- تأتي أهمية العلاقات الدولية في تطوير عملية التواصل بين الشعوب وتعمل على تبادل المنافع والمصالح المشتركة وفق المعاهدات التي تنظم تلك العلاقات وتجعلها الرابط الوحيد وحلقة الوصل من خلالها تتحقق الآمال والطموحات . درجت الدول على تطبيع العلاقات في المجال السياسي والاقتصادي من أجل تعزيز الثقة وترسيخ اواصر المحبة والاحترام المتبادل . تبنت الحكومة السودانية سياسة الانفتاح الخارجي ، منذ الاستقلال في العام 1956 م وحرصت كل الحرص بأن تطبع علاقاتها في المحور الافريقي ، لأنه محور مهم وفاعل فكانت النتيجة حرصها الصادق في تطويرها للعلاقات الدبلوماسية المتوازنة من جميع دول القارة السمراء دون استثناء ، لان الدول الافريقية تمثل حزام امان للخرطوم التي بذلت جهودا جبارة ومقدرة في اقامة علاقات طيبة مع دول الجوار بصفة خاصة وباقي الدول الافريقية بصفة عامة . شهدت العلاقات السودانية الافريقية تطورا كبيرا ولعبت الدبلوماسية السودانية دورا مهما في تقدمها وانعاشها من منطلق ان الاتصال مع الشعوب من اولوياتها بهدف تحقيق المصالح المشتركة . تمكنت الحكومة السودانية في الوضع الراهن بان تطبع علاقاتها الدبلوماسية مع كل دول القارة في كآفة الاصعدة ، ووضعت يدها مع قريناتها من دول القارة تعهدا بالعمل سويا في القضايا ذات الاهتمام المشترك بحكم ان السودان عضو فاعل ومهم في منظومة الاتحاد الافريقي التي تجمع دول القارة في بوتقة وآحدة والعمل المشترك في مواجهة التحديات التي تواجه دول القارة تتمثل في الصراعات الاهلية حيث تعتبر قارة أفريقيا من اكثر قارات العالم لها نصيب وآفر في هذه الظاهرة التي ارقت سكانها جراء تلك الصراعات المحمومة وهي تمثل تحدي كبير لكل دول القارة ، لان كل دول القارة تعاني منها لانها خطيرة افقدتها عدم الاستقرار والامن خاصة المجموعات المسلحة التي تمثل تهديدا لكل شعوب القارة بمختلف الوانها . اهتمت الحكومة السودانية اهتماما كبيرا في القضاء على هذه الظاهرة عن طريق التعاون المشترك من قبل قادة دول القارة ولها مواقف وآضحة تجاه هذه الظاهرة التي اصبحت كابوسا يؤرق حياة الافارقة خاصة دول جنوب الصحراء التي تمتاز بغاباتها الكثيفة وجبالها الوعرة التي هيأت المناخ الملائم والملاذ الآمن لهذه المجموعات بأن تحمل السلاح لترويع وارهاب المواطنين . المتتبع للاحداث يرى ان دول جنوب الصحراء هي الاكثر معاناة حيث تتفشى فيها هذه الظاهرة الارهابية التي افقدت معظم دول القارة من ركب التنمية والتقدم . ساهمت الحكومة السودانية مساهمة فاعلة في القضاء على هذه الظاهرة وقالت رائها بوضوح في مؤتمر البحيرات الذي انعقد مؤخرا في العاصمة اليوغندية كمبالا وجلسات الاتحاد الافريقي التي تهتم بالقضاء عليها ، هذا نابع من اهتمام الخرطوم بالقضاء على هذه الظاهرة والعمل مع كل دول القارة تحت مظلة الاتحاد الافريقي لترسيخ مبادئ التعاون والتكامل في درء هذه المعضلة التي اصبحت تمثل التحدي المشترك لكل اقطار القارة بالعمل المشترك من اجل تقوية اواصر العلاقات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية هذا بالطبع يعكس صدق وحسن نوايا الخرطوم مع جميع عواصم دول قارة افريقيا السمراء . أهتمت سياسة السودان الخارجية تجاه افريقيا على محاور ثابتة منها تحقيق تبادل المصالح المشتركة ، الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شئون الآخرين ، تهدف الى تقوية علاقاتها من اجل الشعوب وبناء الثقة المتبادلة ، بتفعيل الاتحاد الافريقي تعاونا وتكاملا لمواجهة التحديات والمؤامرات التي تحاك ضد شعوب القارة بهدف النيل من سيادة دولها ، وهناك مواقف شاهدة على ذلك منها استهداف المحكمة الجنائية التي تركز على القارة وتغض الطرف عن الاخرين اي استهداف اكبر من ذلك ؟ ينبغي على الدول الافريقية ان تعمل مع بعض بروح التعاون والتكامل والالتفات الى ركب التنمية مع شركاء واصدقاء القارة المخلصين منهم على سبيل المثال جمهورية الصين الشعبية وروسيا الاتحادية . تهتم الحكومة السودانية من خلال الوضع السياسي العالمي الراهن من منطلق سياستها الخارجية المتزنة بتطوير علاقاتها مع جميع دول القارة مبنية على ميثاق الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي لانها تعلم ليس بمعزل من الاسرة الدولية واطارها الاقليمي الذي يمثله الاتحاد الافريقي وهو الوعاء الجامع لتفعيل العلاقات الثنائية المبنية على الاحترام المتبادل بين اعضائه ، من تنطلق رؤية السودان التي بنى عليها علاقاته وتطبيعها مع اقرانه من الدول الافريقية . الشاهد في ذلك ان علاقة الحكومة السودانية مع جميع دول القارة علاقة قوية تقوم على حسن الجوار مع جيرانها ، وعلى الاحترام المتبادل مع دول القارة جمعاء من اجل تحقيق التعاون والرفاهية عن طريق العمل المشترك الذي يحقق تلك الطموحات من بينها القضاء على ظاهرة الصراعات الاهلية التي تقودها بعض المجموعات المسلحة ضد حكوماتها ، ووجود مخرج مشترك من الديون الخارجية التي اثقلت كاهلها حتى اصبحت عائقا يعترض مسار التنمية المستدامة ، ومواجهة الامراض الفتاكة التي تمثل التحدي الاكبر والاخطر رؤية الحكومة السودانية هي ترقية المجال الصحي ووضع حد للامراض التي تهلك العنصر البشري هذا بالاضافة الى ظاهرة الجفاف ومشاكل تغيرات المناخ الذي اثر على البيئة كل هذه انعكست على حياة شعوب القارة كل هذا يمثل تحديا كبيرا لجميع اقطارها بان تتكاتف وتتعاون مع بعضها البعض عن طريق تطبيع العلاقات الثنائية التي تعتبر المحور الجامع لدرء هذه المشاكل وتحديات القارة وهذا لم يتحقق ما لم ترسخ العلاقات بين دولها وتقوم على اهداف وآضحة ذات مواقف قوية لمواجهة اي خطر يداهم استقرارها وامنها الذي اصبح وملزم للجميع .