قامت منظمة "المبادرة البيئية للتنمية المستدامة" بالتعاون مع "الشبكة السودانية لتغير المناخ" و"الاتحاد العام لنقابات عمال السودان" كونه مرتكزاً أصيلاً ولصيقاً في تطبيق هذه المعايير وتداخله وسط القطاعات المختلفة والقطاع الخاص باطلاق مبادرة خفض استهلاك الطاقة والكهرباء داخل المباني والمركبات وعدم استنزاف مصادر الطاقة (كحطب الحريق، والوقود وكل ما من شأنه أن يؤدي إلى التلوث وارتفاع غازات الكلوروفلوروكربون (ما يعرف بغازات الدفيئة) وخاصة غاز ثاني أكسيد الكربون، بل وتعزيز استعمال بدائل الطاقة النظيفة، وصولاً إلى طاقة الانتاج الأنظف "الصديقة للبيئة"، "غير المُكلِفة اقتصاديا" وتعود بالنفع "اجتماعيا" وخاصة وسط شرائح المجتمع محدودة الدخل والفقراء وذلك يوم الخميس 20 سبتمبر 2012 م . وجاء المنتدى تمشيا مع عصرنا الحالي ومايشهده من العمليات التنموية والتقنية من(عمرانية، وصناعية، وزراعية، وتجارية، والتكنولوجية بشتى صورها) والتي تحتاج الى الطاقة، وتؤثر علينا وعلى بيئاتنا بالسلب إذا لم يتم استثمارها بالصورة المطلوبة وفي غياب النظرة التكاملية للبيئة، وعدم الأخذ بمنظومة "التنمية المستدامة"، تلك التنمية التي تفي باحتياجات الاجيال الحاضرة دون المساس بمتطلبات الاجيال المستقبلية، والتي ترتكز على ثلاثة عناصر يجب ان تكون مجتمعة وهي "الجانب البيئي - الجانب الاجتماعي - والجانب الاقتصادي" . وقد تنادت بها أجندة القرن الحادي والعشرين والمبرمة في ريو من العام 1992م لتسفر عنها أهداف وموجهات التنمية الألفية الثمانية واحداها التخفيف من حدة الفقر . وتم خلال المنتدى استعراض نماذج وتطبيقات حول ترشيد الطاقة والتجارب الناجحة لاستعمال بدائل الطاقة النظيفة عبر نخبة من الاستشاريين . ونحي في هذا الصدد الشركات والجهات العاملة والتي تأخذ هذا المفهوم بعين الاعتبار لإرساء دعائم البيئة وآلية التنمية النظيفة وصولا ًإلى طاقة الانتاج الانظف كذلك الاستفادة من التجارب المحلية والاقليمية والدولية في هذا المجال . نناشد المنتدى كل مسئول ومتخذ قرار وكل موظف وكل مستثمر، بأن تكون الأولوية القصوى هي المحافظة على الموارد الطبيعية وترشيد استهلاك الطاقة وسط مؤسسات الخدمة المدنية، والقطاع الخاص (من الكهرباء، وطباعة الاوراق) . وتعزيز مبدأ استعمال بدائل الطاقة النظيفة ك (الشمس، الرياح، الوقود الاحفوري، البيوغاز، الايثانول) خاصة في المنازل ومؤسسات الخدمة المدنية والمصانع ويمكن الاسترشاد في ذلك بالتطبيقات والحلول العملية المجربة على المستوى المحلي والاقليمي والدولي للحفاظ على مواردنا الطبيعية، وننعم ببيئة نظيفة نقية معافاة. ليس هذا فحسب بل وتطبيق مفهوم "الاقتصاد الاخضر" و"العمالة الخضراء"، والذي يرسخ مبدأ الترشيد والاستدامة البيئية والتنمية النظيفة واستيعاب العمالة، والحد من الفقر. وشاركت بالندوة نخبة من المؤسسات الحكومية والاجهزة العدلية والتشريعية