شهدت عاصمة البلاد الخرطوم خلال هذا الشهر العظيم المبارك وفي الفترة من الرابع وحتى السابع عشر منه أياما خالدات سطرت بمداد من ذهب وكلمات مضيئة لاحتفالات مبهجة للتواصل الرمضاني قادتها رئاسة الجمهورية واشرفت عليها باقتدار وزارة مجلس الوزراء. وقد شارك في التكريم فخامة رئيس الجمهورية المشير عمر البشير بجانب نائبه الاول الاستاذ علي عثمان محمد طه ونائبه الدكتور الحاج ادم يوسف ومساعديه الدكتور نافع علي نافع والعقيد عبد الرحمن الصادق المهدي والأستاذ موسي محمد أحمد والدكتور جلال يوسف الدقير وعدد من الوزراء الاتحاديين وحكومة ولاية الخرطوم يتقدمهم الدكتور عبد الرحمن احمد الخضر والي الولاية وقيادات العمل الصحفي والاعلامي ورموز الفكر والثقافة والرياضة والفن . تمت الاحتفالات وسط حفاوة أهل وزملاء وأصدقاء وجيران المحتفي بهم، في تكريم مستحق في ليالي رمضانية مشبعة بالايمانيات العالية ، حيث حظي بالتكريم عدد من مبدعي بلادي في مجالات الثقافة والفنون والفكر والاعلام والرياضة والتعليم وشتى ضروب العمل الوطني مما ادخل السرور والفرحة في الاسر والجماعات . وجاء هذا التكريم وفقا لما تضمنته خطابات التكريم تواصلا لبرنامج التواصل لتكريم المبدعين في نسخته الثالثه تاكيدا لاهتمام الدولة بالمبدعين ورموزالمجتمع في شتي ضروب الحياة وهو وفاء لأهل العطاء وهذا التكريم يجئ بتوجيه من رئيس الجمهورية ونائبيه وبإشراف من اللجنة العليا لبرنامج رمضان المعظم . وقد شملت قائمة التكريم هذا العام عددا من الشخصيات تمثلت في الأستاذ يوسف فضل حسن ، الأستاذ نبيل غالي جرجس ، الأستاذ يوسف عبد الله المغربي ، السيدة سكينة محمد عربي ، الموسيقار محمد الأمين حمد النيل ، الاستاذ محجوب محمد صالح ، السيد أحمد محمد عربي ، السيد حلمي إبراهيم ، السيد مصطفي عوض الله بشارة ، السيد إبراهيم إسحق ، ، السيد عبد الفتاح الله جابو ، كابتن أمين أحمد زكي ، مولانا تاج السر عبد الباري، السيد حلمي منصور، الشاعر د.علي دفع الله شبيكه الاستاذ حمدناالله عبدالقادر ، الموسيقار على يعقوب كباشي ، كابتن يوسف مرحوم ، الاستاذه فاطمة محمد على كرار . وأكدت اللجنة العليا للبرنامج أن التكريم يهدف لإعلاء قيمة التواصل والتراحم وتقديم واجب الشكر والعرفان لرموز قدمت للسودان الكثير، وقد كشفت هذه اللقاءات التي تحولت الي لقاءات للتفاكر بين قيادة الدولة والمبدعين عن افكار ورؤى لتطويرالاداء العام لدولاب العمل ونهضة المجتمع ووسط هذه الاجواء الاريحية بادر المحتفي به بتقديم عصارة تجاربهم وتقدموا بعدد من المقترحات العملية والتوصيات ، وفي المقابل بادرت قيادات الدولة بالتجاوب معها ووجهت الجهات المعنية بالنظر فيها واخضاعها للدراسة واطلقت رئاسة الجمهورية توجيهات عديدة باتت في حكم قرارات مرتقبة يتوقع صدورها في مقبل الايام . المشير عمر البشير رئيس الجمهورية كرم نماذج من المبدعين في مجالات الثقافة والرياضة والفنون والموسيقى وكشف عن الكثير من المرتقب من قرارات حيث كرم في محور الثقافة الاستاذ الروائي والقاص ابراهيم اسحق ابراهيم عبدالله معلنا انه سيتم العمل علي اعادة وزارة الثقافة حتي تقوم بدورها الوطني في نشر ثقافة السودان لان دمج وزارة الثقافة مع وزارة الاعلام ادي الي تراجع دور الثقافة. ودعا البشير لابراز جهد المبدعين حتي يكون ذلك دافعا للمزيد من التطور والتميز لهم وللبلاد مشددا علي اهمية تمتين البناء الوطني والعمل علي نشر ثقافة الوطن محليا واقليميا وعالميا ووجه بتضمين فقرة تكريم المبدعين في المناسبات القومية لأن