كتب- سعيد الطيب تقوم مراكز التفكير او (خلايا التفكير) Think tanks دور كبير في رسم وصناعة السياسات في العالم خصوصًا في الولايات المتحدة ومثلها دولة الاحتلال (إسرائيل)، حيث غالبًا ما ترتبط الحكومات والوزارات وحتى الأحزاب والشخصيات السياسية بمراكز تتكون من باحثين ومتخصصين يقدمون المعلومات والإرشادات بشأن اتخاذ القرارات. وتكون غالبا هذه المراكز التى تنشئها الحكومات وأجهزة الاستخبارات تابعة لها بشكل ما، وبعضها الآخر مراكز خاصة يشكلها باحثون أغلبهم من السياسيين السابقين، وتقدم استشارات مدفوعة الأجر للحكومات والأحزاب والشخصيات، كما توفر بعض هذه المراكز بعض خدماتها وأبحاثها للجمهور سواء بشكل مدفوع أو بشكل مجاني. مؤخرا اطلقت جامعة بنسلفانيا خارطة لهذه المراكز في العالم شملت أكثر من 6000 مركز بحثي هي إجمالي المراكز البحثية في العالم، يُختار 300 منها فقط للتصفية النهائية، وجاء التوزيع الجغرافي للمراكز البحثية حول العالم حيث تصدرت الولايات المتحدة قائمة دول العالم من حيث مراكز الفكر بإجمالي (1830) مركزًا، تلتها الصين بإجمالي 429 مركزًا ثم بريطانيا (287)، وألمانيا (194) والهند (192) وفرنسا (177)، والأرجنتين (137) وروسيا (122)، واليابان (108)، وكندا (99). اما فى منطقة الشرق الأوسط فجاءت مصر في المرتبة الأولى والسابعة عشرة عالميًا (57) مركزًا، تلتها إسرائيل (56) مركزًا في المرتبة الثامنة عشرة عالميًا، ثم العراق (42) والأردن (40) وإيران (34) مركزًا. واحرزت المراكز الخمسة الأولى عالميًا معهد بروكنجز واشنطن حيث احتل المركز الأول بين مراكز الفكر في الولايات المتحدة والعالم، ويعد أحد أقدم هذه المراكز تأسيسًا حيث تأسس في عام 1916، وهو المركز الأكثر اقتباسًا في الإعلام الأمريكي والأكثر تأثيرًا في السياسات الأمريكية، ووجدت دراسة أعدها موقع U.S. News أن أكثر من 97% من تبرعات العاملين في "بروكينغز" بين عامي 2003 إلى 2010 ذهبت إلى الحزب الديمقراطي. واحرز المرتية الثانية معهد ( تشاتام هاوس) وهو المعهد الملكي للشؤون الدولية يقع مقره في بريطانيا، تأسس في عام 1919 بعد مؤتمر مدريد للسلام، يقوم المركز على شراكة بين قنوات الصحافة والمجتمع المدني والبحث ومنظمات غير حكومية ودبلوماسيين، ويتميز بعقد جلسات بحثية مغلقة يحضرها سياسيون أطرافٌ في مختلف القضايا توفر مادة ثرية لباحثيه، وله برنامج خاص بالشرق الأوسط ويقدم استشارات حكومية لدول الشرق الأوسط بشأن قضايا المنطقة. واحرزت المرتية الثالثة مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي ومقرها الرئيسي في واشنطن، وتأسست عام 1910، ولها خمسة أفرع في واشنطن وموسكو وبيروت وبكين وبروكسل، لتشكل قاعدة ضخمة من المعلومات والتقارير والأفكار التي تؤثر على السياسة الخارجية الأمريكية بشكل كبير. تم افتتاح فرع كارنيغي في الشرق الأوسط عام 2002، ويقع مقره في بيروت. واحرز المرتبة الرابعة مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن، ويتخصص بشكل كبير في الدراسات الأمنية والشؤون الدولية، تأسس في عام 1962، ويصف المركز نفسه بأنه "ثنائي الحزب"، أي يضم باحثين من الاتجاهين الديمقراطي والجمهوري، ضمن عدة اتجاهات أخرى، لتحمل في النهاية تنوعًا في الأفكار التي يقدمها لنواب الكونجرس وأعضاء الحكومة من الحزبين. اما المرتبة الخامسة فاحرزها مركز بروجل في بلجيكا، ويعد أحد أبرز مراكز أوروبا تأثيرا على متخذي القرارات، رغم أنه مركز حديث نسبيًا حيث تأسس عام 2005، ويهتم بشفافيته لأداء مهمته، وهي تحسين نوعية السياسة الاقتصادية مع مشاركة نتائج بحثه للتحليل والنقاش، ويضم من بين أعضائه الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي كواضعي السياسات إضافة إلى شركات ومؤسسات دولية. ويعتبر مركز بروكنجز، ومؤسسة كارنيجي للسلام الدولي ومركز الدراسات الإستراتيجية والدولية (CSIS) السابق الإشارة إليها.