حمل خطاب المشير عمر البشير رئيس الجمهورية فى فاتحة اعمال الدورة السادسة للهيئة التشريعية القومية امس العديد من المضامين السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتعلقه بامن واستقرار ومعاش المواطنين خاصه وانه جاء فى وقت بالغ الاهمية عقب توقيع اتفاقيات التعاون الشامل مع دولة جنوب السودان . وشمل الخطاب كذلك بشريات للمواطن بقرب تحقيق الانفراج الاقتصادى والمعيشى وتجاوز المراحل الصعبة من التحديات السياسية والاقتصادية. السيد رئيس الجمهورية أبدى تفاؤله بان تشهد الدورة الحالية للهيئة المزيد من الحيوية والفاعلية مؤكدا حرص الحكومةعلى شراكة فاعلة مع الهيئة التشريعية ، لتوفير البنيات التشريعية والتنظيمية والإدارية شراكة لاتَنْفَصِمُ عُراَها ، لانفاذْ خُطط البلاد الإستراتيجية والتنموية تتمثل فى الدور الرئيسى ، والمتمثل فى إحكام الرقابة على أداء الاجهزة التنفيذية والإِدارية . فالرقابة التشريعة ليست مرغوبةٌ للتأكد من الكفاية الإِدارية فحسب ، بل هى رسالةٌ فوقَ ذلك ، لجماهير الشعب السودانى الذى تمثلونه ، بأنكم حُرَّاسٌ لأمانةِ التكليف ، ولكفاءةْ ونزاهة المُكلَفِين جميعاً. السيد رئيس الجمهورية رسم فى خطابه الضافى ملامح عامة لخطة العام 2013 والامل فى أن يتم التعبير عنها ، بمشروعات وبرامج محددة المُكوِنَات ، والأنشطة التى تكفل تنفيذها ، تحقيقاً للتطلعات ، وبلوغاً للغايات والأهداف ، وقد جمع فى خطابة ومازج ما بين التطلعات والبشريات فى كافة المجالات بالتركيز على الجانب الخدمى والمعيشى للمواطن الذى اثنى عليه وعزا كل النجاحات له كما انه لم يغفل الجانب التنموى . البشير فى خطابه قال لقد ظَللَنَا نعمل جاهدين لتعتدل العلاقة مع جارتنا الدولة الوليدة جنوب السودان ، بحيثُ تكون هى الأميز والأفضل ، بدلاً من حالة العداء والتوتر ، بسبب إصرار البعض هنالك ، على اطماع تأسست على رُؤىً أيدولوجية شائهة، فعلاقات الجِوار الحَسَن ، هى التى تُحقق الاستقرار والتنمية ، ورفاهية الشعوب. واعرب البشير عن أمله أنْ تُحْدِثْ آتفاقيات التعاون التى وقعتها القيادة فى البلدين انفراجاً في علاقة البلدين ، وتؤسس لحالةِ الاستقرار الإجتماعى والأمنى والإقتصادى ، وتفتح افاق التعاون في سبيل مصلحة ومنفعة الشعبين.واضاف البشير قائلا (وها نحن اليوم نُقبلُ على فترة جديدة من العلاقات بين البلدين ، نرجو أن تكون صفحتها مليئةٌ بكل أوجه النشاط النافع لبلدينا وشعبينا ، ومع جِوارنا الافريقى والعربى ، بل مع القارة الافريقية بأجمعها. وتبدأ هذا الأسبوع آليات تطبيق إِتفاق التعاون ، بإجتماع اللجان المشتركة ، في مقدمتها لجنة الترتيبات الأمنية ، ويليها تبادل الزيارات بين البلدين.) البشيرقال ان اتفاق أديس أبابا جاء، دلالة على نجاح صمود شعبنا أمام الكيد والتآمر ، فما كان لتلك الآتفاقيات أنْ تُوقَّع ، لولا أنَّ خصومنا فى الداخل والخارج قد يئسوا من تحقيق ما كان يراودهم من أوهام وأحلام اسقاط النظام.