التكريم هو رمزي ويمثل تكريم لكل المبدعين في مجالاتهم المختلفة. وفي مجال الموسيقى كرم المشير عمر البشير الموسيقار عبد الفتاح الله جابو تقديرا وعرفانا لما بذله من عطاء وجهد ابداعى فى مجال فن الغناء والموسيقى على مختلف انواعها وما احدثه من اثر بين فى تطور الاغنية السودانية . واكد البشير لدى مخاطبته حفل تكريم المحتفى به مجددا اهتمام الدولة بالفن والمبدعين وقال ان الرياضة والثقافة والفنون تشكل جسرا لتمتين الوحدة الوطنية فى السودان مشيرا الي ان الدولة تسعى لصهر اهل السودان فى بوتقة واحدة . وفي الجانب الرياضي كرم رئيس الجمهورية كل من كابتن الهلال والفريق القومي امين زكي و كابتن نادي النيل الرياضي يوسف مرحوم ووجه رئيس الجمهورية في كلمات الاحتفال بالمحتفي بهما بعدم التدخل في الرياضة الا تدخلاً ايجابياً لاصلاح ذات بين او لم شمل، مؤكدا على دعم العملية الديمقراطية بدعم من ينتخبه الناس، وعليً دعم الدولة للرياضة لتكون خير سفير للبلاد لتصحيح الصورة السالبة التي رسمها الاعداء للرأي العام العالمي، والدفاع عن السودان وأمن على اهلية الرياضة . ودعا رئيس الجمهورية الاندية لاعادة تكوين فرق الناشئين فيها حتى تستمر عملية تواصل الاجيال وصولا الى تكوين فرق قوية تنافس عالميا وقاريا وتنجح في احراز البطولات وتقوم بدورها الوطني سفارة للسودان.وقال ( ان الدولة لاتمانع في دراسة تحويل الاندية الكبرى الى شركات مساهمة لتطوير الرياضة بالبلاد، لافتا الى ان تكون البداية بناديي الهلال والمريخ). الأستاذ علي عثمان محمد طه النائب الاول لرئيس الجمهورية كان قد استهل برنامج تواصل لتكريم المبدعين في الرابع من رمضان حيث قام بتكريم البروفيسور يوسف فضل المؤرخ المعروف مشيداً بجهود المحتفي به بوصفه مؤرخا لحياة السودانيين اذ قام بالتحقيق في كتاب ود ضيف الله وامتدح جهده في مجال التاريخ والتعليم الجامعي وعطائه الذي لم يقتصر علي تخصصه وإنما فاض الي تخصصات أخرى استفاد منها أهل السودان في الثقافة والأدب وغيرها وأضاف أن المحتفي به عرف السودانيين بوطنهم وكان رائدا في الاجابه علي سؤال الهوية (من نحن) . الى ذلك أكد طه تقدير الدولة وإشادتها بالدور الذي ظل يضطلع به المعلمون تجاه خدمة قضايا التعليم والوطن بشكل عام مبينا إن تكريم الأستاذ يوسف عبد الله المغربي هو تكريم لكل المعلمين في السودان وهو رسالة لاهتمام الدولة بالتعليم والمعلمين . وفيما يتعلق بالغناء الوطني الجاد ودور الاذاعة والصحافة ووسائط الاعلام المختلفة وجه الاستاذ/ على عثمان محمد طه النائب الاول لرئيس الجمهوريه اجهزة الاعلام بالاهتمام بالاغنية السودانيه الوطنيه لتلعب دورها فى صياغة وجدان الشعب السودانى وشدد علي ضرورة ان يعمل قيادة العمل الاعلامي علي ديمومة ايجاد مساحات للغناء والاناشيد الوطنية وعدم جعلها موسمية مرتبطة بالاحداث . واكد طه لدى تكريمه للموسيقار محمد الامين بحضور عدد من الوزراء وقاده الاعلام اهتمام الدوله ورعايتها للثقافة والفنون بمختلف ضروبها واشكالها مشيرا الى الدور الذى تلعبه فى توحيد وترقية وجدان الشعب السودانى لتجاوز اسباب القطيعه والفتن مضيفا" ان هذا ما يحتاجه انسان السودان والعالم الذى يشهد الحروب والاقتتال والصراع البغيض الذى لا يحترم ادميه الانسان . وفي مجال العمل الصحفي والاذاعي كرم النائب الأول لرئيس الجمهورية الاستاذ الصحفى محجوب محمد صالح مشيدا بالدور الذى ظل يؤديه فى مجال العمل الصحفى مبينا ان تكريم المحتفى به هو تكريم لرمز ظل يقدم الكلمة ذات الاثر الصادق والعميق فى المجتمع