أصبحت فى الفترة الاخيرة قضية التباين البيولوجى تتصدر قائمة اهتمامات العلماء ، السياسيين وصناع القرار فى جميع انحاء العالم وذلك لما لها من اهمية كبيرة فى قضايا التنمية وتأثيرها البالغ على التغيرات البيئية العالمية .وبالرغم من عدم وجود تقديرات دقيقة حول عدد الانواع الاحيائية على الارض ، يعتقد الخبراء بأن % 25 من مجمل التباين البيولوجى على الارض معرض لخطر الانقراض خلال العشرين او الثلاثين سنة المقبلة مما سينجم عنه مخاطر عالمية واسعة النطاق بالنسبة للزراعة والطب والصناعة . لذلك جاء الاهتمام بالحيوانات البرية كاحدي المصادر التى تتعرض اصولها الوراثية للانقراض وان الاهتمام بالحيوانات البرية يبدأ من انها مورد طبيعي متجدد ويشكل رصيداً كبيراً ذو فوائد متعددة من أجل إنسان اليوم والمستقبل . فتتعدد قيم الحيوانات البرية منها قيم ترفيهية واجتماعية متمثلة في السياحة وقيم بيولوجية بيئية وتلعب دورا هاما فى حفظ التوازن الطبيعي الى جانب قيم علمية وتعليمية فى إجراء البحوث الطبية العلمية المختلفة والتجارب المعملية وهنالك قيم تراثية روحية متصلة بالطقوس التعبدية و بالشعر والموسيقي , واهم قيمة هي القيمة الاقتصادية المتمثلة فى العائد المادى من بيع اللحوم والجلود والفراء وأجزاء الحيوانات كسن الفيل والعاج وريش النعام وبيضه وبيع الحيوانات الحية . واوضحت الدكتورة عائشة الفكى محمد بمركز بحوث الحياة البرية بوزارة التثروة الحيوانية والسمكية فى ورشة الثروة الحيوانية الحاضر والمستقبل بمركز دراسات المستقبل أن السودان بامتداده الشاسع واقاليمه المناخية المتعددة ، تميز بثراء عالي من حيوانات برية وطيور وثروة حيوانية اليفة وموارد مائية من انهار اهمها نهر النيل والبحر الاحمر بسواحله المتفردة. فيشكل هذا التنوع الاحيائي ارثاً طبيعياً وثقافياً عظيماً يمكن الاستفادة منه اقتصاديا وسياحيا . واضافت عائشة الفكى ان الاهتمام الدولى بحماية الموارد الطبيعية والحياة البرية فقد سارعت الدول الى سن التشريعات والقوانين والانضمام للاتفاقيات والبرتكولات الدولية المنظمة في إطار الحماية والمحافظة عليها, وللحفاظ علي هذا الارث القومي في السودان تم أنشاء المحميات الطبيعية وحددت ثلاث انواع وهي حظائر قومية وحرم صيد ومناطق محمية,وقد أعلنت محمية الدندر الاتحادية كاول محمية طبيعية في 1935 . واشارت دكتورة عائشة ان اسهامات الحيوانات البرية فى الاقتصاد السودانى منذ عهود بعيده وقد تصل فوائد السياحة المرتبطة بالحياة البرية لعشرات الملايين من الدولارات سنوياً فى بعض الدول كثروة قومية , ونجد أن السودان دولة تتمتع بامكانيات سياحية متنوعة يمكن ان تؤمن نشاطاً سياحياً واقتصاديا يغطى رغبات كثير من مرتادى السياحة البيئية وتصبح السياحة مورد اقتصادي هام . واوضحت عائشة ان صناعة السياحية من اكبر الصناعات الاقتصادية الموجودة الان فى العالم باسهامها فى الدخل القومى .فقد بلغ عدد السواح في العالم 476 مليون في عام 1992 وارتفع الي 534 مليون في عام 1993 وتجاوز العدد 700 مليون سائح في عام 2004. فنجد دول مثل الامارات العربية المتحدة بلغت فيها العوائد السياحية حوالي 56 مليار درهم اماراتي ( 15 مليار دولار ) في عام 2006 أي بارتفاع بلغ 20 % من عائدات عام 2005. ونجد ان مساهمة السياحة في الدخل القومي في البحرين يتراوح ما بين 5 . 8 % - 9 % وان متوسط العائد المتوقع من السياحة يصل الي مليار دولار سنويا . كما بلغت نسبة السياحة في المملكة العربية السعودية 33 , % من سوق السياحة العالمي . ومساهمة قطاع السياحة في الناتج الاجمالي المحلي لدولة الاردن للاعوام 88-1990 هو 9 .10 و 1 .15 % . وللحياة البرية فوائد كثيرة منها الحصول على المواد الخام التي تستخدم لصناعات الحقائب والملابس والمعاطف الثمينة والأحذية و المنتوجات التي تستخدم للزينة كالعاج والقرون و بعض المنتوجات التي تستخدم في صناعة الأدوية أضافة الى عائدها المالي لخزينة الدولة . س ص