من ابرز المراكز فى امريكا اضافة الى مجلس العلاقات الخارجية (CFR) الذى تأسس عام 1921، ومقره في نيويورك، ولا يمكن تصنيفه أيديولوجيًا على أي من الحزبين الديمقراطي أوالجمهوري، ويعد أحد أكثر المراكز تأثيرًا في السياسة الخارجية والعلاقات الدولية في أمريكا، ويصدر عدة مطبوعات ويقدم استشارات للهيئات الحكومية والاستخباراتية الأمريكية. كذلك تعتبر مؤسسة ووردرو ويلسون الدولية للباحثين والتى يقع مقرها في واشنطنمن ابرز المراكز الامريكية وأطلق المركز على اسم الرئيس الأمريكي الأسبق ووردرو ويلسون، الذي كان الرئيس الأمريكي الوحيد الحاصل على شهادة الدكتوراه، ويعمل المركز على 9 برامج منها برنامج الشرق الأوسط الذي بدأ في عام 1998. من المراكز الاخرى الشهيرة والمؤثرة الاوروبية بالذات معهد ستكهولم الدولي لأبحاث السلام (SPIRI) والذى يقع مقره في السويد، وهو معهد مستقل يختص بشؤون التسليح والنزاعات المسلحة، تأسس المعهد عام 1966 ويقدم البيانات ويعمل على تحليلها واستخلاص التوصيات استنادًا إلى مصادر معلنة من سياسيين وباحثين ووسائل إعلام وآراء الجمهور. أنشئ المعهد بقرار من البرلمان السويدي ويحصل على منحة سنوية من الحكومة السويدية مع تبرعات من منظمات أخرى لتوسعة أنشطته، ومن أهم البيانات الصادرة من المعهد وثائق الميزانيات الخاصة بوزارة الدفاع والإنفاق العسكري العالمي. اما المعهد الولي للدراسات الإستراتيجية (IISS) ومقره في بريطانيا، فهو متخصص في مجال الأمن العالمي والصراعات العالمية. تأسس في عام 1958، ويتخصص بإصدار أبحاث حول التسليح والميزانيات والتوازنات العسكرية، وأبحاث نزع السلاح والحد من الأنشطة النووية. وفى المانيا ( الشفافية الدولية (TI) ) ويختص بالأبحاث في مجالات المال والاقتصاديات ومراقبة الانتخابات ومطابقتها لمعايير النزاهة والشفافية، تأسس رسميًا في عام 1993، وتتلخص أبحاثه في مجالات الشفافية ومحاربة الفساد. وفى فرنسا المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية الذى يعتبر المركز الرئيسي للبحوث والنقاشات المستقلة في فرنسا، وهو مخصّص لإجراء التحاليل حول القضايا الدولية. في العام 2011، كان المعهد وللسنة الرابعة على التوالي؛ المعهد الفرنسي الوحيد للبحوث الذي صُنف من بين مراكز البحوث الخمسين الأكثر تأثيرًا في العالم، تأسس عام 1979 ولا يتبع أي حزب سياسي، ويحصل على 70% من ميزانيته عبر القطاع الخاص. وفقًا للترتيب الذي أصدرته جامعة بنسلفانيا فقد جاء ترتيب مراكز الفكر في الشرق الأوسط كالتالي المركز الاول احرزه مركز كارنيجي بالشرق الأوسط ومقره في بيروت و تأسس في عام 2002، الباحثين على رأسهم يزيد صايغ، إضافة إلى عدد من الباحثين الزائرين وغير المقيمين.والمركز الثانى مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية ويقع في القاهرة وهو تابع لإحدى المؤسسات الحكومية، تأسس عام 1968 كمركز مختص في الصراع العربي الإسرائيلي، تم توسع نشاطه فيما بعد، وتحوي الهيئة العلمية للمركز أكثر من 35 باحثًا. اضافة الى مركز بروكنعز الدوحة و مركز الاقتصاد والعلاقات الخارجية (EDAM)ويقع في تركيا .. والمراتب من السادس إلى العاشر فيحتلها على الترتيب، مركز الجزيرة للدراسات (قطر)، ومؤسسة الدراسات الاجتماعية والاقتصادية (تركيا)، ومركز الخليج للأبحاث (السعودية)، ومركز (بيجن - السادات) للدراسات الإستراتيجية ، ومركز الدراسات الإستراتيجية الأردن). وبين اعداد الدراسات الفكرية والسياسية والايدولوجية والرصد والتحليل والتقييم تقوم المراكز التى ذكرناها اعلاه بتقديم (وقود) ذهنى مهم لمتخذى القرار فى كل دول العالم واحيانا تقدم خدمات (استعمارية) للقوى الكبرى وتصبح اعينهم وعقلهم تخطيطا لمستقبل مظلم لكل شعوب العالم المستضعفة .