تعتبر مشروعات الإسكان والتعمير من الآليات المهمة والرئيسية لمعالجة قضايا الإستقرار والسلام والحد من ظاهرة النزوح من الريف الي المدن ومن هنا تنبع الأهمية الإستراتيجية لمشروعات الايواء والمسكن بدارفور . رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء اصدرا خلال الفترة القليلة الماضية حزمة من القرارات الداعمة لمشروع المأوى القومي تضمنت اجراءات لتمكين الآلية التنفيذية المتمثلة في الصندوق القومي للإسكان والتعميرمن أداء مهامه ووجهت بمراجعة قانون الصندوق لتفعيله وتوفير التمويل اللآزم للمشروعات بصيغ مختلفة . وخص مجلس الوزراء الصندوق بالتوجيه بالجلوس والتفاكر مع السلطة الاقليمية لدارفور لتنفيذ مشروعات مشتركة تسهم في عودة وإستقرار النازحين واللاجئين من المتأثرين بالنزاعات بدارفور ، وانفاذا لذلك عقد الجانبان مؤخرا اجتماعا مطولاً تناول شتى الموضوعات وسبل تنفيذ توجيهات مجلس الوزراء . وكشف د.غلام الدين عثمان ادم الأمين العام للصندوق القومي للاسكان والتعمير عن خطط وبرامج الصندوق تجاه تنفيذ المشروع القومي للماوى مشيرا الي انه يسير الي الامام في مختلف الولايات . وابان في حوار (لسونا ) في هذا الصدد ان ولايات دارفور تحظي باهتمام القيادة واللجنة العليا للاسكان والتعمير التي يترأسها السيد الاستاذ حسبو محمد عبد الرحمن نائب رئيس الجمهورية ومجلس ادارة الصندوق الذي يتراسه وزير الماليه مشيرا الي ان الصندوق قد بدأ في تنفيذ برامجه باكرا بولايات دارفور حيث حظيت ولاية جنوب دافور باحد المشروعات النموذجية للاسكان بالسودان كما بدأ العمل في التأسيس لبناء صناديق للاسكان بالولايات والتصديق لها باراضي ومخطاطات سكنية لصالح مشاريعها بالولايات المختلفة . وقال د غلام الدين ان اجتماع مجلس ادارة الصندوق برئاسة الاستاذ حسن هلال وزير البيئة والتنمية العمرانية مع السلطة الإقليمية لدارفور برئاسة برئاسة الدكتور التجاني السيسي رئيس السلطة مؤخرا بمقر السلطة بالخرطوم توصلت الي اتفاق مبدئ للتعاون المشترك لإنفاذ عدة مشروعات الإسكان بدارفور مؤكدا أن الجانبين في الاجتماع اكدا على ضرورة التعاون المشترك ودعوة كافة الأطراف ذات الصلة للتنسيق معا لإنفاذ عدد من المدن والوحدات السكنية من اجل الإسهام في تحقيق الاستقرار والتنمية والأمن بدارفور . واوضح الأمين العام للصندوق القومي للإسكان والتعمير أن هذا الاجتماع يجيء تنفيذا لقرارات مجلس الوزراء الأخيرة والتي وجهت ببحث الشراكة بين السلطة والصندوق لتنفيذ إسكان للنازحين واللاجئين بدارفور، مبينا أن مجلس إدارة الصندوق كان قد قرر في اجتماعه الأخير مؤخرا تشكيل لجنة برئاسة الوزير هلال لتنفيذ قرار مجلس الوزراء وفتح آفاق للتنسيق والشراكة بين الجانبين . وأبان أن الاجتماع مع السلطة اتسم بالصراحة والشفافية وتناول مجمل القضايا التي تتصل بتوفير المأوى للفئات المستهدفة بدارفور، وأمن على أهمية التنسيق المشترك وتواصل عقد الاجتماعات للأجهزة الفنية للاتفاق على برامج ومشروعات محددة . وأبان أن دكتور السيسي ووزراء السلطة الذين شاركوا في الاجتماع نادوا بإحكام التنسيق والمتابعة، مشيدين بالمبادرات التي يقوم بها الصندوق بالسودان بشكل عام ودارفور بشكل خاص، فيما استعرض ممثلو الصندوق الانجازات التي تحققت خلال الفترة الماضية وتأسيس صناديق للاسكان بالولايات التي باشرت مهامها، مؤكدين الحرص على التعاون مع السلطة الإقليمية لدارفور وأن تشهد الأيام القليلة المقبلة اجتماعا آخر مشتركا للنظر في اللاتفاق علي برامج تنفيذية تفصيلية . وفي ذات السياق وتعزيزا للحراك نحو انفاذ المشروع القومي للماوى عقد الصندوق القومي للاسكان والتعمير في اليومين الماضيين سلسلة من اللقاءات مع عدد من قيادات حكومات ولايات دارفور المختلفة كشف خلالها د.