فى قالب صحفى متوازن وموضوعى مستوفى للضوابط القانونية واخلاقيات مهنة الصحافة ويتحرى المعلومة الصحيحة ويحترم الرأى. ولم يغفل التكريم المرأة المبدعة حيث كرم النائب الاول لرئيس الجمهورية احدى رائدات العمل الاذاعي سكينة محمد عربي وحيا دور المرأة في المجتمع السوداني مشيرا الى ان المرأة تحظى بمكانة مرموقة . وعبر النائب الاول عن تقديره لكل الاذاعيين الذين قدموا وافنوا سنوات حياتهم في خدمة الوطن ورفعتة . الحاج ادم يوسف نائب رئيس الجمهورية قام بتكريم نماذج من المبدعين في مجال التعليم والفنون اصدر سيادته لدى تكريمه للأستاذ يوسف عبد الله المغربي بمنزله بالمعمورة بالخرطوم عدة توجيهات للجهات المعنية بالاستفادة من تجربة المحتفي به في مجال إدارة الامتحانات وذلك بالعمل علي توثيقها بجانب توثيق كل التجارب الناجحة في ضروب الحياة المختلفة للاستفادة منها ووجه بوضع ضوابط للشهادات الجامعية أسوة بشهادة الثانوي وإنشاء مجالس للمعاشين للاستفادة من خبراتهم العلمية والمهنية . وعن السلم التعليمي الجديد المرتقب ومنهجه كشف الدكتور الحاج ادم يوسف نائب رئيس الجمهورية عن اتجاه الدولة لإعداد هيكل تعليمي جديد يستوعب التغييرات المطلوبة لترقية العملية التعليمية معلنا عن تبني الحكومة لمقترح تقدم به الفنان التشكيلي احمد حامد العربي حول ضرورة إدخال تدريس مادة التربية الفنية في المراحل التعليمية المختلفة وإخضاعه ذلك للنقاش من قبل الجهات المختصة بغرض ان تتضمن المناهج التعليمية مادة التربية الفنية والمناشط التربوية التي تعين الطلاب علي اكتساب وصقل مهاراتهم الإبداعية . ووجه الحاج آدم لدى تكريمه للفنان التشكيلي احمد حامد العربي بإحالة المقترح لوزارة التربية والتعليم لدراسته وأضاف ( هذه الوزارة هي الآن تعد نفسها لإعداد منهج جديد وسلم تعليمي جديد يمكن ان يتضمن مقترح منهج للتربية الفنية ) واكد رعاية الدولة للمبدعين وأعمالهم وحثهم وتشجيعهم للمزيد من الإبداع في شتي ضروب الفنون المختلفة مشيرا الي هذا التكريم للأستاذ احمد هو تكريم لكل أهل الفن التشكيلي والمشتغلين بالرسم والتلوين وكل ضروب الفن الاخري كالشعر والغناء وغيره . وتكريم اخر للمرأة والتعليم قام به الدكتور الحاج ادم نائب رئيس الجمهورية حيث كرم الاستاذة المعلمة فاطمة محمد على كرار بمنزلها بامدرمان وامتدح الدور الكبير للمراة السودانية فى مسيرة التقدم والنهضة التي تشهدها البلاد . ونقل تحيات السيد رئيس الجمهورية للاستاذة فاطمة والتي تخرجت على يدها العديد من اجيال المعلمين والمعلمات . أما الدكتور نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية فقد كرم نماذج من الصحفيين والموسقيين ، ولدي تكريمه للأستاذ الصحفي نبيل غالي أكد اهتمام الدولة بالمبدعين في المجتمع السوداني وحرصها علي التواصل معهم.وقال نحن أهل السودان بهذا البرنامج نؤكد للعالم أننا نقدم رسالة للعالم في اقامةعلاقات تقوم علي الاحترام المتبادل بين الناس مبينا ان المحتفى به رمز من رموز التواصل بين أهل السودان وبين مختلف المهن وأنه مثال للسيرة العطرة أملا أن يستفيد الجميع من هذا المنهج. وفي مجال الفن كرم الدكتور نافع على نافع مساعد رئيس الجمهورية الموسيقار على يعقوب كباشي مشيرا الي ان تكريم المحتفي به يعتبر تكريما لكل اهل الفن والموسيقى لا سيما الموسيقى العسكرية مشيدا بدور الموسيقى العسكرية في تشكيل وجدان المواطن السوداني ومده بالحماسة والشجاعة.