- تكتسب الخارطة الثقافية أهميتها كونها أهم الأدوات التي تخدم حزمة من الأغراض الثقافية علي سبيل المثال حماية تنوع أشكال التعبير الثقافي والحفاظ علي التراث الثقافي المادي وغير المادي للبشرية خاصة بالنسبة لليونسكو ، كذلك تعتبر من أهم التقنيات التي تستخدم في بناء المجتمعات واستغلال موروثاتها الثقافية لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية . وتشتمل الخارطة الثقافية على سلسلة من التقنيات والأنشطة تتدرج من عملية جمع البيانات وإدارتها بمشاركة المجتمعات المحلية إلى التقنيات المتقدمة التي تستخدم نظم المعلومات وقواعد البيانات وتعتبر نظم المعلومات الجغرافية من أكثر التقنيات التي تستخدم لعمل الخريطة الثقافية . ويصف بروفيسور سيد حامد حريز الأمين العام لخارطة السودان الثقافية المشروع بأنه قومي متكامل وشامل شمول الثقافة حيث أنه يُعنى بالتراث والسكان والمجتمع واللغات والآداب والفنون والسياحة وغيرها..وعلى الرغم من استخدام كلمات خارطة إلا أنه يهدف في واقع الأمر إلى تأسيس أطلس قومي متكامل يتجه نحو الحاضر والمستقبل قدر ارتباطه بالماضي ، وطالما أن الثقافة شأن يومى متجدد ومستمر فسيظل الأطلس الثقافي على ذات النسق وبما ان الثقافة تتصل بالماضي والحاضر والمستقبل فسيظل الماضي حاضراً في مكونات الأطلس الثقافي الأمر الذي يعطي الثقافة السودانية بعداً وعمقاً تاريخياً يحق لنا أن نعتز به. ويقع مشروع خارطة السودان الثقافية في إطار اتفاقية اليونسكو لصون التراث الثقافي غير المادي لعام 2013م والتي صادق عليها السودان في عام 2008م. ومن جهة أخرى أوضح الأمين العام للجنة الوطنية السودانية لليونسكو الأستاذ عبد القادر محمد حسن ان وفد السودان الدائم بمنظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) برئاسة السفير المندوب الدائم نصر الدين والي قد نجح في الحصول على موافقة لجنة التراث الثقافي غير المادي على منح السودان مساعدة دولية ، وذلك من اجل جمع وتوثيق التراث غير المادي بولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان . وقد أهاب الأمين العام للجنة الوطنية السودانية لليونسكو لدى لقائه وزير الثقافة بحضور الأمين العام للخارطة الثقافية (الجهة المختصة بالأمر) إلى تحديد آلية محددة لمتابعة مراحل تنفيذ العقد الذي سيتم إبرامه بين حكومة السودان ومنظمة اليونسكو على ان يكون هناك إشراف تام من قبل وفد السودان الدائم لدى اليونسكو ، واللجنة الوطنية السودانية ، ووزارة الثقافة الاتحادية. إلي ذلك أشاد وزير الثقافة الأستاذ الطيب حسن بدوى بالجهود المبذولة في مشروع الخارطة الثقافية ، مؤكدا أهمية التنسيق مع اللجنة الوطنية السودانية لليونسكو. وأشار إلى إن مشروع الخارطة الثقافية من أولويات عمل الوزارة لتشكيل جزءا من المشاريع الثقافية الكبرى كمشروع الجنينة عاصمة للثقافة السودانية وكادوقلي عاصمة للتراث السوداني وسنار عاصمة للثقافة الإسلامية 2017م وأكد وزير الثقافة علي أهمية مشروع خارطة السودان الثقافية باعتبارها من المشاريع الثقافية الكبرى التي تشارك فيها كل ولايات السودان، موجهاً بترفيع الأمانة للجنة قومية عليا ، معلناَ اكتمال الترتيبات لبداية المشروع في عدد من ولايات السودان وأشاد بالجهود المبذولة من قبل الأمانة العامة للخارطة الثقافية واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو )بالسودان والجهات ذات الصلة . وأمن لقاء الوزير بالأمين العام للخارطة الثقافية علي تدريب الكوادر العاملة في مشروع الخارطة الثقافية كما ناقش التنسيق بين المنظمات ذات الصلة في توفير الدعم اللازم بالإضافة لعمل الخارطة في مشروعي كادوقلي عاصمة للتراث السوداني ومهرجان توثيق وتدوين التراث بمشروع الجنينة عاصمة للثقافة السودانية . وأشاد بدوى بالجهود التي تبذلها الأمانة موجها بدعمها وتسهيل مهامها مؤكدا اهتمام المركز والولايات بالدور الكبير الذي تضطلع به الخارطة الثقافية التي تعمل على تحديد التراث الثقافي للسودان وإدارته، والتعرف على حجم المخزون الثقافي للاستفادة منه في عمليات التخطيط ورتق النسيج الاجتماعي لتحقيق تطلعات المجموعات المختلفة والعمل على بناء القدرات وتدريب الكوادر لتأهيلها في مجال نظم المعلومات الجغرافية وكذلك جمع المادة الثقافية جمعاً علمياً موثقاً ، كما أكد دورها في العمل من خلال المشاريع الثقافية الكبرى التي تنتظم السودان كمشروع الجنينة عاصمة للثقافة السودانية وكادوقلي عاصمة للتراث السوداني 2014-2015م، وسنار عاصمة للثقافة الإسلامية 2017م . و تم تكوين لجان فرعية تتعلق بالبحث في مجالات قوائم الحصر، اللغات، الآثار، الأجناس الأدبية والفلكلور والإيقاعات.