تطور التأمين السوداني الإسلامي تطور نوعي وكمي وتضاعف سبعة أضعاف خلال عشرة سنوات,وأستطاع سوق التأمين تلبية كل الاحتياجات التأمينية للأنشطة التجارية والصناعية كما استطاع وبسرعة فائقة من مواكبة الأسواق العالمية وتطوير منتجاته تبعا للتطورات المتسارعة في قطاع النفط والصادرات والنقل والخدمات ومشروعات التنمية بكفاءة عالية ,كما اصبح التأمين الإسلامي مادة تدرس في عدد من الجامعات والأكاديميات السودانية.وينظم سوق التأمين السوداني هيئة رقابة حكومية وقانون التأمين والتكافل لسنة 2003م, وقانون الرقابة والإشراف علي التأمين لسنة 2001م وأكد الاستاذ عمر الفاروق أحمد الأمين خلال الورقة التي قدمها عن التحديات التي تواجه التأمين الإسلامي وتجربة التأمين الإسلامي بالسودان في المنتدى الاقتصادي للحركة الاسلامية السودانية بالخرطوم أكد ان التأمين يشكل أهمية كبري علي صعيد الاقتصاد والتجارة الدولية وفي واقع الناس ومعاشهم في كل أنحاء العالم كله ، بل أصبح ضرورة اقتصادية ملحة ومنشط حيوي خاصة في التجارة والصناعة والزراعة في ظل ما يشهده الاقتصاد العالمي عموما والعربي والإسلامي علي وجه الخصوص من عدم استقرار في ظل العولمة وخصخصة الأنشطة الاقتصادية والتطور الكبيرفي وسائل النقل ووسائل الاتصال إلي جانب التحديات الكبيرة التي تواجه الأسواق العربية وصناعة التأمين . ومن هنا تأتي أهمية التعرف علي نظام التأمين الإسلامي والأسس الشرعية والإسلامية التي يستند عليها وما انتهت إليه المؤتمرات والندوات والمجامع الفقهية وكل ما استندت عليه التجربة الرائدة لسوق التأمين السوداني التي بدأتها أول شركة تأمين إسلامية في العالم ثم تلتها بقية الشركات في التجربة. و تجربة السودان تعد أصيلة مستقاه من نبع الشريعة الإسلامية وعلوم العصر وأدواته فجمعت بين الفكر والعمل والأصالة والمعاصرة ونقلت صيغة التعاون الإسلامي من إطار تجريدي نظري إلي واقع عملي تجسيدي . واستعرض عمر الفاروق أحمد الأمين التحديات التي تواجه التأمين الإسلامي حيث أوضح أن محدودية سوق إعادة التأمين والتكييف لشرعي للأسس القانونية والفنية ووظيفة رأس المال وحقوقه حملة الأسهم إضافة إلي ضعف معايير السلامة والمواصفات وقلة المؤسسات الاستشارية وتشريعات التأمين الإسلامي والتأهيل الفني للكوادر البشرية هي من أهم التحديات التي تواجه التأمين. وأبان أن الحلول تأتي في التوسع إنشاء شركات إعادة تأمين إسلامي وتقوية الشركات القائمة ونشر ثقافة التأمين الإسلامي والاجتهاد المشترك بين الفقهاء وفنيين التأمين لتأصيل الأسس القانونية والفنية للتامين وإيجاد وظيفة فاعلة لرأس المال والإهتمام بالتأهيل المهني والأكاديمي للكوادر البشرية وإنشاء وتطوير تشريعات التأمين وإكمال بناء أسواق التأمين الإسلامي. كما خلص إلي أهمية وفائدة التأمين الإسلامي وأهمها الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالي والتكافل مع مجموعة المشتركين في جبر الضرر والحصول علي حماية للأشخاص والممتلكات متوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية وبالتالي تخصيص تكلفة التأمين. وقدم الأستاذ الفاروق في هذه الورقة توثيق مختصرا للتجربة العملية للتأمين التعاوني في السودان بعد مضي أكثر من ثلاثة عقود علي بدء التجربة والتي هي نتاج جهد الفقهاء الأجلاء وأصحاب الاختصاص وجمهور المستأمنين الأوائل الذين ساندوها حتي أصبح السوق السوداني رائدا في هذا المجال ومثالا قامت علي نهجه شركات تأمين تعاونية في عدد من البلاد الإسلامية وأصبح التأمين الإسلامي بفضل الله وجهد العاملين منهجا متعارفا به في عالم الاقتصاد المحاصر. مما يجدر ذكره ان السودان أول من اطلق تجربة عملية لتأمين الإسلامي في العالم بقيام شركة التأمين الإسلامية في 1979م تلتها شركة البركة وشركة شيكان للتأمين ثم انتقلت التجربة إلي بعض دول الخليج وماليزيا ودول أخري .في عام 1992 قررت الحكومة تحويل كل أنشطة التأمين في السودان إلي النظام التعاوني الإسلامي وبموجب ذلك أصبح التأمين السوداني هو السوق الوحيد في العالم الذي يمارس التأمين الإسلامي بنسبة 100%. ن ف