحة تقسم إلى إيرادات مباشرة وأخرى غير مباشرة، مبينة أن الإيرادات المباشرة تأتي من رسوم التراخيص الخاصة بالوكالات والفنادق والخدمات السياحية، وأشارت إلى أن الإيرادات غير المباشرة تأتي عن طريق السياح، وقالت إن عدد السياح يتناسب طردياً أو عكسياً مع الإيرادات، موضحة أنه كل ما زاد عدد السياح زادت الإيرادات وكل ما قل العدد قلت الإيرادات، وأضافت أنه يتم تحديد الإيرادات بحساب عدد السياح في متوسط دخل السائح في متوسط مدة الإقامة، وأشارت إلى أن الإيرادات غير المباشرة أطلق عليها اسم الحساب التابع، مشيرة إلى أنه منهج جديد أقرته منظمة السياحة العالمية باعتبار أن حسابات السياحة معقدة جداً وقالت إن عدد السياح خلال هذا العام 2015 حوالي 714.944 سائحاً وإن دخل السياحة حوالي 930 مليون دولار، وأشارت إلى أن عدد السياح خلال العام الماضي بلغ 683.618 سائحاً، وأشارت إلى أن الموسم السياحي يبدأ اعتباراً من شهر أكتوبر ويستمر حتى فبراير باعتبار أن الطقس خلال هذه الفترة يتسم بالاعتدال، وقالت إن السياحة الأكثر رواجاً هي سياحة الآثار خاصة في مناطق البجراوية والنقعة والمصورات بالإضافة إلى انتشار السياحة الدينية والسياحة العلاجية وسياحة الصحراء والصيد التي يفضلها الخلجيون، وتوقعت أن يقفز عدد السياح إلى مليون سائح على حسب شعار الوزارة للعام 2016، كما توقعت أن يقفز دخل السياحة إلى حوالي مليار دولار خلال الفترة القادمة. ٭ نقص الخدمات ويرى الخبير الاقتصادي عبدالله الرمادي أن من ضمن ما يحظى به السودان بجانب الإمكانات الزراعية والصناعية والمعدنية، امتلاكه لإمكانات ضخمة في مجال السياحة، مشيراً إلى أن أبرزها الآثار القديمة بالإضافة لسياحة الحياة البرية وأنها شهدت ازدهاراً كبيراً في السودان لكنه قال إن قطاع السياحة ظل مهملاً عبر السنين الماضية، وذكر أن ما زاد من تخلفه عدم توفر بعض الخدمات خاصة المتعلقة بالنقل، وقال في الماضي كانت هناك إشكالات كبيرة تواجه السياحة خاصة عدم توفر الاتصالات باعتبار أن السائح عندما يحضر إلى السودان ينقطع عن العالم، والآن شهدت خدمات الاتصالات تطوراً كبيراً، داعياً إلى أن ينعكس إيجاباً على قطاع السياحة، مشيراً إلى وجود دول كثيرة تعتمد عجلة اقتصادها في المقام الأول على مواردها السياحية خاصة جمهورية مصر العربية وقال إن دولة الإمارات العربية خاصة إمارة دبي تعتمد على قطاع السياحة بما يفوق 90%من دخلها القومي، وأشار إلى أنه يزورها سنوياً ما بين65-60 مليون زائر، وأضاف إذا أنفق كل زائر 100 دولار فقط فهذا يساوي 6 مليارات دولار من العملات الصعبة، ومضى قائلاً إذا كان قطاع السياحة في بعض الدول يدعم الاقتصاد بهذا الكم الهائل من الإيرادات ينبغي أن يكون حافزاً للقائمين على أمر السياحة في السودان الاهتمام به وإعطاءه أولوية قصوى، مشيراً إلى وجود المقومات السياحية في السودان، داعياً إلى الاهتمام بالجوانب الخدمية الزخرى وتطويرها والتعريف بإمكانات البلاد السياحية، وقال إن سياحة الآثار والحياة البرية من الممكن أن تحقق إيرادات طائلة سنوياً، مشيراً إلى أهمية الاهتمام بالفلكلور السوداني واعتبره ثروة ضخمة لما يحتويه من تنوع كبير، مضيفاً أنه من الممكن أن يكون مصدراً لجذب السياحة العالمية، مشدداً على ضرورة الاهتمام بقطاع السياحة باعتباره من القطاعات الواعدة.