في إطار إلقاء الضوء على اتفاقية التعاون المشترك بين السودان وجنوب السودان والتعريف بمضمونها وانعكاساتها على البلدين يتحتم على الإعلام أن يقوم بدوره في التعريف والتوضيح والشرح لأبعادها ومضمونها، وهذا هو مضمون النداء الذى توجه به الرئيس عمر البشير للمختصين في هذا المجال فهل سيجد استجابة من الإعلاميين ؟ وما هي مطلوبات تحقيق الاستجابة على أرض الواقع؟ للإجابة على هذه التساؤلات استطلعت وكالة السودان للأنباء عددا من كبار الاعلاميين في الأجهزة الرسمية ورؤساء التحرير بالصحف وفي مقدمتهم دكتور احمد بلال عثمان وزير الإعلام. قال الوزير " نحن علينا ألا يكون دورنا الاعلامى سالبا بل يكون ايجابيا بتمليك المعلومة وشرح المواقف وعدم الانجراف والانزلاق وان نملك وسائل الأعلام الحقائق الدقيقة وان يكون الإعلام الرسمي إعلاما ملتزما وان نناشد الأعلام الخاص بالالتزام الوطني وبتوفير المعلومة وأن يكون دوره ايجابيا ". بروفيسر على شمو الخبير الاعلامى ورئيس مجلس الصحافة والمطبوعات قال " أعتقد أن رئيس الجمهورية مدرك تماما لما تقوم به أجهزة الإعلام لإنجاح هذا الاتفاق، كما يدرك أن لديها مسئولية واضحة جدا في هذه المهمة الخطيرة، يجب علينا تناول القضية تناولا ذكيا وايجابيا وبمسئولية .. وهذه الاتفاقية حساسة جاءت بعد جهد طويل وطبعا لا تنهي مطالب اى فريق ولكن في النهاية المطلوب من المباحثات أن ترضى الطرفين. والاتفاقية تحتاج إلى شرح وتثقيف وتبصير بتوصيل معلومات للناس عما تم الاتفاق عليه والقضايا التي لم تطرح .. وعلى الصحافة أن تعرّف بالمقترحات المطروحة وتساهم في الحل بدلا عن الحديث عن الإثارة والإسهام السالب الذي يضر بالبلدين ..والصحافة واجبها تبشير الناس بما تحقق ". دكتور محمد الناير الصحفي والمحلل الاعلامى قال " على كل العاملين في أجهزة الإعلام المحلية أن يتناول هذا الاتفاق بالحس الوطني ويجب تناوله من منظور مصلحة البلدين أي ايجابيات هذا الاتفاق، لذلك يجب على الاعلامى اخذ المعلومات من مصادرها وأن تكون هذه المعلومات واضحة بتفاصيلها حتى لا يحدث تشويش للاتفاقية. أما عن نداء الرئيس في اعتقادي المطلوب التبشير بهذه الاتفاقية والرئيس اطلق نداءه بدبلوماسية عالية .. وعلى الاعلامى ان يكون محايدا ويحصل على المعلومات من مصادرها ". الأستاذ حسين خوجلى رئيس تحرير صحيفة ألوان ومدير قناة أم درمان قال " نحن نشكر للرئيس اهتمامه بالاعلاميين، وهو رجل له رؤية تكتيكية وإستراتيجية لأهمية التسويق السياسي .. والاتفاق الذي جرى الان بين البلدين مع هذه البنود التسعة لن يكون له اى نجاح على ارض الواقع إلا إذا لازمته حملة إعلامية راسخة وصادقة وحرة .. وأنا لا أعنى أن تكون الحملة مجرد شعارات تخبو بعد دقائق .. يجب أن تكون حملة إعلامية قائمة على ركائز قضايا السلام ومواجهة السالب والموجب .. لذلك المعايير الإعلامية يجب أن تدعم بالثقة وتمليك المعلومة والإمكانات .. وهذه الاتفاقية كبيرة وتحتاج لإعلام كبير معافى. والتجارب أثبتت أن الإعلام التابع لا قيمة له .. الاتفاق الذي تم كبير وخطير ومنتظر وفى اعتقادي أن الاتفاقية هي ملف ثاني لأن قضية الحدود هي الأولى لأن أغلى شئ بعد الإنسان هي الأرض فيجب الإسراع بتكملة القضايا الحقيقية .. الذي حدث خبر مبتدأ بلا مبتدأ .. لذلك لا بد من الحملات الإعلامية ". الدكتور إبراهيم دقش الخبير الاعلامى