يشهد ديسمبر من العام الحالي بداية انتعاش قطاع النسيج بالبلاد بعد اعادة تاهيل مصانع شندي وكوستيوالدويم والحصاحيصا ومصنع غزل الحاج عبد الله لاعلان دخولها دائرة الإنتاج وفق برنامج مرحلي برؤية اقتصادية واجتماعية . و يأتي هذا في إطار خطة وزارة الصناعة الرامية لتنشيط الطاقات العاملة خاصة وأن السودان يمتلك من المقومات مما يجعله رائداً في صناعة النسيج لتحقيق الاكتفاء الذاتي وإيجاد قيمة مضافة. وبحسب وزارة الصناعة فقد بدأ العمل في تأهيل كل من مصانع كوستيوالدويم وشندي ويكتمل العمل قبل نهاية العام الجاري أما مصنع الحاج عبدالله بدأت الخطة لتشغيله لتغطية مصانع النسيج من الغزول ومصنع الصداقة بالحصاحيصا فقد تم استجلاب ماكينات حديثة لتصنيع الأقمشة بجودة عالية تمكن من تحريك الملابس الجاهزة قبل نهاية العام الجاري . وذكر وزير الصناعه دكتور عوض الجاز من قبل وصول وفد فني هندي لتركيب الماكينات لمصنع الدويم يصل عددها 80 ماكينة وتعد من أحدث التقنيات في العالم . وبذلت لجنة النسيج بوزارة الصناعة جهودا مقدره لتحريك الطاقات المعطله بالقطاع الهام والحيوى من خلال الإهتمام بالتأهيل والتدريب على الماكينات الجديدة وتكوين غرف عمليات داخل المصانع في الجانب الفني والإداري والمحاسبي والتسويقي والخدمي لتلافي الأخطاء الماضية وضمان الإستمرارية لتلبية احتياجات السوق المحلي والخارجي تلبى أذواق ورغبات المشترين . الدوله بدورها اهتمت بقطاع الغزل والنسيج و تطوير المنتجات واصدرت مجموعه من القرارات للحمايه تتعلق بتصنيع اكبر قدر ممكن من القطن بدل من تصديره خاما ، وكان السيد رئيس الجمهورية قد اصدر في العام 1995قرارات لإنقاذ صناعة النسيج .واستعانت بشركات عالمية في مجال صناعة الغزل والنسيج لتواكب التطور العالمي الحديث علي ان تكون شريكا في العمل وليس في الأصول . و يبلغ حجم الاستثمار بصناعة النسيج ما يقارب الأربعة مليارات دولار ويبلغ عدد المصانع حوالى 23مصنعا , حيث تبلغ مجمل طاقات الغزل 59 ألف طن والنسيج 300 مليون ياردة و21 مليون قطعة ملابس جاهزة. صناعة الغزل والنسيج هنا تعترضه عقبات منها التسويق استمرار الامداد الكهربائي والمائي بجانب ارتفاع الجمارك والضرائب على قطع الغيار للمصانع في ظل الانفتاح التجاري الجارف مما ادى الى خروج العديد من المصانع من دائرة الانتاج . وقد أصدرت منظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو) ومنظمة "غيرزي" للنسيج (منظمة استشارية دولية تعمل فى مجال النسيج) مؤخرا دراسة حول سبل رفع القدرات الإنتاجية للقطن والمنسوجات، والملابس الجاهزة في 11 دولة أفريقية جنوب الصحراء . وتساعد الدراسة واضعي السياسات في أفريقيا على الاستفادة من خبرات الدول الآسيوية المنتجة للقطن والنسيج تتعلق باعداد دراسة جدوى تقنية وفنية حول إنشاء مصانع للغزل فى دول جنوب الصحراء الأفريقية . ويتم معالجة نسبة 15 % من القطن المزروع في دول جنوب الصحراء الأفريقية محليا، في حين يتم تصدير الجزء الأكبر منه كسلعة أساسية . مدير إدارة تنمية التجارة الزراعية في يونيدو فيليب سكولتس شدد على أهمية تبنى الحكومات لسياسات تشجع على الاستثمار المباشر في صناعة الغزل، خاصة في البلدان الأفريقية، إلى جانب تقديم حوافز للنهوض بهذا المجال، لافتا إلى أن عددا قليلا من الدول الأفريقية تلبى معايير الاستثمار فى مجال الغزل بسبب ندرة الطاقة وارتفاع تكلفتها. وأشار البيان إلى أن حجم التجارة العالمية بالنسبة لقطاع الغزل يصل إلى 8 مليارات دولار أمريكي، الأمر الذى يشجع الدول الأفريقية المنتجة للقطن على الدخول في هذا السوق من خلال النهوض بصناعة الغزل وإدماج اقتصاد القطن الأفريقي في سلاسل القيمة العالمية . وكان تقرير صادر عن /اليونيدو/ حذر من حدوث تراجع للقارة الأفريقية في مجال الصناعات كثيفة العمالة الجدير بالذكر ان صناعة الغزل والنسيج بدات في السودان ، كصناعة ريفية منزلية تقليدية (فيما يعرف بالمترار) وكانت تعتمد على الغزول المستوردة لإنتاج الفراد و أنشئ أول مصنع للنسيج بالسودان عام 1945م بمدينة أنزارا بالولاية الاستوائية برأس مال خاص لإنتاج 4- 5 ملايين ياردة.و بدأت مشروعات التوسع في صناعة الغزل والنسيج بالسودان بشكل موسع عقب الاستقلال عام 1956م حيث دعت الحكومة خبيراً هندياً للمساعدة في هذا الجانب والذي جاء بتوصيات تؤكد نجاح هذه الصناعة في السودان . و تطورت صناعة الغزل والنسيج في السودان بافتتاح مصنع النسيج السوداني عام 1962م (قطاع خاص) وتلا ذلك إنشاء عدد آخر من المصانع. و ترتكز صناعة الغزل والنسيج في السودان على محصول القطن الذي بدأت زراعته منذ زمن طويل . يمتلك القطاع العام السوداني ثمانية مصانع ، ثلاثة منها تعمل في مجال الغزول وخمسة في صناعة النسيج (أقمشة سمراء ومجهزة). يمتلك القطاع الخاص 9مصانع كبيرة تعمل في مجال الغزل والنسيج ونحو 75 مصنعاً صغيراً موزعة في أنحاء البلاد المختلفة. تستخدم المصانع المحلية للغزل والنسيج بالسودان القطن الخالص في إنتاج الأقمشة والغزول ولم يتم إدخال المنتجات الصناعية كالألياف وقد بلغت الطاقة الكلية لهذه المصانع حوالي 54 ألف طن من الغزول وحوالي 380 مليون متر من الأقمشة لمصانع القطاع الخاص ولكنها تعمل بطاقة متدنية . . أق