وفي شأن آخر فإنَّ فك الإرتباط بين دولة الجنوب وبين المجموعات المتمردة في جنوب كردفان والنيل الأزرق سُيوسَّع ويُعزَّز فُرص الوصول لحل سياسى سلمى . وطالب السيد رئيس الجمهورية الهيئة التشريعية القومية بإجازة هذه الآتفاقية والسعى لدعمها وانجاحها ، عبر العمل الشعبى والسياسي والدبلوماسى. و أنُثنى على المواطن السودانى الذى تحمَّل ما جرى من إجراءات وتحديات ، وتميَّز بالوعى والإدراك ، ولولاه ما كان النجاح ، فالمجتمع هو العنصر ، المهم والركيزةُ الأساس عند مُلاقاةِ الأزمات ، هو ذات المجتمع الذى ينطلق الآن بطواعيةٍ وسلاسة نحو الإنتاج الزراعى ، وإحياء موات الأرض لإنجاح الموسم الزراعى في كل ولايات السودان ، حيث بلغت المساحات المزروعة في مناطق القطاع المروى هذا العام (1.2) مليون فدان ، تَمَّ التخطيط لزراعتها بالفول السودانى والذرة والقطن ومحصولات آخرى ، فضلاً عن مساحات آخرى مُخطط لزراعتها بالقمح بالولاية الشمالية ، وفي القطاع المطرى تبلغ المساحات المخطط لزراعتها بالدخن والسمسم والفول السودانى وزهرة عباد الشمس والذرة (25) مليون فدان. واكد الاهتمام بالمواطنين ، والعمل على توفير مقومات العيش الكريم لهم ، وحفظ الأمن وبسط الطمأنينة ، وتطوير البنية التحتية وزيادتها ، في مجالات الكهرباء والمياه ، والخدمات الإسكانية وترقية التعليم في جميع مراحله ، والارتقاء بالرعاية الصحية وتسخير موارد السودان الظاهرة والباطنة ، وتنمية الإنسان ، كل ذلك ينال الاهتمام الأوفر في خطتنا للمرحلة القادمة . حيث بدأت الجهود لإعداد موازنة العام 2013م التى نسترشد في صياغتها بالغايات الإستراتيجية للخطة الخمسية الثانية (2012-2016) . إنَّ أهم أهدافنا فى الموازنة الجديدة ، هى المُضى بخُطواتٍ واسعة نحو تحقيق واستدامة الإِستقرار الإقتصادى ، من خلال تحقيق نسبة نمو إيجابية فى الناتج المحلى الاجمالى ، والمتابعة الحثيثة لخفض معدلات التضخم وإستقرار سعر الصرف والاستمرار في استكمال جهود الاكتفاء الذاتى من السلع الإستراتيجية مثل المحروقات والقمح والسكر والأدوية وزيوت الطعام وستنعكس السياسة الإِقتصادية المتبعة إيجاباً على مستوى الأسعار ودخول الأفراد ومستوى المعيشة. وسنستكمل عبر الموازنة الجديدة تدابير ترشيد الإنفاق الحكومى الذى بدأناه هذا العام في إطار الدعم الإجتماعى لإمتصاص الآثار الناتجة عن سياسة الإِصلاح الإقتصادى . وابان سيادته انه تم توفير اعتمادات مالية للمنافع الإِجتماعية بمبلغ (601) مليون جنيه مقارنة ب (141) مليون جنيه العام الماضى وتم تنفيذ المنحة الأضافية الجديدة للعاملين على المستوى الاتحادى والولائى. واتساقاً مع سياسة رفع الدعم المتدرج نعمل على تعزيز السياسات والجهود فى مجال رفع مستوى المعيشة للشرائح الاجتماعية الأضعف ، وتوسيع مظلات الأمان ضد الفقر ، ويشمل ذلك دعم الطلاب ، والتوسع فى التمويل الاصغر ومشروعات التشغيل والإستمرار في تقوية التأمين الصحى كمشروع تكافلى مجتمعى ، وتعزيز آليات الضمان الإجتماعى وتدعيم السياسات التى تهتم بالتمويل الأصغر والصغير كمحور من محاور التنمية الإقتصادية والإجتماعية وتأسيس بنوك الغذاء والكساء والشفاء.