كتب- سعيد الطيب عبدالرازق تشهد الحلبة السياسية حراكا متصلا حامى التفاعل والانفعال على كافة الاتجاهات الرسمية والشعبية والمجتمعية, وبين الحراك المتصاعد امور متشابهات فى النوايا والمصالح واخر مختلفات فى الوسائل والاليات . نعلم تماما ووفقا للفقه القانونى ان الانتخابات استحقاق دستورى منصوص عليه تشريعيا يقتضى ان تتداول السلطة فى السودان عن طريق انتخابات يصوت فيها المواطنون مقترعين ليختاروا من يمثلهم فى البرلمان ومن يتولى امرهم فى ادارة الولايات ومن يترأس دولتهم رئيسا منتخبا . وبالتالى تعتبر العملية الانتخابية حق دستورى مكفول قانونيا لكل مواطن بالغ رشيد تجاوز الثمانية عشر من عمره . ومن خلال هذه العملية تستملك السلطة للحزب الذى نال الاكثرية العددية تصويتا واقتراعا ونال ثقة الناخب . ومن ثم تتشكل حكومة تقوم نيابة عن الشعب الذى وكلها وفوضها لتنيب عنه فى عقد اجتماعى منصوص دستوريا . وتكون شرعية لمدة خمسة سنين وفى نهاية الفترة المعينة سيكون هناك فراغا دستوريا اذا لم تجر انتخابات تتمخض عنها حكومة شرعية . وتعلمون مثلما نعرف ان اخر انتخابات فى السودان جرت قبل خمسة اعوام ابريل 2010م وسينتهى اجلها بعد اربعة اشهر . وقد انطلقت العملية الانتخابية الجديدة فى الثامن والعشرين من اكتوبر الماضى فى مرحلتها الاولى وهى نشر وفتح السجل الانتخابى وستنتهى هذه المرحلة فى الثلاثين من ديسمبر الجارى بنشر السجل النهائى للناخبين . اذن تركض الانتخابات الان فى الحلبة السياسية بسرعة منتظمة وتنتظرها اربعة لفات على هذه الحلبة كل لفة مداه شهر واحد وتمثل هذه اللفات الاربع (نشر السجل الانتخابى - الترشيح - الحملة الانتخابية - التصويت والفرز واعلان النتيجة) وبنهاية ديسمبر الجارى تكتمل تماما اللفة الاولى . فى ذات الحين تشهد الحلبة السياسية حراكا سياسيا اخر اشبه بالهرولة ذات الايقاع الهادى البطىء ..انطلق حراك الحوار فى السابع والعشرين من يناير الماضى بالدعوة الى حوار وطنى جامع لايستثنى احدا يجلس ابناء الوطن لوضع حلولا لكل قضايا الوطن السياسية والاقتصادية والاجتماعية وعلاقتنا الخارجية وهويتنا , وتصاعد حراك الحوار بعد اختيار اليته التى سميت ب (7+7) ثم تطور التفاعل مع الحوار وزادت الهرولة التى تريد ان تصل الى منتهاها حينما عقدت الجمعية العمومية للحوار اجتماعها العام وحددت واوضحت ورسمت خاطة طريق للحوار ثم التقت الالية بالوساطة الافريقية رفيعة المستوى والحركات المسلحة بأديس ابابا ووقعوا وثيقة اديس ثم جلسوا فى مفاوضات مع (الجبهة الثورية ) ومع الحركات المسلحة الدارفورية التى لم توقع بعد اتفاقية الدوحة لسلام دارفور . هذه الهرولة متصاعدة فى حركتها الديناميكية رغم انها غير محددة الزمن ..حيث يمكن ان تعلق او تؤجل مما يعنى زمنا سيمضى او ستتوقف الهرولة نحو الهدف حتى تستأنف تارة اخرى .. الشبه بين الركض والهرولة انهما حركة تقوم بها عضلات الجسم اما حركة سريعة هى الركض او حركة معقولة وهى الهرولة وهو ما يحدث بالضبط والتمام بين الانتخابات والحوار حيث تتجه حركة عضلات الحراكين الى هدف واحد وهو تعزيز الاستقرار والامن وتأكيد الشرعية الدستورية المنصوصة فى الدستور , ومن ناحية اخرى ربما تكون الانتخابات جزء من مخرجات الحوار والخلاصة البدنية ان يستفيد الجسم السودانى من هذه الرياضة السياسية استفادة كبيرة .