العلم رمز النجاح وعنوان الفضيلة منزلته عالية شريفة لا يرتقي سماءه إلا الأمجاد، ولا يركب مطيته إلا المعلون، ولا يجني ثماره إلا الموفقون، والتعليم الإسلامي تهيئة الأجيال وإعدادهم إعداداً جيداً ليكونوا نافعين لبلدهم مؤمنين برسالة الحبيب المصطفى سيدنا محمد (ص) ، وأهتم الاسلام بالتعليم ومجد العلماء وأنزل الله سبحانه ونعالى سورة العلق ( اقْرَأْ )( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى ) سورة العلق هي سورة مكية، وهي أول سورة نزلت على النبي محمد في السنة الثالثة عشر قبل الهجرة. مطلع هذه السورة هو أول ما نزل من القرآن باتفاق. هناك تناسقاً بين أجزاء السورة، وتسلسلا في ترتيب الحقائق التي تضمنتها مما يجعل السورة كلها متماسكة.إنها السورة الأولى من هذا القرآن ، فهي تبدأ باسم الله، وتوجه الرسول أول ما توجه، في أول لحظة من لحظات اتصاله بالملأ الأعلى، وفي أول خطوة من خطواته في طريق الدعوة التي أختير لها.توجهه إلى أن يقرأ باسم الله. هذه الحقيقة تبرز حقيقة التعليم... تعليم الرب للإنسان (بالقلم) لأن القلم كان وما يزال أوسع وأعمق أدوات التعليم أثراً في حياة الإنسان. والله يعلم قيمة القلم فيشير إليه في أول لحظة من لحظات الرسالة الأخيرة للبشرية تبرز مصدر التعليم.. إن مصدره هو الله منه يستمد الإنسان كل ما علم، وكل ما يعلم وكل ما يفتح له من أسرار هذا الوجود . ونحن يجب أن نعمل على نشر العلم بمحاربة الامية ونشر التعليم والمعرفة و يوافق هذا اليوم الثامن من سبتمبر اليوم العالمي لمحو الأمية، والذي أقرته منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة في عام 1965 من أجل الإضاءة على هذا الجانب الهام لاحتياج الإنسان، وكان أول احتفال به عام 1966 وفي عام 2006 كانت نسبة الأمية في العالم العربي 62 فى المائه. ومن المؤلم أن الأمية ازدادت في العالم والعالم العربي خاصة؛ في السنوات الأخيرة بسبب الحروب وعدم الاستقرار والظروف الاقتصادية والاجتماعية واللجوء القسري بسبب الظروف الأمنية في السودان واليمن وغيرهما بسبب عدم الاستقرار على مدى عقود إلى ما يجري الآن من أحداث. محو الأمية ربما يكون قضية عامة في جميع بقاع الأرض لكن حق الإنسان في العلم والتعليم تكفله كل المعاهدات الدولية، وقضية الأمية لا يجب التغاضي عنها لأنها تعني أن الأجيال القادمة ستستمر في حالة من الجهل والفقر والعديد من أسباب التخلف ، فالدول تتقدم بمدى تحصيل مواطنيها من التعليم، وتضييق الخناق على الأمية ضروري، ولكن هذا الأمر بات خارج الرؤية العالمية والمنظمات الراعية لمكافحة الأمية بما يكفل عدم ازدياد الجهل، الذي هو أحد أسباب الفقر، فمكافحته تحتاج إلى دراسات وبرامج وأسس ومناهج تعليم تقوّم كل عامين على الأقل، فالمؤتمرات والاجتماعات لا تؤدي إلى حلول جذرية. لا يوجد في العالم العربي هيئة مستقلة لمحو الأمية . إن إنشاء هيئة عربية عليا لمحو الأمية في الدول العربية، تكون مستقلة وبميزانية مستقلة، وبجهود عربية متكاتفة، يرصد لها تمويل كبير أمر بات في غاية الأهمية، لأن الأمية العربية تزداد والتسرب من التعليم أيضاً يزداد بفعل الظروف الاقتصادية، ومكافحة التسرب من التعليم يعني القضاء التدريجي على الأمية.