من خلال المبادرة الإجتماعية لدرء آثار الإجراءات الإقتصادية ، وتحسين المستويات المعيشية للمعاشيين وتمكين وتعزيز حقوق المرأة بالتركيز على المرأة الريفية ، وحماية الأطفال والمسنين ورعايتهم والارتقاء بأمر الزكاة وتطوير الفقه العملى والنظرى ، واكد السيد الرئيس سعى الدولة ، من خلال خطة العام المقبل ، إلى رفع معدلات وجودة خدمات الرعاية الصحية الأساسية والتخصصية ، والتوسع في بناء وبسط المرافق الصحية ، بالمركز والولايات. البشير فى خطابة استعرض ايضاعددا من البشريات وقال ان مسيرة التنمية ستمضى وسيشهد العام المقبل ، في إطار النهضة الزراعية ، تاهيلاً شاملاً للبنيات الأساسية ، بمراجعة وتأهيل مرافق الري بالمشاريع القومية ، حتى لا تتكرر مشكلة نقص المياه ، التى تؤثر على الإنتاج كماً وكيفاً ، وتتوالى الاستعدادات لتوفير مدخلات الموسم الشتوى ، مع توفير مزيد من آليات الحصاد للذرة والسمسم والقطن المطرى ، ويتواصل العمل في البرنامج القومى لتوطين القمح كمرتكز أساسى في برنامج الأمن الغذائى وستسعى الحكومة إلى تحقيق فوائض مقدرة في ميزان الحبوب ، بما يخفض من الواردات ، ويدعم الصادرات ، بكيفية مُقدَّرة ، تُعالِج اختلالات الميزان التجارى. وفي سبيل ذلك سعت الدولة لتجسير أواصر التعاون الزراعى مع دول ابرزها مصر والمملكة العربية السعودية وتركيا والبرازيل. واكد ان الدولة تولى اهتماماً كبيراً لقطاع الثروة الحيوانية ، بتنفيذ جملة من المشروعات والبرامج ، التى من شأنها تعظيم عائد الإنتاج الحيوانى ، بما يتناسب وحجم القطيع القومى ، وذلك بالتحسين الوراثى ومكافحة الوبائيات ، وتوفير اللقاحات ، وإنشاء المحاجر البيطرية ، ونثر البذور للمراعى ، وتأهيل المعامل لضبط الجودة وتطوير البحوث وإقامة المسالخ الحديثة لزيادة صادرات اللحوم والجلود بإعتبارها سلعاً إستراتيجية في البرنامج الإِقتصادى الثلاثى. وبإِذن الله سيرتفع حجم الصادرات من الثروة الحيوانية ومنتوجاتنا الزراعية. وبعد أن شهد القطاع الصناعى طفرات ملموسة في صناعة السكر والأسمنت والأغذية والكيماويات ، اكد البشير ان الدولة ستعمل لدعم سائر الصناعات الإستراتيجية ، ويمتد الاهتمام ليشمل قطاع النسيج ، بتأهيل المشروعات القائمة ، حتى تدخل حيز الإنتاج إسهاماً في تحقيق الاكتفاء الذاتى وتوفيراً لفرص العمل للشباب والخريجين. واوضح ان قطاع النقل يمثل شرياناً رئيسياً في حركة الإقتصاد القومى ، فان الحكومة توليه الكثير من العناية ، بإِعتباره داعماً ومحركاً لقطاعات الإنتاج المختلفة ، ويجرى العمل الآن في (35) طريقاً ، تمتد بين شرق البلاد وغربها ، كما نتطلع إلى إحداث نقلة نوعية مقدرة في مرافق النقل المختلفة وفي مقدمتها السكة حديد ، من حيث السعة والحداثة في وسائل الحركة والمناولة.