بدأ ملتقي "نقد التجربة- همزة وصل " عن واقع المسرح في السودان فعالياته اليوم بجامعة السودان تحت رعاية "الهيئة العربية للمسرح بإمارة "الشارقة" بدولة الإمارات العربية المتحدة ورعاية رئاسة الجمهورية والذي يقام سنويا بإحدي الدول العربية ويستمر لمدة أربعة أيام . وفى هذا الاطار إالتقت وكالة السودان للانباء( سونا) أمين الشئون العلمية أستاذ المسرح العربي بكلية الموسيقي والدراما بجامعة السودان الناشط المسرحي د. "عثمان جمال الدين للحديث حول فعاليات الملتقى وتأثيرات المسرح على الحياة الثقافية للشعوب ، بجانب المعوقات التي تحد من انشطته وسبل معالجتها ، فإلى مضابط الحوار.... س : دكتور عثمان جمال الدين حدثنا عن ملتقي "نقد التجربة- همزة وصل " ج : الملتقي بدأ اليوم الثلاثاء ويستمرحتي الرابع منه وتم الافتتاح بقاعة "الشهيد" بجامعة السودان بينما الختام سيكون ليلاً بمسرح كلية الموسيقي والدراما باحتفائية عن آخر ماتوصل له الفكر الموسيقي السوداني،وهو مناسبة لتكريس جهود الرواد المسرحيين خالد ابوالروس وإبراهيم العبادي وأبو العباس محمد طاهر ومحمد رضا حسين والكثير من الذين رحلوا عن دنيانا،والملتقي يأتي تحت عنوان "نقد التجربة همزة وصل" يقام سنويا في إحدي البلدان العربية تحت رعاية سمو الشيخ "سلطان بن محمد القاسمي" حاكم الشارقة –رئيس الهيئة العربية للمسرح بهدف رصد التجربة المسرحية وتقييمها. س : ماهي الجهة المنظمة؟ ج : نحن في السودان صممنا هذا الملتقي مبكراً بالتنسيق مع الأستاذ "سعد يوسف" منسق الهيئة العربية للمسرح وعمادة البحث العلمي في جامعة السودان وكلية الموسيقي والمسرح ممثلة في أساتذتها وبالمهتمين من خارج الكلية. س : ما هي اهم المحاور التي يتاولها الملتقى ضمن فعالياته ؟ ج : الملتقى يتناول تقريبا مجمل الحركة المسرحية في السودان نقدا وكتابة واخراجا وتاريخا. س : ماهي أهم أوراق هذا الملتقي المسرحي ؟ ج : هنالك ورقة كتبها أستاذنا الجليل "مكي سنادة" تبحث ماضي وحاضر ومستقبل الحركة المسرحية ستقدم اليوم سأستعرضها إنابة عنه لوجوده خارج السودان ، كما تقدم أيضا أوراق عن"فاعلية التدريب والتأهيل في الإنتقال من الإحتراف إلي الهواية"، وأوراق عن "النقد المسرحي في السودان"،وعن "التجربة الإخراجية في المسرح السوداني يقدمها البروفيسور "سعد يوسف" ،علما بأن هذه الأوراق ستقدم بشكل علمي من تقديم وتعقيب ونقاش وتحليل ،ثم تجمع كل هذه الأوراق العلمية وتضمن في كتاب يكون متاحا لكل الدارسين في الوطن العربي لإجراء المقارنات أو المقاربات بين واقع الحركة المسرحية في السودان والوطن العربي. س : كيف تري مستقبل الحركة المسرحية في السودان؟ ج : لقد تسلمنا الراية من أساتذة كبار وكرام بذلوا مالهم وشبابهم ووقتهم من أجل إيجاد مسرح سوداني اصيل كما قال الرائد المسرحي "خالد أبو الروس"، والشاهد أن المسرح في السودان مر بالكثير من الرياح العاتية والعواصف،وفي مرات كثيرة كان له وجود وأثر في الحياة الثقافية بشكل مستمر ومنتظم، وفي مرات كثيرة جدا اخرى ينسحب من الحياة الثقافية لأسباب سياسية وإقتصادية، والأسباب الإقتصادية هي نتاج للأسباب السياسية بالتأكيد، وأنا بهذه المناسبة دعني أحيي هؤلاء الرواد جميعهم من رحل ومن هو معنا، أحييهم تحية خاصة بأن الذي توصلنا إليه الآن أن تكون هنالك كلية متخصصة للموسيقى والدراما،وهو جهد بذله هؤلاء الرواد ، وأشكرهم علي ماقدموه لنا. س: حدثنا عن رواد المسرح في السودان ؟ ج: البدايات الأولي للمسرح في السودان كانت علي يدي الرواد "خالد أبو الروس وإبراهيم العبادي والطاهر شبيكة " في أواخر العشرينات وأوائل الثلاثينات لم يوجد مسرح ثابت كالمسرح القومي،ولكن التأريخ الرسمي للبداية الأولي للمسرح السوداني كانت علي يدي الراحل "خالد أبو الروس" حينما شاهد مسرحية "مصرع كيلوباترا" وقال وقتها "سأكتب مسرحية سودانية لحما ودما" وبالفعل كتب مسرحية "تاجوج" علي منوالها، وذلك بخلاف الكتاب العرب الذين لجأوا للتراث العالمي ، فالرائد المسرحي "أبو الروس" لجأ للتراث المحلي، لتتوالي بعدها المسرحيات "السبعة الخربوا البندر" و"خراب سوبا " وغيرها وأصبح رقما هاما في تاريخنا المسرحي والثقافي في السودان ،ولكن جاء "إبراهيم العبادي الذي كتب مسرحيته الفذة "المك نمر" والتي تحتاج حتي الآن للكثير من التحليل باعتبار ان العبادي لم يلجأ لوقائع التاريخ بل لجأ إلي "مغزي التاريخ" وهذه كتابة متقدمة جدا ، وتكاد تكون هذه المسرحية التي قدمت في العام (1927) هي أول مسرحية تدعو للوحدة الوطنية " جعلى ودنقلاوى وشايقى ايه فايدانى ، غير جعلت خلاف خليت اخوى عادانى ، يكفي النيل ابونا والجنس سوداني" س: ماهي أهم التوصيات والمخرجات المتوقعة للملتقي المسرحي في الخرطوم ؟ ج : نتائج هذا الملتقي المسرحي متوقع أن تكون جيدة ليس في الوقت القريب انما تحتاج لوقت طويل لمقارنة هذه الأوراق ونشأة المسرح في السودان وبقية الدول العربية ، وهل الاخراج متطور والتجريب المسرحي في السودان قريب من التجريب في المغرب العربي وغيرها من الأسئلة .