ومكافحةالأمية العربية تحتاج تكاملا بين الدول اقتصاديا وبشريا للوصول إلى الهدف من خلال خطط وبرامج، يأتي في مقدمتها القضاء على عمالة الأطفال والتشدد في التعليم الإلزامي بالمرحلة الأولى من التعليم، تصاحبها برامج إعلامية موجهة، فالإعلام عليه أن يسهم أيضا في محو الأمية. من الواضح أنه ليس هناك جدية في الدول العربية للعمل والسعي للقضاء على هذه المشكلة التي تزداد من المغرب إلى المشرق مع الأسف، ويبقى السعي إلى حل هذه المعضلة العالمية عامة والعربية خاصة مطلب ضروري، فالجهل هو عدو تقدم الأمم. وقد صدر بيان من المنظمة العربية بمناسبة اليوم العالمي لمحو الأمية الذى يوافق 8 يناير 2013 الذى جاء بناء على قرار الجامعة العربية 1970 بمناسبة إنشاء الجهاز العربي لمحو الأمية وتعليم الكبار عام 1966، حيث يحتفل الوطن العربي بهذا اليوم اعترافاً منه بأهمية محو أمية الكبار وحقهم في التعليم، وفي هذه المناسبة تسعى الدول العربية إلى تقويم جهودها والتعرف على ما أنجزته خلال العام المنصرم في مجال محاربة الأمية وتعزيز برامج تعليم الكبار في إطار خططها التنموية والتعليمية، إضافة إلى حث الدول العربية على التضامن وبذل الجهد لتقديم كل عون مادي وفني وأدبي لمساندة الجهود العربية للقضاء على الأمية باعتبارها من أكبر معوقات التقدم الاقتصادي والحضاري. وتحتفل المنطمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) باليوم العالمى لمحو ألامية مع كل المهتمين بمحو أمية الكبار وتعليمهم من دول ومنظمات عالمية وأقليمية ومنظمات مجتمع مدنى وجمعيات أهلية وأفراد وتؤكد مخاوفها من عدم وجود فرص تقدم محرزة مبشرة بالنسبة لمحو ألامية فى الوطن العربى ، حيث يشير تقرير تحديات التنمية فى الدول العربية 2011 الى أن معدل ألالمام بالقراءة والكتابة فى الدول العربية وصل الى 9 . 72 % أى أن نسبة ألامية تصل الى 1 . 27 % منها قرابة 60 % من ألاناث .كما يشير تفرير الرصد العالمى لتقرير التعليم من أجل الجميع فى 2011 الى وجود 188. 6 مليون طفل وطفلة غير ملتحقين بالتعليم فى الدول العربية ممن هم فى سن الالتحاق بالتعليم وهذا العدد الكبير يمثل رافدا دائما للأمن العربى ، وبهذه المناسبة تجدد منظمة الأ لسكو دعوتها الى جميع الدول العربية بان ترتقى بملف مكافحة محوألامية وتعزيز تعليم الكبار وتوفير تعليم مستمر للجميع . وفى السودان كان الاهتمام بمحوألامية كبير وتم انشاء الأمانة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار بدأ العمل في محو الأمية وتعليم الكبار بحلقات توعية تطورت إلى إدارة صغيرة تابعة لوزارة المعارف في النصف الأول من أربعينات القرن الماضي . واستمر التطور الإداري حتى قام المجلس القومي لمحو الأمية وتعليم الكبار عام 1971م كإدارة تحت إشراف مجلس الوزراء وبرئاسة وزير التعليم العام . وصدر قانون المجلس القومي عام 1971م وعدل عام 1991م وينص على " أن المجلس شخصية إعتبارية وهو الجهاز التشريعي فيما يتعلق بمحو الأمية وتعليم الكبار في السودان وله ميزانية خاصة وسجل وظيفي خاص .يتكون المجلس من "35" عضواً برئاسة وزير التعليم العام وللمجلس لجان فنية متخصصة ". الأمانة العامة للمجلس القومي تتكون من عدد من الإدارات يترأسها الأمين العام وتختص بوضع السياسات والتخطيط والتقويم وتدريب القيادات .و يعتبر المجلس من مؤسسات المجموعة "ب" حسب قانون المؤسسات ويعمل من خلال أمانته على تحقيق الأهداف العامة التالية : ، التخطيط القومي لمحو الأمية بين الجنسين من ( 9 – 45 سنة ) أبجديا وحضارياً عبر برامج مختلفة .و العمل على توفير تمويل البرامج وتوفير الوسائل والمعينات اللازمة ، تخطيط وتنفيذ المناهج والمقرارات المستخدمة في برامج محو الأمية وتعليم الكبار في مستوياتها المختلفة وذلك وفق المنهجيات المستحدثة و تدريب الكوادر في مستوياتها المختلفة على تخطيط وتنفيذ برامج محو الأمية وتعليم الكبار ،و التنسيق ومتابعة الشراكات العاملة في مجال محو الأمية بالسودان و رصد ومتابعة وتقويم برامج محو الأمية وتعليم الكبار ( على المستويين الإقليمي والدولي ) وهناك عدد من إشراقات المجلس القومي لمحو الأمية وتعليم الكبار، ومازالت الجهود والمساعى تكلل فى السودان للقضاء على ماتبقى من الأمية للوصول إلى أمة القراءة والمعرفة . ب ع