وفي مجال إنتاج الطاقة الكهربائية ، بوصفها المحرك المُعتَّبرَ لعجلة التنمية ، يتصل السعى باذن الله بمواصلة بناء مشروعات التوليد ، وإِستغلال الطاقات الجديدة ، وتنفيذ مشروعات نقل وتوزيع الكهرباء ، بجانب تنفيذ مشروعات السدود والرى ، وفي هذا السياق نبشر المواطنين بافتتاح تعلية خزان الروصيرص في شهر نوفمبر المقبل بعد إِكمال منسوب بحيرة التخزين ، وهو المشروع الذى يعتبر في المرتبة ثانية بعد تمام سد مروى ، ويليهما سدا ستيت ونهر عطبرة الذى يجرى العمل فيهما حثيثاً ، وهى ثلاثيةٌ كانت وماتزال تمثَّل حُلماً من أحلامنا الوطنية في مجالى التنمية الإِقتصادية والإِجتماعية ويتلازم مع ذلك مشروعات حصاد المياه في ولايات السودان كافة ، كل ذلك سعياً من أجل الاستغلال الأمثل للثروات التى حبانا الله بها من المياه والطاقات الشابة. أمَّا في قطاع التعدين قال ان السودان كسب من هذا المورد الذى وفر فرص عمل لأكثر من نصف مليون مواطن في التعدين التقليدى والشركات ، وسنعمل على توفير التقانة الحديثة ، لزيادة استكشاف وإنتاج الذهب والمعادن الآخرى ، وقد اكتمل والحمد لله ، إنشاء مصفاة الذهب الأولى على المستوى الاقليمى ، والتى افتتحناها قبل عدة أيام ، كما أسست الدولة علاقات تعاون جيدة مع عدة دول متقدمة في هذا المجال وسيتم تنفيذ المرحلة الثانية من مشروعات توسعة العمل بارياب وتوطين صناعة الحديد والفولاذ والنحاس. وبشر سيادتة بان السّنوات القليلة القادمةستشهد زيادة في إنتاج النّفط بعد أن طُرِحت تسعة مربّعات ، تنافست عليها أكثر من اثنين وسبعين شركة تمثِّل قارات العالم الست ، وتمّ التوقيع عليها جميعاً ، إيذاناً لبدء الاستكشاف وإنتاج النّفط ، والتي ستعود بالخير والنّماء على بلادنا. وقال إِنَّ تنويع مصادر الدخل القومى يستوجب إمعان النظر إلى ما تذخر به بلادنا من خيرات ونعم ، بلادنا ذات الخيرات والمناخات المتعددة ، وهى مهد للحضارات والثقافات ، تتوفر فيها مقومات الجذب السياحى القومى ، مهيأة لزيادة القدوم السياحى للبلاد ، وزيادة السعة الإيوائية للفنادق التى تنمو ويزداد عددها كل عام.ويبقى أمر البيئة والمحافظة عليها هماً ملازماً يجد منا كل الاهتمام ، لحفظ التوازن البيئى ، وصيانة التنوع الإِحيائى في مناطق الإنتاج ، من خلال ترسيخ البعد البيئى ، في جميع السياسات الإقتصادية والإجتماعية ، بزيادة الغطاء النباتى ، مكافحة الزحف الصحراوى ، وتحقيق تنمية عمرانية مستدامة. وفى مجال الحكم الرشيد اضاف إننا نعمل جاهدين ، لترسيخ قيم الحكم الرشيد في ادائنا السياسى والإدارى ، وإتباع نهج الشورى في مؤسساتنا ، وتعميق الممارسة لديمقراطية في تنظيماتنا الحكومية والأهلية ، والمحافظة على مناخ الحرية المسؤولة ، والمنضبطة بقواعد الشرع والقانون ، وكفالة حق التعبير وحرية الرأي.لقد شرعنا في خطوات إعداد دستور جديد للبلاد ، يحافظ على القيم النبيلة التى ارساها تراكم تجاربنا الدستورية المتطورة ، ويتسع لاستيعاب كل جديد من شأنه أن يدفع مسيرتنا إلى الأمام ، ويُوطَّد لعقدٍ إجتماعى راسخ ، وقد عقدنا لذلك إجتماعاً تشاورياً مع رؤساء الأحزاب والتنظيمات السياسية ومفكرين وقيادات قومية. والعزم مُنعقدٌ على إجراء المزيد من المشاورات مع كافة أطياف الشعب السوداني في الداخل والخارج على مستوى النُخب والرأي ، العام وإستنطاق كل الآراء حول القضايا الرئيسة ، دون إقصاء أو حجر على أحد. ولقد كان لتحقيق السلام أثره فى أَوْبَةْ قطاعاتٍ واسعة ممن حملوا السلاح ، وإِعلانهم الاستعداد للعودة إلى الحوار والسلام ، وسوف تشهد الأسابيع القليلة القادمة جهودا حثيثة لاستكمال ضم الغالبية ممن حملوا السلاح ضد الدولة .