غلام الدين عثمان ادم الامين العام للصندوق القومي للاسكان والتعمير عن اطلاق الصندوق لمبادرة مشتركة بين الصندوق والسلطة الاقليمية لدارفور وحكومات ولايات دارفور للبدء في تنفيذ مشروعات عاجلة للاسكان مبينا ان هذه الخطة تجيء انفاذا لتوجيهات مجلس الوزراء في هذا الجانب . واكد د.غلام الدين لدى لقائه برئاسة البنك العقاري العقيد الركن الطيب عبد الكريم احمد عبد الكريم والي ولاية شرق درافور أهمية السعي لايواء المتاثرين بالنزاعات وتوفير الماوي لهم ،بجانب توفير الخدمات الاساسية من تعليم وصحة داعيا لضرورة التعاون المشترك من اجل الاسراع في تنفيذ المبادرة ولايجاد المعالجات الناجعه الناجمة من عدم استقرار المتاثرين بالنزاعات وذلك عبر انشاء المدن السكنية بخدماتها شاملة . وأكد والي ولاية شرق دارفور جاهزية الولاية للدخول في شراكة مع الصندوق القومي والجهات المعنية لتنفيذ مشروعات للاسكان الشعبي والاقتصادي ،متعهدا بتوفير المعينات اللازمة لها وانجاح مشروعات توفير الماوي والخدمات الاخري للمتاثرين بالنزاعات بدارفور . وأوضح د.عبدالرحمن الطيب ايوبيه المدير التنفيذي للصندوق في تصريح (لسونا) اهتمام الصندوق بمشروعات الاسكان بولايات دارفورداعيا الي ضرورة تسريع خطوات تنفيذ المبادرة التي اطلقها الصندوق في هذا الجانب والتوسع في مشروعات الاسكان بدافور لاثرها المباشر علي استقرارانسان و مناطق دارفور . وكشف عن اتفاق تم علي انشاء محفظة لتمويل مشروعات الاسكان بولاية شرق دارفور تبدأ برأسمال قدرره 40 مليون جنيه واعتماد بنك الصادرات البنك الرائد للمحفظة بجانب ريادته لمحفظة تمويل مشروعات الاسكان بولاية غرب دارفور بقيمة مبدئية تبلغ 30 مليون جنيه . وفي ذات السياق وباشراف الصندوق القومي للاسكان والتعمير تم تنظيم اجتماع موسع بخصوص انشاء محفظة للتمويل السكني بولاية جنوب دارفورحيث تم الاتفاق عليها في الاجتماع الذي عقد برئاسة بنك النيل بمشاركة لحكومة ولاية جنوب دارفور والصندوق القومي للاسكان والتعمير وممثلين لادارات عدد من البنوك والمصارف. وأعلن الامين العام للصندوق القومي للاسكان والتعمير د.غلام الدين عثمان عن بداية تأسيس محفظة اسكان ولاية جنوب دارفور للمرحلة الثانية بريادة بنك النيل لتنفيذ عدد "2000وحدة سكنية بتكلفة اجمالية تبلغ حوالي "221 مليون جنيه مؤكدا موافقة البنوك على تأسيس المحفظة. وقال عثمان إن المرحلة الاولى تبدأ بتشييد "500 وحدة سكنية بتكلفة "55 مليون جنيه ، مشيدا بمساهمة البنوك في مشروعات الاسكان والتعمير بالولايات، موضحا أن المحفظة تأتي في اطار عدد من المحافظ التي قام الصندوق بإنشائها بالتعاون والتنسيق مع حكومات الولايات والمصارف والبنوك بهدف توفير التمويل اللازم للمشروعات السكنية والتوسع فيها بالولايات المختلفة . واعلن وزير التخطيط العمراني بولاية جنوب دارفور د.