وتحدث نافع عن النشيد الوطني (نشيد العلم) وقال انه ارسى معاني خاصة عن الروح الوطنية وتمجيد السودان مشيرا الى اسهام المكرم في اخراج نشيد العلم بهذه الصورة التي عليه الان. كما كان للشعراء نصيب في التكريم حيث كرم مساعد رئيس الجمهورية موسي محمد احمد الاستاذ الشاعر مصطفي عوض الله بشارة وذلك بمنزله بالمهندسين بامدرمان وامتدح اسهامات الشاعر في مجالات الشعر والادب والنقد والفنون المختلفة . واكد ان تكريم الشاعر بشارة هو تكريم لكل الادباء والشعراء واهل الفن والاعلام وأنه يستحق التكريم فقد جمع بين العلم والادب وكانت له اسهامات ومشاركات واضحة علي مستوي السودان والوطن العربي والعالم . الدكتور جلال يوسف الدقير مساعد رئيس الجمهورية كرم نماذج من اهل المسرح والدراما والدعاة حيث شمل في مجال الدرما والمسرح الاستاذ حمدنالله عبدالقادر معددا اسهاماته الثرة فى مجالات المسرح والدراما السودانية . وقال دكتور الدقير ان تكريم المسرحى حمدناالله هو تكريم للاسرة الجليلة والدار العامرة بالعطاء ولكل المبدعين والمسرحين واضاف ان التكريم يعتبر لمسة وفاء و تعبير عن الامتنان للعطاء الدافق الذى قدمة المحتفي به لبلاده وللشعب فى كل المناصب التى شغلها اداريا وكاتبا ودراميا . ولدى تكريمه للداعية العلامة مولانا تاج السر عبد الباري الذي عمل في مجال التعليم والدعوة بداخل وخارج السودان اكد الدكتور الدقير ان الدولة حريصة على تكريم كل من قدم عطاء متميزا لهذا الوطن مشيراالى ان التكريم والزيارة تأتيان في اطار تفقد احوال الرموز والشخصيات التي اعطت الوطن في شتى المجالات في مقار سكنهم. اما العقيد عبد الرحمن الصادق مساعد رئيس الجمهورية فقد كرم نماذج من الشعراء واحد راود العمل الاذاعي والتلفزيوني وشمل التكريم الشاعر علي دفع الله شبيكه وقال العقيد عبد الرحمن ان المحتفي به هو احد الافذاذ الذين جمعوا بجدارة بين عالمي الابداع الفني والرقي المهني فقدم للبلاد في المجالين الكثير بجدارة ، واضاف ( أنه شاعر مرهف وذواق شنف أسماعنا بشعره الغنائي الجيد الذي صدح به كروانات السودان كما شارك في تخير النصوص الجيدة عبر لجان النصوص والاختبار والانتخاب للجيد من الشعر ومن الغناء، مضيفا ان علي شبيكة من أسرة عريقة خرجت رموزا من المرموقين داعيا له بالتوفيق في كل أعماله التي يديرها . وحيا مساعد رئيس الجمهورية لدى تكريمه الرائد في مجال العمل الاذاعي والتلفزيوني الاستاذ حلمي ابراهيم سليمان منصور جهود المحتفى به ودوره في وضع بصمات واضحة في العمل الاذاعي والتلفزيوني بالبلاد ، فضلاً عن دوره في إرساء دعائم الإعلام الإلكتروني . اخيرا نقول كثير هو الكلام غنية هي المعاني التي تضمنها برنامج التواصل الناجح هذا العام بكل هذا المعنى ، فقد حقق اهداف كثيرة وفاض عليها فبجانب التكريم والتواصل الاجتماعي ورد بعض الجميل لاصحابة و اظهرت اللقاءات عن أن البلاد تزخر بثروة قومية كبيرة تتمثل في المبدعيين في شتي المجالات جديرة بالالتفات للتوثيق لاعمالها وهي خبرات من الصعب تجاوزها وصدرت من خلال كلماتهم ومقترحاتهم المضيئة مشروعات قرارات وتشريعات وتوجيهات هامة، كما كشف البرنامج أن البلاد رغم هجرة الكثير من العقول الوطنية أنها مازالت حبلى وان القيادة في حاجة لمثل هذه البرامج بين كل فترة واخرى لتبادل الافكار والاراء والترويح عن النفس عند لقاء قيادات المجتمع وقادة الراي العام الذين يقدمون النصح بدون من أو اذى وبدون أي تلوين او تجيير لتحقيق مصالح ضيقة ذاتية كانت اثنية او مذهبية او حزبية ويبقى الامل التواصل والتواصل والتواصل بين القيادة والقاعدة لاسيما قادة الراي العام من المبدعين . ع/سعدان / ب ع