- تسبب قرار إضافة عام دراسي إلى السلّم التعليمي الحالي بالسودان في كثير من الجدل بين مؤيد له رغبة في تصحيح مسار العملية التعليمية بالبلاد، ورافض له باعتباره متسرعا ومكلفا للخزينة العامة. وكانت وزارة التربية والتعليم قد أعلنت إضافة عام دراسي إلى السلّم التعليمي الحالي، ورفع سنوات مرحلة التعليم الأساسي لتسع سنوات، بدلا عن ثمانٍ، مما أثار جدلا بشأن الخطوة التي رفضها كثير من التربويين. ويهدف القرار الذي يبدأ تنفيذه اعتبارا من بداية العام الدراسي 2015/2016م إلى إعادة المرحلة الدراسية المتوسطة ثلاث سنوات بعد ست سنوات للأساسي تدريجيا بحلول عام 2023 على أن يتم حاليا تقسيم التعليم الأساسي لحلقتين منفصلتين مع وجود وكيل لكل حلقة. وكان مجلس الوزراء أعلن دعمه لخطط وزارة التربية والتعليم العامة بشأن تغيير السلم التعليمي رغم التشديد على أهمية الفصل بين الحلقات من حيث المباني، والزى المدرسي، وإحكام التنسيق بين وزارتي التربية والتعليم، والتعليم العالي والبحث العلمي. من هنا كان لقاؤنا بالأستاذ التربوي عبد الله حمدان حامد الذي تدرج في سلم التعليم بمختلف ولايات السودان حتي اصبح مدير عام وزارة التربية والتعليم بولاية غرب كردفان وكان له اسهامات في مختلف المناشط التربوية واخرها مشاركته في المؤتمر القومي للتعليم كما انه يمثل احد اعيان ولاية غرب كردفان حاليا وكان هذا الحوار فإلى مضابطه : س: حدثنا عن رؤيتك للسلم التعليمي بصورة عامة؟ ج: السلم التعليمي الحالي به كثير من الأشياء التي تتطلب المراجعة خاصة فيما يتعلق بمرحلة الأساس التي أصبحت بداخلها طفل صغير وآخر في عمر 14 عاما وهذا به كثير من الأخطاء التربوية مما يتطلب مراجعة خاصة وان غالبية الدول التي من حولنا تعمل بنظام المراحل الثلاث . س: هل تعتقد أن نظام ثلاث مراحل ست سنوات وثلاثة للوسطي وثلاثة للثانوي يمكن أن تعود مرة أخري؟ ج: أنا أري أن تكون العودة إلي نظام أربعة فصول للابتدائي ومثلها للمتوسطة والثانوي مما يجعل مراحل التعليم متناسقة ومتجانسة وبأعمار متقاربة وينتج عنه تربية سليمة ، مطالبا بأهمية تدريب المعلمين خاصة في مرحلة الأساس الحلقة الأولي والحلقة الثانية وفي رأيي الشخصي أن هذا نظام قديم وثبت جدارته خاصة وانه يتمرحل بالطلاب علي حسب سنين عمرهم. س: ماهو دور بخت الرضا في هذا الجانب ؟ ج: لابد من إعادة دور بخت الرضا في تأهيل وتدريب المعلمين حتى يتمكنوا من متابعة المناهج بصورة مثلي وتخضع لفترة تجريبية كافية من اجل توصيل المادة إلي الطلاب بصورة سهلة ومرنة تمكنهم من استيعاب المادة بصورة ممتازة .بالإضافة إلي الاهتمام بالمواهب ورعاية مختلف المناشط والمهارات والاهتمام بالمعسكرات التي تؤهل الطلاب أكاديميا ،بالإضافة إلي تأليف الكتب الدراسية بحكم خبرتها في هذا المجال وإخضاع المناهج لفترة تجريبية كافية حتى يتمكن المعلم من هضم المادة بصورة مثلي ويستوعبها ويقوم بتوصيلها بأفضل السبل . س: مارأيك في إضافة عام تاسع لمرحلة الأساس ؟ ج: إن إضافة عام تاسع لمرحلة الأساس يصعٌب من مهمة الطلاب في تلقي التعليم لمدة تصل إلي تسع سنوات مطالبا بأن تتم إعادة المنهج القديم المتمثل في أربع سنوات في كل مرحلة وهي الابتدائية والوسطي والثانوية مما يجعل الطالب أكثر قربا من زملائه في المرحلة التعليمة والسنية من حيث التقارب حيث أن الفرق بين الفصل الأول والتاسع يصل ثمانية سنوات مما ينعكس بصورة سلبية علي الأطفال في سن السادسة لأنهم يتعرضون إلي مضايقات مختلفة لذلك يجب فصلهم في المراحل التعليمية،كما أن إضافة العام التاسع يتطلب مزيدا من المعلمين وبناء الفصول وإعداد منهج يلاءم متطلبات المرحلة وهذا يشكل عبئا علي الحكومة ويجب أن لا يتحمله المواطن لوحده. كما أن إضافة هذا العام يجب أن تراعي فيها بعض أسس العملية التربوية خاصة وأن هناك تفاوتا في أعمار التلاميذ في الفصل الأول والتاسع ويمكن أن يكون لها لذلك آثار سالبة مما يؤثر علي استيعاب الطلاب وتحصيلهم الأكاديمي . س: هل بالضرورة أن تكون هنالك شراكة مجتمعية في تطوير التعليم؟ ج: بالطبع الشراكة المجتمعية لها دور فاعل خاصة وأن هنالك تربويين بالمعاش ولهم خبرة اكتسبوها من خلال عملهم ولهم مؤسسات تعليمية تربوية تساهم في تأهيل أجيال علي مر السنين وهذا يتطلب وحدة مجتمعية ورسمية تساهم بصورة مباشرة في الارتقاء بالتعليم. س: كيف تنظرون إلي التعليم مستقبلا؟ ج: أنا متفائل لأن هناك سياسات تربوية سليمة قد انتهجت و يمكن أن يتطور التعليم من خلالها ومن خلال خطط وبرامج وفق الإستراتيجية التربوية وهذا أمر يتطلب جهودا مشتركة بين القائمين بأمر التعليم. س: كلمة أخيرة؟ ج: نشكر وكالة السودان للأنباء ودورها الهام في عكس هموم المواطنين.