عيسى آدم ايقاف الخطط الاسكانية بالولاية واعتماد السكن الشعبي والاقتصادي باعتباره الحل الامثل لتوفير السكن للعاملين بالدولة وذوي الدخل المحدود ، مبينا أن محفظة السكن للمرحلة الثانية تستهدف تنفيذ "1300وحدة سكنية بمدينة نيالا وتنفيذ "700وحدة سكنية ببقية محليات الولاية، مؤكدا اكتمال مشروعات المرحلة الاولى التي تم افتتاحها مؤخرا وتدشين المرحلة الثانية . وأكد المدير العام لبنك النيل "البنك الرائد للمحفظة " أحمد عبدالرحمن الحوري استجابة البنوك والمصارف بالتعاون مع الصندوق للمساهمة في تأسيس المحفظة، مؤكدا أن انفاذ المشروع بولاية جنوب دارفور يساعد في حل مشكلة السكن واستقرار المواطنين . اما علي صعيد الانجازات التي تحسب للصندوق القومي للاسكان والتعمير وشركائها من ولايات دارفور والمصارف والبنوك العاملة فيها افتتاح مدينة اليمامة مؤخرا بنيالا بولاية جنوب دافور علي يد السيد نائب رئيس الجمهورية الاستاذ حسبو محمد عبد الرحمن كاول مدينة للسكن الاقتصادي يكتمل فيهاالعمل بعموم ولايات دارفور وتسلم للمستفيدين الذين بادر اتحاد عمال الولاية بالتنسيق مع الصندوق القومي للاسكان والتعمير وحكومة الولاية بشجيع ومباركة خطوات بدايات تنفيذ المشروع حتى اصبح واقعا معاشا . مدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور تزينت يوم افتتاح اول مولود للسكن الاقتصاد بها واحتشدت قيادات كثيرة ورفيعة للمشاركة في الاحتفالات تقدمها السيد حسبو محمد عبد الرحمن نائب رئيس الجمهورية واللواء ادم محمد جار النبي والي ولاية جنوب دارفور والدكتور غلام الدين عثمان ادم الامين العام للصندوق القومي للاسكان والتعمير وعدد من القيادات التشريعية والتنفيذية بالولاية وقيادات الصندوق القومي للاسكان والتعمير وجمع غفير من المواطنين تقاطروا ليكون شهودا علي افتتاح مدينة اليمامة . نائب رئيس الجمهورية خلال مخاطبته الاحتفال الذي اقيم علي شرف المناسبة اكد مشروع الاسكان من المشروعات الاستراتيجية التي يرعاه رئيس الجمهورية ووجه بتنفيذ عددمن الموجهات لصالح الاسكان بالسودان عامة وولاية جنوب دارفور بشكل خاص . واشاد بالجهود التي يبذلها الصندوق القومي للاسكان علي مستوى ولايات البلاد مبينا اهمية تضافر الجهود لتقليل تكلفة البناء التوسع في المشروعات لصالح اكبر قدر من المستفيدين . واصدر السيد نائب الرئيس عدد من التوجيهات حيث طالب فيها حكومة الولاية بايقاف الخطط الاسكانية والاتجاه لمواصلة السكة الاقتصادي والشعبي بجانب استكمال الخدمات وتوفير الامن بالمدينة السكنية التي تم افتتاحها . وعلي مستوى التعاون الحكومي والاقليمي لتنفيذ مشروعات للاسكان بدارفور بخلاف المشروع القومي للماوى تاتي جامعة الدول العربية في المقدمة حيث تفردت بوصفها منبر اقليمي بتبني عدد من مشروعات الاسكان بدارفور تمثل في تقديم دعم لقرى سميت بقرى العودة الطوعية، وهذه الخطوة وجدت الاشادة والتقدير من الحكومة المركزية والولائية وقبلها من المستفيدين من مواطني دارفور معربين ان املهم في تواصلها . جهودا معلنة واخرى مازالت قيد البحث والتفاوض يقودها اذن الصندوق القومي للاسكان والتعمير بالتعاون والتنسيق مع السلطة الاقليمية لدارفوروحكومات الولايات المعنية ينتظرها الكثيرين من اهلنا الطيبين في دارفور الذين عانوا من ولايات الحرب وينظرون لها بالامل والرجاء ان تحقق احلامهم في منازل تأويهم من برد الشتاء وسخانة الصيف وامطار الخريف، ويبقى الامل في ان تجد المبادرة التي اطلقها الصندوق لاسكان المتاثرين بالنزاعات بدارفوراذانا صاغية من الجهات المعنية بالداخل والمنظمات والاتحادات النظيرة وذات الصلة بالاقليم والعالم وأن يتم التعاون من اجل عودة الاستقرار للاسر المتاثرة بالنزاعات وأن تسود الفرحة والابتسامة وتملاء ارض وسماء دارفور لتعود لسيرتها الاولى ارض المحمل والقران ، . ع/سعدان
