توصلت الاطراف فى جولة المفاوضات الخامسة التى ضمت السودان واثيوبيا ومصر والتى انهت اعمالها مؤخرا بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا لحلول أرضت الجميع تمثلت فى مراعاة التأثيرات البيئية في المنطقة وعدم توقف تدفق المياه طول العام والجوانب الاقتصادية ومراعاة السد للمواصفات العالمية. وأكدت مصادر مشاركة في الاجتماعات ( لسونا) أنه تم إنجاز العديد من نقاط الاتفاق، تتعلق بشكل أساسي بعمل اللجنة الوطنية، والشروط المرجعية التي تنظم آليات العمل، واتخاذ القرارات، بينما تم الاتفاق على تسمية المكتب الاستشاري الدولي، الذي سيختص بإجراء الدراسة الأولى والمتعلقة بتأثير السد على معدلات تدفق المياه من خلال نماذج رياضية. وتم الاتفاق بحسب مصادر (سونا) على تكوين اللجنة الوطنية للخبراء من 12 عضوًا من الدول الثلاث مصر وإثيوبيا والسودان، بغرض تبادل الدراسات بينها، واختيار مكتب استشاري دولي للقيام بدراستين الأولى خاصة بالتأثير الاقتصادي والبيئي والاجتماعي على دولتي المصب، والثانية خاصة بالجوانب الهيدروليكية الخاصة بتصميم السد وعدد سنوات المليء.واتفق الجميع ان تكون الجولة القادمة في القاهرة لكي تتواصل المفاوضات حول السد . واتفق وزراء الري والمياه في مصر والسودان وإثيوبيا بشأن لجنة "الخبراء الوطنيين" الخاصة بسد النهضة وأن وزراء الري الثلاث حسام مغازي؛ ومعتز موسى؛ وألمايهو تجنو اتفقوا كذلك على أن يكون الاجتماع القادم لهم بالقاهرة، دون أن يذكروا موعدا محددا له. وكان الاجتماع الذي عقد خلال اليومين الماضيين بأحد فنادق العاصمة الإثيوبية خصص لبحث نتائج اجتماعات لجنة الخبراء الوطنيين، التي سترفع توصياتها بشأن كيفية العمل المستقبلي للجنة، واختيار المؤسسة الاستشارية الدولية الخاصة بسد النهضة بحسب تصريحات مسؤولين . وتضم لجنة الخبراء الوطنيين 4 خبراء من كل دولة، وتتولى وضع قواعدها الإجرائية مع اعتماد فترة 6 أشهر لإنجاز دراستين إضافيتين، كان قد أوصى بهما تقرير لجنة الخبراء الدولية بشأن موارد المياه ونموذج محاكاة نظام هيدرو كهربائية وتقييم التأثير البيئي الاجتماعي الاقتصادي للسد على دولتي المصب (مصر والسودان)، وذلك باستخدام شركات استشارية دولية. ويأتي تشكيل هذه اللجنة، التي من المقرر أن تستعين بخبراء دوليين لحسم الخلاف، إثر اتفاق بين وزراء المياه الثلاث بعد يومين من المحادثات بالخرطوم، أواخر أغسطس. وزير الري معتز موسى في تصريحات صحفية عقب الاجتماعات قال ان السودان يؤمن بان سد النهضة الاثيوبى سيحقق للبلاد فوائد اقتصادية وسوف يستفيد من الكهرباء المنتجة من السد وانتظام المياه وكما افاد سد تكزي المزارع السوداني في المنطقة الشرقية نتوقع ان يفيد سد النهضة الاثيوبي السودان والسدود السودانية. ونوه وزير الري المصري السيد حسام مغازي فى تصريحات للتلفزيون الاثيوبى الى ان زيارتهم لسد النهضة كانت للتأكد من ان السد يبني بالطرق العالمية وانهم يؤمنون بأهمية التعاون بين الدول من اجل المصلحة الجماعية وان النيل بالنسبة لمصر يعتبر الحياة . وقال إنه تسلم من المسؤولين الاثيوبيين خلال زيارته إلى سد النهضة الرسومات الخاصة بتصميم جسم السد، لافتا إلى أن الخبراء المصريين في مجال السدود سيتولون دراستها للتأكد من عدم إضرارها بمصر. وقام مغازي بجولة تفقدية لموقع السد، تعد الاولى من نوعها لمسؤول مصري منذ بدء عملية الإنشاء في إبريل 2011، وذلك برفقة نظيريه معتز موسى وألمايهو تجنو.وقال الوزير في تصريحات له ، إن زيارته لا تعني الموافقة على بناء السد، مؤكدا أنها زيارة فنية وهندسية فقط وليست سياسية.منوها الى ان الاعمال الانشائية الحالية تعتبر اعمالا أوليه لاتتجاوز ال 20%من حجم الاعمال فى جسم السد ولا تسمح باى أعمال تخزين او إيقاف للنهر دون ظهور أى معالم إنشائية فى جسم محطة الكهرباء او توريد اجزاء التوربينات الخاصة بتوليد الكهرباء . وبحسب تقديرات مغازي فإن السد على هذا الوضع لن يولد كهرباء قبل عام 2017، موضحًا أنه وجه عدة أسئلة للجهات الأجنبية القائمة على بناء السد، وأطمأن لإجاباتهم. الا ان السفير المصري بأديس أبابا، محمد إدريس ذكر لاجهزة اعلام اثيوبية محلية ،أن المفاوضات تسير في مسارين الأول فني، والأخر سياسي، مشيرًا إلى أن المسارين لابد أن يتحركا سويًا، وأن هناك أجواء إيجابية سادت الجولة الخامسة من المفاوضات. في حين تشير إثيوبيا دوما الى ان السد يبني بغرض التنمية وتوليد الكهرباء والشئ الذي ترفضه القاهرة وبعض المحللين ، وقولهم ان السد تقف ورائه بعض الجهات الغربية التي تقوم بدعم اثيوبيا وتهدف للتحكم على مياه النيل . وتسلم وفد الخبراء المصري، برئاسة وزير الموارد المائية والري حسام مغازي، من الجانب الإثيوبي عددًا من الدراسات المهمة الخاصة بسد النهضة، والتي يتم إطلاع الحكومة المصرية عليها للمرة الأولى، وتضمنت دراسة عن السد المساعد، الملحق بسد النهضة، والتي تبين التصميمات الخاصة بالأمان، لبيان مدى قدرته على رفع مستويات التخزين من 14 مليار متر مكعب من المياه إلى 74 مليار متر مكعب. فيما قال دمقى موكنن نائب رئيس الوزراء الاثيوبى ان المسؤولين المصريين اختاروا طريقا اخر غير طريق الاستفادة العادلة من سد النهضة و اشاد بموقف السودان منه ووصفه بالايجابى وقال ان الخرطوم وافقت على تقاسم الموارد المشتركة بصورة عادلة . يذكر إن مصر تتخوف من تأثير السد على حصتها السنوية من المياه التي تبلغ 55.5 مليار متر .