والقوات النظامية ذات الصلة، والاجهزة البحثية والخبراء في قطاع الطاقة، ومنظمات المجتمع المدني، والقطاع الخاص، ولفيف من الاجهزة الاعلامية، والمهتمين . خاطب الجلسة الافتتاحية السيد/ أحمد العيدروس- نائب رئيس الاتحاد القومي لنقابات عمال السودان، والسيد/ د. نور الدين أحمد عبدالله - منسق الشبكة السودانية لتغير المناخ، والسيد أحمد محمد داؤود - أمين العلاقات الخارجية بالمنظمة . ترأس جلسة العمل وزير مفوَّض د. محمد البلة عثمان - نائب مدير إدارة البيئة بوزارة الخارجية والتي تمّ فيها تداول 4 أوراق عمل شملت الاطار المؤسسي والإرشادي والتثقيفي للأسرة والاجهزة المعنية باتخاذ القرار في كل مجالات قضايا الطاقة . أثمر المنتدى عن تلاقح وجهات النظر وإبراز شراكة حقيقية بين وزارة الطاقة، والشركة السودانية للكهرباء ومنظمات المجتمع المدني قيد المبادرة. و خرج بالعديد من التوصيات أهمها ضرورة توضيح ارتباط منظومه الطاقه بالواقع السياسي الاقتصادي والقانوني. وانه لابد من المؤسسية والتنسيق وازالة المعوقات بين القطاعات ذات الصلة والاجهزة المعنية. أن تكون هنالك موازنة بين استهلاك الطاقة والتنمية، وضرورة استغلال مصادر الطاقة النظيفة. وضرورة إيجاد تشريعات وقوانين تحفظ مصادر الطاقة. وأن لا يتم تشغيل أجهزة التكييف والانارة قبل دخول الموظفين . أن توجد مواصفات قياسية للمباني، وتشجيع قيام المباني التي تعمل على الحفاظ على الطاقة وليس استهلاكها . ان تكون هنالك مراعاة في انتاج الطاقة، على أن لا تكون خصماً على الأمن الغذائي وزيادة الاسعار. ضرورة إيلاء الاهتمام للمناطق الريفية وبسط مثل هذه النماذج بها . ونادى المنتدى بادخال مناهج لمنظومات الطاقه بكليات الهندسه والعلوم والزراعة، وعلي مستوي التدريب المهني والكادر الوسيط . وتكثيف التوعية والارشاد للطاقة وبدائل استغلالها عبر ادراجها في المناهج التعليمية بدءاً من المرحلة الابتدائية، مع إدخال جرعات مناسبه علي مستوي رياض الاطفال . وضرورة تعزيز السلوكيات نحو الاختيار المناسب لاجهزة الطاقة مع قياس كفاءة الاجهزة الكهربائية المستخدمة، وكيفية الاستغلال المرشد للطاقة . واهمية الاستفادة من الاعلام المرئي والمقروء والمسموع لبث الرسالة التوعوية وتعزيز التوعية بمثل هذه النماذج لكافة شرائح المجتمع لتنامي الطلب نحو الطاقات المتجددة . تعزيز دور مركز بحوث الطاقة وتشجيع البحث العلمي نحو التوسع في مجالات الطاقه . ودعا المنتدى الى إجراء المزيد من الدراسات والبحوث نحو خفض استهلاك الطاقة، وتعزيز استغلال بدائل الطاقة النظيفة. والشراكة مع مراكز البحوث الاقليمية والدولية وذوي الاختصاص لتبني وتطبيق هذه الآلية لمزيد من البحث والاستزادة وتطويرها . والاستفادة من بدائل المخلفات الزراعية في انتاج الطاقة (الوقود الحيوي). وإنتاج الغاز بدلا عن الفحم المستهلك لنحو 40% من الحطب وفي ذلك مهدد للتدهور البيئي . ع و