قال " أعتقد أن أجهزة الإعلام دائما تأخذ الحدث في اليوم الأول ولكنها لا تتعمق في القضية ومحتوياتها بنشر كامل عبر الإعلام .. مطلوب منا مسئولية تجاه هذا الاتفاق .. أما نداء الرئيس فهو تذكير للإعلاميين حتى يقوموا بواجبهم أكثر ولا بد من إجراء استطلاعات في الشارع وعكس آراء المواطنين الايجابي منها والسلبي ". الأستاذ راشد عبد الرحيم الكاتب الصحفي قال " قضية السلام في السودان مستمرة وطويلة حولت البلاد من دولة إلى دولتين ومطلوب من أجهزة الإعلام الاستمرارية والمتابعة بدقة .. ومطلوب التخصص في الإعلام حتى يكون الاعلامى ملما بالشأن المختص به فلا يكون هنالك خللا اعلاميا. وفى رأى الرئيس يقصد تناول الاتفاق بالتغطية الإعلامية حتى تكون هنالك تغطية حقيقية تدعم الجوانب الايجابية فيها وعلى المسئولين من بنود الاتفاقية وضع جداول محددة تمكن الاعلاميين من أخذ المطلوب لتوصيل المعلومة الجيدة ". الأستاذ الصادق الرزيقى رئيس تحرير صحيفة الانتباهة قال " أى اتفاق أو فعل سياسي له عدة زوايا ووجوه .. وبما أن الإعلام يعكس الآراء والتفاعلات داخل الرأي العام من واجبنا مناقشة القضايا الجيدة الوطنية بكل حرية وشفافية .. ولمصلحة هذا الاتفاق أن يتناوله الإعلام بمختلف الوجوه والزوايا ولن يتأتى ذلك إلا بعرض كل الآراء المتباينة والمتعارضة لان في ذلك نفع وفائدة خاصة وان هذا الاتفاق له أبعاده وظلاله ويجب على الإعلام عكسها .. ومن الضروري أن يكون لهذا الاتفاق اكبر حيز في الفضاء الاعلامى سواء كان معه أو ضده وفقا للموضوعية والأخلاق المهنية التي تضبط الأداء الاعلامى .. يجب علينا أن نتناول القضية في أجهزتنا باعتبارها قضية وطنية ". الأستاذ رحاب طه محمد احمد رئيس تحرير صحيفة الوفاق قال " إن الدور الطبيعي للاعلام التوعية والتعبئة ليس لاتفاقيات السلام فحسب بل التحديات .. ودعوة الرئيس يجب أن يتبعها البحث عن هل الإعلام له القدرة على ذلك وهل هو مؤهل لهذا الدور .. وفي اعتقادي أن الإعلام بصحافته وفضائياته غير مؤهل لهذا الدور لأسباب عدة ، أولها عدم توفر الامكانيات وضعف الكادر العامل وان الإعلام نفسه قد وجه في وقت سابق بان يلعب دورا سالبا تجاه عملية السلام والحرب .. نحن نأمل من الجهات ذات الاختصاص أن تملّك أجهزة الإعلام الحقائق حتى تقوم بدورها خاصة وان الأجهزة الإعلامية الرئيسية لم تقم بشرح الاتفاقية ولا البنود التي تم التوقيع عليها ". الأستاذ محمد عبد القادر نائب رئيس تحرير صحيفة الراى العام قال " النداء الذي وجهه رئيس الجمهورية لأجهزة الإعلام يعتبر مدخلا صحيحا للتحول في العلاقة مع حكومة الجنوب إلى المصالح والمنافع المشتركة .. والإعلام - خاصة الصحافة - لعب دورا كاملا خلال المرحلة الماضية وساهم في تحسين العلاقة بين البلدين وبما أن العلاقة هي علاقة شعب واحد في دولتين ينبغي للإعلام أن يساعد ويبشر بهذه العلاقة والتطرق إلى أهمية هذه الاتفاقيات بعيدا عن الأجندة أي التعامل مع الاتفاق لمصلحة البلدين وهذا يتطلب من الدولة إشراك الإعلام بكل بنود الاتفاقية ومده بالمعلومات التي تساعده على القيام بدوره في مراقبة التنفيذ والتبشير بما تحقق من اتفاق لدعم الأمن والاقتصاد والتعايش السلمي . والإعلام تنتظره مهام كبيرة بعد هذه المرحلة للتبشير والتعريف بما تم من اتفاق وعلى الجهات المختصة تمليك الإعلام المعلومات حتى يساهم في ذلك ". ع س