- ظل الاستغلال الأمثل لإمكانات السودان الزراعية الكبيرة والمتنوعة وتطويعها لتحقيق الرفاهية لأهله أملا كبيرا يحدو القائمين علي أمر البلاد. ومنذ فجر الاستقلال أعدت العديد من الخطط والاستراتيجيات المختلفة بهدف تنمية وتطوير القطاع الزراعى، الا ان تلك الجهود لم تحقق الطموحات المرجوة لعدم الاستقرار السياسي وإتباع أسلوب التخطيط المركزي بجانب ضعف القدرات التنفيذية والاستيعابية للأجهزة المعنية . دخول البترول في الاقتصاد السوداني جعل التركيز ينسب على التنمية الزراعية والصناعية، فقد اصبحت مواد البترول تشكل 50%من إيرادات الميزانية العامة للدولة، كما ان تأهب السودان للانضمام لمنظمة التجارة العالمية يستوجب رفع كفاءة القطاع الزراعى وتعزيز مقدرته التنافسية فى الأسواق العالمية. واتساقاً مع توجه البلاد الاستراتيجي نحو الزراعة باعلان برنامج النفرة الخضراء جاء تكوين اللجنة العليا لدراسة الواقع والرؤى المستقبلية للزراعة فى السودان برئاسة الأستاذ على عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية . الدكتور عبد الجبار حسين الأمين العام للنهضة الزراعية اوضح أن برنامج النهضة الزراعية هو برنامج متكامل ويؤكد على ان كافة برامج وخطط الوزارات والمؤسسات ذات الصلة بالقطاع الزراعي جاءت متواءمة مع برامج النهضة الزراعية التي تواكب التحول السريع للقطاع الزراعي من قطاع تقليدي يتسم بضعف الكفاءة والانتاج الى قطاع حديث وديناميكي وتقني وتجاري سريع الاستجابة للمتغيرات المحلية والدولية بكفاءة عالية، حيث بدأت البلاد في توجهها الإستراتيجي نحو الزراعة وتدعيمه باعداد الخطة الإستراتيجية الخمسية 2007-2011م بهدف تحقيق تنمية ونمو مستدام. وقال المهندس عبد الجبار ان المجلس الاعلي للنهضة الزراعية يقوم بالإشراف والمتابعة وتوزيع الاختصاصات لدوائر النهضة وأماناتها ومجالس سلعها، فيما تم تشكل كما الآلية مشتركة بين المركز والولايات حول الشراكة الإستراتيجية وحددت الإستخدامات المثلى للأراضي الزراعية ، كما تعد مجالس السلع مرجعية فنية للنهضة الزراعية باعتبارها آلية لتطوير إنتاج السلع وتصديرها من خلال دراسة واقعها الراهن وعددها 19 مجلسا. البروفسير احمد على فنيف مستشار المجلس الأعلى للنهضة الزراعية قال إن برنامج النهضة الزراعية يحظى باهتمام كبير من المجتمع ، ذلك لان الزراعة والتنمية الزراعية أساس الحراك الاقتصادي ، فضلاً عن خلق فرص التشغيل ومحاربة البطالة والفقر . ودعا البروفيسور قنيف الى أهمية رفع القدرات وتطوير قاعدة المنتجين فى القطاع المروى والمطري ونقل البحث العلمي واستخدام التقانة فى الزراعة، مبينا ان عوامل التحول تحتاج الى المحافظة على الموارد الطبيعية وجودة الإنتاج وسلامة الغذاء والتصنيع والقيمة المضافة وربط الزراعة بالصناعة لبناء القدرات الذاتية ، مؤكداً ان نجاح تلك العوامل يضع البرامج فى الاستمرارية مشددا على ضرورة وجود أرادة سياسية من الدولة لتحقيق التطور المستدام للاقتصاد السوداني وتحقيق التنمية المستدامة وتوفير الاستقرار فى الريف ونهضته. ويهدف برنامج النهضة الزراعية الى زيادة الإيرادات غير البترولية خاصة الزراعية وذلك باعتماد الزراعة كمصدر أساسي للتنمية تدور حولها وتتفاعل معها القطاعات الأخرى مكملة لدورها وموسعة لقاعدة الإنتاج والخدمات تجسيرا للفجوة ما بين الريف والحضر ووصولاَ للتنمية البشرية المنشودة، بجانب تطبيق البرنامج التنفيذي للنهضة في وقت واحد مع التنسيق بين مكوناته والجهات التنفيذية المشتركة في إنفاذه، علاوة علي توجيه الاستثمارات الكبرى لقطاعات الزراعة و الصناعة والتعدين مع الإعداد الجيد لمشروعاته الجاذبة للاستثمار في الولايات وفق إمكانات الولايات الذاتية ومواردها الطبيعية والمالية وقدراتها على استقطاب الاستثمارات الخارجية خاصة مشاريع حصاد الميا. كما يهدف البرنامج الي إعداد خارطة استثمارية تحدد استخدام الأراضي، وتحديد مناطق خالية من الموانع للترويج لها بالشراكات الاستراتيجية .الاهتمام بالبيئة والمشاريع الصديقة لها، مع الاهتمام بالاستزراع الغابي وتفعيل قوانين حجز وزراعة الغابات ووقف القطع الجائر للأشجار.والمساهمة فى زيادة القطاع الخاص فى تنفيذ المشروعات التنموية وذلك بتقاسم المسؤولية مع الحكومة في هذا الدور الحيوي بأن تقوم الحكومة بما يليها من وسائل تسهيل الأعمال من حيث الإصلاحات التشريعية والضريبية والإدارية والإجرائية. ف ش