طالب خبراء وتربويون بضرورة الإسراع في تغيير السلم التعليمي العام الحالي لمرحلة الإساس والثانوي (8 –3) سنوات، واعتماد سلم تعليمي جديد بإضافة سنة لمرحلة الإساس لتصبح سنون المرحلة الاولية(9-3)سنوات، أو الرجوع إلى النظام التعليمي الذي كان سائداً في البلاد قبل العام 1992م والذي يضم ثلاث مراحل ابتدائي ومتوسط وثانوي (6-3-3) سنوات. وعرض مؤتمر(التعليم العام وتحديات القرن الحادي والعشرين ) الذي نظمته جامعة الخرطوم بقاعة الشارقة أمس وصباح اليوم، سلبيات السلم التعليمي الحالي (8-3) سنوات، المتمثلة في دمج مرحلتي الابتدائي والمتوسط في مرحلة واحدة عرفت باسم (مرحلة الأساس) وتأثيراته التربوية السالبة وذلك نتيجة لاختلاط التلاميذ في إعمار تتراوح بين (6و14)سنة واكتسابهم لسلوكيات ضارة، وضعف مستوى المعلمين وتباين مستوياتهم الأكاديمية والتربوية، بسبب قلة التدريب بعد الغاء معاهد تدريب المعلمين واعتماد الشهادة الجامعية لمعلمي الأساس، علاوة على ضعف المنهج الذي يحوى كثير من الحشو في مواده العلمية والنظرية دون الاعتماد على الجانب العملي والتطبيقي للمواد، مع عدم وضع اعتبار لزمن تدريس هذه المقررات مما أدى لضعف مستوى التلاميذ في مواد اللغة العربية والرياضيات واللغة الإنجليزية . وشدد الأستاذ بكلية التربية جامعة الخرطوم دكتور أيمن محمد طه، على ضرورة اعادة النظر في السلم التعليمي الحالي وفق الأسس النفسية والنمائية، وتقويمه تقويماً شاملاً لكل المناحي المتعلقة به، من حيث السياسة التعليمية العامة والتدريب والتأهيل للمعلمين والبيئة التعليمية، ووضع المعايير النفسية في الاعتبار بشكل عام . جزيرة معزولة وعزت الخبيرة التربوية دكتورة جميلة نور الدائم الطيب الجميعابي ، سلبيات مرحلة السلم التعليمي العام الحالي، إلى قصور التخطيط وعدم الواقعية في التفكير النظري الذي لا يعطي تقديراً للواقع وعدم القدرة على التنفيذ الصحيح، وأضافت " أظهر السلم التعليمي العام الحالي مرحلة الأساس كجزيرة معزولة تماماً عن المرحلة الثانوية ، وإعتماده الكامل على المنهج المحوري لتكامل المعرفة في كل حلقاتها حتى الصف الثامن، ولم تظهر المواد المنفصلة إلا في مواد كاللغة العربية والإسلامية وأخيراً الإنجليزية، غير أنها عادت لتبرز بعض من إيجابيات السلم التعليمي الحالي، مثل فائدة التبكير بالإلتحاق بالمدرسة وفق ماهو معمول به في جميع دول العالم، وإيجابية إطالة مرحلة التعليم الاساسي وتخريج التلميذ في سن اكبر بحصيلة معرفة أكثر إستمرت لثمانية سنوات، بجانب الثقة الوافرة في المعلم والإعتماد عليه في تقييم تلاميذه دون الإعتماد على إمتحان خارجي. سياسة تعليمية يذكر أن نظام التعليم العام معول به في السودان منذ العام 1969م، حيث إعتمد حينها على مقررات مؤتمر التربية القومي المنعقد في نفس العام السلم التعليمي المفصل على مراحل 6سنوات ابتدائي و3 سنوات متوسط و3 ثانوي ، ليُغير النظام التعليمي في العام 1990م وفق لمقررات مؤتمر سياسات التربية و التعليم الذي قضي بالقاء المرحلة المتوسطة ودمجها في مرحلة الإساس ليصبح السلم التعليمي العام 8سنوات أساس و3 سنوات ثانوي، وصحبت السياسية التعليمية الجديدة إجراءات وتدابير مصاحبة تتوافق مع السلم الجديد كخفض سن القبول من 7 سنوات إلى 6 سنوات وإطالة العام الدراسي وتقصير العطلة الدراسية تحسباً لمتغيرات العام الدراسي، وإعتماد التعليم القبل المدرسي كجزء اساسي من التعليم العام وذلك بالتوسع في دراسة الخلاوي للقرآن الكريم وتعليم رياض الأطفال للإستفادة من مقدرات الطفل الذهنية في المرحلة العمرية المبكرة من 4 سنوات لإكسابه المهارات التعليمية والتربوية المختلفة . hyder mohammed [[email protected]]