- قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم يوم الاثنين إن وصول فيروس الإيبولا إلى مدينة كبيرة في جمهورية الكونجو الديمقراطية أمر مقلق، لكن المشهد يبعث على التفاؤل أكثر بكثير مما كان عليه عند الإبلاغ عن تفش واسع للفيروس في غرب أفريقيا في 2014. وتأكد ظهور حالات إصابة بالفيروس الفتاك في مبانداكا، وهي مدينة تقع على نهر الكونجو، مما أثار مخاوف من احتمال وصول الفيروس عبر مجرى النهر إلى العاصمة كينشاسا التي يبلغ عدد سكانها عشرة ملايين نسمة. وأضاف أدهانوم مخاطبا وزراء الصحة في مستهل الاجتماع السنوي للمنظمة "من المقلق وجود حالات إصابة بالإيبولا الآن في مركز حضري، لكننا في وضع أفضل بكثير للتعامل مع هذا التفشي مقارنة بوضعنا في 2014". وتعرضت القيادة السابقة لمنظمة الصحة العالمية لانتقادات حادة بسبب رد فعلها البطيء على التفشي الذي أعلن عنه في مارس آذار 2014 واستمر حتى يناير كانون الثاني 2016 وتسبب في مقتل أكثر من 11300 شخص. وتكشف بعد ذلك أن انتشار المرض بدأ في أواخر عام 2013 لكن منظمة الصحة العالمية لم تدع لعقد اجتماع طارئ حتى أغسطس آب من عام 2014. وفي هذه المرة تحركت المنظمة بسرعة من جانبها وعقدت اجتماعا للجنتها الطارئة وأرسلت مصلا لاحتواء انتشار المرض. وقال أدهانوم "يسرني أن أقول إن التطعيم يبدأ بينما نتحدث اليوم". وقال طارق ياسرفيتش المتحدث باسم المنظمة إن تحصين العاملين في المجال الصحي سيبدأ اليوم الاثنين فيما سيبدأ تطعيم من كانوا على اتصال بمرضى بعد ذلك. وهذا هو التفشي التاسع للإيبولا في الكونجو منذ ظهور أول حالة معروفة للفيروس في سبعينيات القرن الماضي. وقال أدهانوم إن موظفي منظمة الصحة العالمية يعملون على مدار الساعة لوقف انتشار المرض وقال إنه أعجب بعاملين في مجال الصحة "خاطروا بحياتهم" في بلدة بيكورو النائية قبل أسبوع عقب الإعلان عن انتشار المرض. وأضاف "انتشار المرض في بيكورو يوضح لنا من جديد أن الأمن الصحي والصحة العالمية هما وجهان لعملة واحدة. وأفضل ما يمكننا فعله لمنع انتشار أمراض مستقبلا هو تقوية الأنظمة الصحية في كل مكان". وقال ياسرفيتش إن تفشي المرض قتل حتى الآن 26 شخصا من بين 46 حالة إصابة. وهناك 21 حالة من بين تلك الحالات تأكدت إصابتها بالإيبولا بتحاليل معملية فيما تعتبر 21 حالة أخرى مرجحة وهناك أربع حالات أخرى يشتبه في إصابتها بالمرض.