حذرت الوكالة الاسلامية للاغاثة من تفاقم الاوضاع الانسانية ونقص الغذاء فى الصومال واتهم الاستاذ تاج الدين عبد الله السنوسي المدير العام للوكالة المجتمع الدولى بالتقصير فى التعامل مع الازمة فى الصومال ودعا لضرورة مسارعة الدول العربية والاسلامية بالايفاء بالتزاماتها فى توفير الاحتياجات الانسانية العاجلة البالغة تكلفتها ثلاثمائة وخمسون مليون دولار وفقا لما وضع من تقديرات فى المؤتمر الذى عقد مؤخرا بتركيا بتنظيم من منظمة التعاون الاسلامى . وقال ان المسارعة فى توفير الاحتياجات يمثل للدول الاسلامية كافة واجباً دينياً واخلاقياً مثمنا فى هذا الصدد جهود حكومات السودان والمملكة العربية السعودية وقطر والكويت والمنظمات الانسانية بهذه الدول الا انه عاد واكد فى حوار مع وكالة السودان للانباء بان ماهو متوفر حتى الان لا يتناسب مع ماهو مطلوب من احتياجات عاجلة نظراً للآثار الانسانية التى خلفها تدهور الوضع الامنى والكوارث الطبيعية المتمثلة فى الجفاف لانعدام الامطار بالصومال . وقال ان هناك تقصيراً عالمياً من المجتمع الدولى فى معالجة ازمة الصومال مشيرا الى ان منظمات الاممالمتحدة وغيرها من المنظمات الدولية تعمل من خارج الصومال انطلاقا من كينيا وتعتمد فى تقديراتها وتعاملها مع الازمة على ماتوفره لها المظمات السودانية وعلى رأسها الوكالة الاسلامية للاغاثة التى افتتح مكتبها هناك منذ العام 1985م حيث تقوم المنظمات السودانية التى تعمل فى كل الصومال بمناطق الحكومة والمعارضة لاعتمادها المهنية العالية والحياد فى تقديم المساعدات الانسانية اعتمادا على كوادر جلها وطنية ، تقوم على مد المنظمات الدولية والاممية بالاحصاءات وتقديرات الاحتياجات المطلوبة لاعانة المتاثرين من المواطنين والنازحين واللاجئين المقدر عددهم بثلاثة ملايين وسبعمائة الف مواطن من جملة سكان الصومال المقدرة بعشرة ملايين نسمة . واوضح المدير العام للوكالة الاسلامية للاغاثة ان الوكالة رغم نضوب موارد دعمها الخارجى ، اوضح ان الوكالة استطاعت استنهاض همم الشعب السودانى وغيرهم من الخيرين الاستمرار فى دورها فى التعامل مع ازمة المجاعة التى ضربت الصومال فى تقديم الاحتياجات الاساسية والتنموية عبر مراكز الخدمات التابعة لها بالعاصمة مقديشو والمدن الاخري بالتنسيق مع المنظمات الاممية والاسلامية والعربية حيث التركيز الان على العون الانساني العاجل والطوارئ مشيرا الى ان الوكالة تعمل الان على انشاء مراكز للتغذية الاضافية والعلاجية بتقديم الخدمات للاطفال والحمل باعتبارهم الفئات الاكثر تاثرا بالكارثة وقال اننا نعمل كذلك على انشاء مركز لغسيل الكلى واشار الى ان الوكالة هى الجهة الوحيدة التى تعمل الان فى مجال اصحاح البيئة فى التعامل مع مشاكل المياه الراكدة وحفر الابار لتوفير مياه الشرب للانسان والحيوان . وحول دور الوكالة تجاه اللاجئين الصوماليين قال نعمل فى المستقبل على تقديم الخدمات لهؤلاء خاصة فى معسكرات شمال شرق كينيا حيث يوجد مستوصف طبي تابع للوكالة واشار الى ان الخطة تشمل التوسع فى مجالات الايواء والتغذية الاضافية والعلاجية . وحول جهود الوكالة بالسودان اشار المدير العام الاستاذ تاج الدين السنوسي الى انهم يعملون فى مناطق النزاعات التي كانت مرتبطة بحرب الجنوب منذ ثمانينات القرن الماضى وبدارفور منذ اندلاع الازمة وفى سبع من الولايات بعد الانفصال وان الوكالة مثلت الضلع الأساسى بالتنسيق مع المنظمات الاممية والوطنية فى تنفيذ برنامج التسريح واعادة الدمج للقوات المسلحة والمليشيات امضيفا ان الوكالة تعمل الان فى تقديم المعلومات والاحصاءات وتساعد فى توزيع المؤن والمساعدات التى وصلت لمساعدة المتاثرين والنازحين فى النيل الازرق وجنوب كردفان مؤكدا ان المعركة الانسانية التى رافقت هذه الاحداث ستنجلى سريعا مثمنا فى هذا الصدد جهود الحكومة ومستوى تعاملها فى الجانب الانسانى الناجم عن هذه الاحداث مستفيدة من تجارب الجنوب ودارفور حيث مثلت المنظمات مداخل للتدخل الاجنبي ، وقال ان الوكالة تعمل كذلك فى اطار مشاريع اعادة اعمار الشرق بجانب جهودها فى الدخول فى مجالات عمل جديدة مثل مكافحة المخدرات والادمان والعادات الضارة معلنا فى هذا الصدد ان الوكالة بصدد انشاء مركز متخصصة لعلاج الادمان بالتنسيق والتعاون مع جهات الاختصاص بالخرطوم . واستعرض مدير الوكالة فى حديثه لسونا جهودهم فى تقديم الدعم والمساعدات والخدمات التنموية للنازحين واللاجئين فى اريتريا واثيوبيا وتشاد وماقدم من عون واسناد لضحايا ومتأثري الحروب والكوارث بالدول الآسيوية والعربية والاسلامية . ط/فقيري