- تعد صناعة السكر في السودان من الصناعات الاستراتيجية التي تعول عليها الدولة في النهوض بالاقتصاد الوطني وذلك لما تستقطبه هذه الصناعة من رؤوس اموال واستثمارات عربية واجنبية حققت نجاحات كان لها أبلغ الأثر علي الناتج القومي الاجمالي فضلا عن مساهمة قطاع السكر في التنمية الريفية وإحداث تحول اجتماعي في مناطق الصناعة حيث أسهمت هذه الصناعة في الحد من الفقر وتمتين النسيج الاجتماعي وتحقيق التنمية في المناطق الريفية . لذلك خصص مجلس الوزراء اجتماعه الدوري المنصرم للتداول حول افاق هذه الصناعة والتحديات التي تواجهها في ظل التنافس العالمي في قطاع السكر من خلال تقرير قدمه السميح الصديق وزير الصناعة ، حيث قرر مجلس الوزراء في جلسته برئاسة الفريق اول بكري حسن صالح النائب الاول لرئيس الجمهورية تكوين لجنة برئاسة الاستاذ/ حسبو محمد عبدالرحمن نائب رئيس الجمهورية لمعالجة المشكلات التي تعترض صناعة السكر بالبلاد . وأكد المجلس استمرار جهود الدولة في تطوير قطاع السكر موجها باعطائه الاسبقية في توفير مدخلات الانتاج وقطع الغيار . وزير الصناعة السميح الصديق اوضح في تصريحات صحفية عقب جلسة مجلس الوزراء التي خصصت للتداول حول خطة السكر انه لا اتجاه لزيادة أسعار السكر مؤكداً الاستمرار فى تحرير هذه السلعة مبيناً تأكيد مجلس الوزراء على ضرورة حماية صناعة السكر بالبلاد واعطائها الأولوية فى توفير المدخلات والتمويل . وقال انه تم ادخال عينات جديدة فى زراعة القصب ذات انتاجية عالية وفق دورة زراعية مدتها خمس سنوات متوقعاً اسهام العينات فى ان يقفز انتاج الفدان من السكر مابين 51 الى 52 طناً بدلا من 36 طناً فى السابق . واشار السميح الصديق الى ان الاستثمار العربى فى قطاع السكر من انجح الاستثمارات العربية بالبلاد الأمر الذى دفع حكومات من الدول العربية للتركيز فى استثماراتها على قطاع السكر مثل كنانة والنيل الابيض لافتا الى ان نجاح مبادرة الرئيس للامن الغذائى مبنية على النجاحات التى حققها هذا القطاع . واكد الوزير اهتمام الدولة بصناعة السكر وحمايتها مشيراً الى اعداد خطة للاكتفاء الذاتى من سلعة السكر والاتجاه للتصدير ونوه الى توظيف هذه الصناعة لحوالى مليون مواطن سودانى . الامين العام لمجلس الوزراء والناطق الرسمي باسم المجلس د. عمر محمد صالح قال انه ومن منطلق اهتمام الدولة المتعاظم بهذه الصناعة استمع المجلس الي تقرير حول صناعة السكر والخطة المستقبلية لهذا القطاع ، قدمه الاستاذ السميح الصديق وزير الصناعة مبينا ان التقرير استعرض خطة الارتقاء بمنظومة صناعة السكر موضحا التصاعد المضطرد في استهلاك السكر في السودان والذي ارتفع من 387 الف طن عام 1989 الي اكثر من مليون طن في عام 2013 ، واضاف ان الانتاج الوطني تصاعد من انتاج هذه السلعة بالتوسع الافقي والراسي حيث يحتل السودان المركز الاول عالميا من حيث عائد الفدان من القصب والذي يبلغ 44 طن للفدان مقابل 27 طن في المتوسط العالمي . وذكر ان صناعة السكر في البلاد تعد انموذج جديد في الاستغلال الامثل للمنتجات الجانبية حيث اسهمت في التوليد الذاتي للكهرباء وانتاج الاعلاف والايثانول واستعمال السماد العضوي في انتاج البذور مبينا ان قطاع السكر لعب دورا مؤثرا في تقديم الخدمات الاجتماعية مثل توفير المدارس والمستشفيات والمراكز الصحية وتعبيد الطرق. وقال الناطق الرسمي للمجلس أن منظومة صناعة السكر في السودان انتجت خلال العام الماضي 705 الف طن ومن المتوقع ان يبلغ انتاج هذا الموسم 810 الف طن مبينا انه من المتوقع ان يتجاوز الانتاج في عام 2015 مليون و226 الف طن . واشار تقرير خطة السكر الذي اعدته وزارة الصناعة الي أن خطة السكر الكبري تشمل تنفيذ عدد من المشروعات التي تسعي الدولة الي انشائها عبر ايجاد التمويل اللازم لها من خلال الدخول في شراكات مع المستثمرين الوطنيين والاجانب ، ومن هذه المشروعات مشروع سكر النيل الازرق والذي يستهدف انتاج 150 الف طن من السكر ومشروع سكر مشكور الذي يستهدف انتاج 216 الف طن ومشروع سكر الحرقة ونورالدين الذي يستهدف انتاج 70 الف طن ومشروع سكر الرماش الذي يستهدف انتاج 145 الف طن. ويمثل حزام السكر في السودان عبر حقول القصب الممتدة والغابات صمام امان امام مد التصحر واستعادة النظم البيئية المطيرة في المناطق المتاخمة لاستعادة الغطاء النباتي فضلا عن مساهمته في دفع واحتضان مشروعات التنمية الريفية . وتشير سونا ان صناعة السكر بدأت بإنشاء مصنع الجنيد في عام 1962 ومصنع حلفا في عام 1964 وسنار في 1976 وعسلاية وكنانة في عام 1980 والنيل الابيض في عام 2012 ، وتمثل هذه الصناعة أنموذجا في السودان لأنها حافظت علي أصولها الانتاجية وقامت بتطويرها مقارنة مع صناعات أخري بدأت في نفس الفترات الزمنية .