يلعب الاعلام العسكري المكتوب والمسموع والمقروء دوراً مهماً وفعالاً فى توصيل المعلومات والحقائق الاخبارية وما يدور حولها من احداث ومستجدات ومتغيرات تعمل على بث روح الأمل والتفاؤل فى نفوس المقاتلين من عبارات وكلمات وجمل معبرة وهادفة وذات طابع استثنائي تنطلق من واقع حياة المقاتل العسكرية . ويساهم الاعلام العسكري ايضا في احداث تغييرات ايجابية وهامة في سلوكيات المقاتلين الخاصة والعامة لاسيما في جوانب تعاملاتهم اليومية واستيعابهم لمهامهم وواجباتهم وادراكهم لحجم مسؤولياتهم الكبيرة الملقاة على عاتقهم . ولعل الانتصارات والنجاحات التي يحققها الاعلام العسكري بالنسبة للمقاتلين يحتم على الجهات المعنية به ايلائه اهتماماً خاصاً للارتقاء بالمقاتلين الى المستوى المطلوب وبما يعود بالنفع والفائدة على الوطن والشعب وذلك من خلال توفير كافة الامكانات اللازمة (المادية والبشرية) التي تمكنه من التميز والتفرد عن غيره وتقوده الى تأدية المهام المسندة اليه بكل كفاءة واقتدار. ويعد الخبر العسكري المعلومة التي تريد المؤسسة العسكرية ابرازها للاعلام للاستفادة منها في مجال ادارة الحرب النفسية عن طريق ايصالها للعدو او للجمهور او للمجتمع الدولي . وفي هذا الاطار نظمت ادارة الاعلام بوزراة الدفاع ورشة حول العمل الاعلامى العسكرى استهدفت فيها خبراء الاعلام رسميين وغير رسميين وذلك بغرض الاسترشاد بارائهم وافكارهم لتطوير المؤسسة العسكرية وخلق علاقة قوية بينها ووسائل الاعلام المختلفة للحفاظ علي الروح المعنوية للفرد المقاتل. وقد دعا العميد محمد عجيب مدير ادارة الاعلام العسكرى الى خلق محور اعلامى قومى وطنى تتمحور فيه القضايا الوطنية لطرح الرسالة الاعلامية العسكرية بصورة مناسبة عبر محاور الاعلام الاليكترونى والتقليدى وصياغة الرسالة الاعلامية بلغة موحده. وكان قد قدمت خلال الورشة عدد من الاوراق منها (تفعيل الخبر العسكري اعلاميا ) للعقيد الصوارمي خالد سعد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة التي اشارت الى اهم الوسائل المطلوبة لتفعيل العمل العسكري والمتمثلة في الوسائل الاعلامية المختلفة والسمنارات العسكرية والتنويرات والمؤتمرات الصحفية والمحاضرات والندوات العسكرية اضافة الي اللقاءات والحوارات والبيانات العسكرية وتقوية الاعلام الناطق بغير اللغة العربية والتصدي للاعلام المضاد بالنقد والتحليل لاخراج الخبر العسكري وفق المعطيات المطلوبة للرد علي الاعلام المضاد وتمليك المعلومة الصحيحة . وطرحت الورقة عددا من التوصيات اهمها العمل علي تنشيط مجلس التنسيق الاعلامي (الذي جاءت فكرة تاسسيه من رحم المعاناة التي يشهدها الاعلام في مناطق الاحداث بهدف تاسيس اتجاهات امنية ، اقتصادية ،اجتماعية وتنظيمية بما يخدم التنمية ويؤكد الاستقرار والثقافة واللهجات المحلية بالاضافة الي دوره الكبير في العمليات النفسية والاعلام والربط المحكم بين المركز والولايات وتجويد الاداء علي مستوي الاجهزة والمؤسسات الاعلامية)،اضافة الى خطة قومية للاعلام باللغات الاخري لتفعيل الخبر العسكري . فيما اقترحت الورقة الثانية التي قدمها العقيد دكتور احمد الصديق سليمان البشير مدير ادارة العمليات النفسية انشاء مجلس التنسيق الاعلامي الذي يهدف الي التغطية الخبرية علي مستوي الولاية والمركز ، لتغطية الفراغ الاعلامي بحيث يدحض الشائعات ، تدريب الكوادر واتاحة فرصة المشاركة علي مستوي المركز ، معالجة المشكلات التي تواجه العمل الاعلامي وتقوية شبكة المراسلين وغيرها من المقترحات . اما الورقة الثالثة والتي اعدها المقدم محمد جادالله بخيت بعنوان (التراسل الالكتروني )فاكدت اهمية البريد الالكتروني والذي اصبح اداة من ادوات الاعمال المهمة في عالم اليوم ويلزم الاحتفاظ برسائل البريد الالكتروني التي تشكل سجلات تنظمها وتديرها بحيث يمكن الوصول اليها واستعادتها والاحتفاظ بها . فيما اشاد الاستاذ العبيد احمد مروح الامين العام لمجلس الصحافة والمطبوعات بفكرة قيام مجلس تنسيق الاعلام العسكري ,وذلك لاستشراق مرحلة جديدة لعمل منظومة للأمن القومي في السودان . ودعا الي تطوير هذه الفكرة لتاخذ ابعادا جديدة مشددا علي ضرورة النظرة الاستراتيجية للاعلام العسكري وبناء منظومة اعلام عسكري وطني تستجيب لمهددات الامن الوطني واخذ مبادرة الزمن في طريقة توصيل المعلومة وتعريف الاعلام بالرسالة المراد توصيلها ومعرفة استراتيجية القوي الدولية تجاه السودان . ودعا مروح ايضا الي تنظيم ورشة عمل لقادة الاجهزة الاعلامية لمناقشة قضايا مفهوم الامن القومي ودور المؤسسات فيها . بينما اكد الاستاذ عوض جادين محي الدين مديرعام وكالة السودان للانباء على ضرورة الحرص علي ان تكون صورة الجيش قوية عند منسوبيه علي مستوي السودان وخارجه ووضع و ترسيخ صورة معينة له ومعرفتها وتمليكها للاجهزة الاعلامية وضرورة تحديد الشرائح المراد مخاطبتها مؤكدا اهمية التخطيط للسلوك الاعلامي منوها الى اهمية الخطاب الاعلامي الذي يقتضي توجيه الرسائل الي داخل القوات المسلحة، مقترحا توفير اجهزة ووسائل تساعد في وضع وتفصيل التداول الاعلامي . وطالب اللواء السراحمد عمر الناطق الرسمي باسم قوات الشرطة بضرورة الاهتمام بالعلاقات العامة وخلق علاقة قوية بين الجيش والمجتمع و ايجاد برامج محددة وتنسيق وتدعيم البيانات وترسيخ صورة ذهنية لاعلام محايد لنقل البرامج العسكرية . واشار العقيد الصوارمي خالد سعد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة الى اهمية الورشة مؤكدا ان توصياتها سترفع الي الجهات المختصة وستجد حظها من التطبيق داعيا الي تفعيل مجلس التنسيق الاعلامي لمعالجة الازمات . فيما دعا الاستاذ رافع العبيد من الاذاعة السودانية الي تكوين جسم اعلامي يمكن من خلاله ترتيب تمليك المعلومة للاجهزة الاعلامية .