ونحن نجدد الدعوة لجميع من حملوا السلاح ، أَنْ يعودوا الى وطنٍ يسع الجميع ، ويشترك الجميع فى صياغة مستقبله السياسى والدستورى . وفي إطار الجهود التى بذلتها الحكومة لإنفاذ آتفاقية الشرق قال انه تم تنفيذ (598) مشروعاً عبر صندوق تنمية الشرق بولايات الشرق الثلاث بنسبة (100%) في مختلف القطاعات الخدمية والتنمية البشرية فاقت جملتها ال (149) مليون جنيه وتبقت سبعة مشروعات فقط بمبلغ لايتجاوز التسعة مليون جنيه بلغت نسبتة التنفيذ فيها (40%). قال إنَّ جُهدَنَا لتحقيق الأمن القومى تَدْعَمَهُ جُهودٌ مُستمِرَّة لبناء السلام ، وسياسيةٌ خارجيةٌ راشدة ، هى ما تَّم تبنيها منذُ وقتٍ ليس بالقصير ، لإقامة علاقاتٍ طيبةٍ ناهضةٌ على ركائزَ منْ المنافع المشتركة مع دول الجوار ، حتى تكون المحافظة على إستقرار الأحوال الأمنية هَمَّاً مشتركاً ، ورغبةً واعيةً لنا ولشركائنا في الجوار الإقليمى ، فالعلاقة مع مصر تميزت بالحراك الإيجابى والتفاعل المشترك ، لمصلحة الشعبين ، انتاجاً زراعياً لتأمين الغذاء ، وارتباطاً بالطرق والانتقال السلس ، وقد مَثَّلَتْ زيارتنا إلى مصر قبل ثلاثة أسابيع ، ومن بعدها قدوم رئيس وزرائها إلى السودان ، والمباحثات التى تمت بالقاهرة والخرطوم ، نموذجاً لوشائجِ علاقةٍ قويةٍ ناجحةٍ إذ توفرت الإرادة المشتركة والجدية ، والتطلع للنماء والتعاون بين شعبى البلدين ، ومع الجارة ليبيا زالت حواجز العداء وانفتحت آفاق التعاون الإيجابى ، وعلى الجهة الشرقية تمتد وتتمدد جسور التواصل والصداقة مع الجارة اثيوبيا ، ويتواصل الجوار المتميز مع الجارة ارتريا التى يترابط شعبها مع أهل السودان برباط وثيق ، وغرباً فإن الإخاء والاستقرار والتنمية المشتركة بيننا والجارة تشاد في أَوْجِّهَا ، كما تتطور ايجاباً علاقاتنا مع الجارة أفريقيا الوسطى. وعلاقاتنا مع الفضاءات الدولية تشهد في كل يوم فتحاً جديداً ومزيداً من التطور ، ودول عديدة جاءت تمد لنا يد الصداقة والتعاون ، منها تركيا وروسيا الاتحادية والجنوب الأفريقى والبرازيل وغيرها من الدول ونستشرف مستقبلاً واعداً في علاقات مُثْمِرة ، سيكون لها اثرها الايجابى الكبير على علاقاتنا مع عالَمٍ تتعدد فيه الاقطاب بدأ يتشكل ، وتظهر ملامحه على أنقاض عالمٍ كان يسيطر عليه قطب واحد ، وذلك نتيجة المتغيرات في التوازن الإستراتيجى على الساحة الدولية ، ونتطلع لبناء شراكات إستراتيجية على أسس المصالح المتبادلة التى تراعى أمن الإنسان والبيئة ، سنتواصل مع الجميع لكن دون إملاءات وفرض أجندات ، ولنا الخيار كل الخيار في توجيه سهم بَوْصَلَتِنَا نحو وِجْهَتِنَا ، بما يحقق مصالح شعبنا ، ويحمي أرضنا ، ويعزز سيادتنا. ن*ع