- تعتبر مصفاة الخرطوم للنفط بالجيلي واحدة من المنشئات الاستراتيجية المنوط بها توفير المشتقات النفطية المختلفة بدرجة عالية من الجودة والكفاءة بالبلاد وهى إحدى ثمار التعاون السودانى الصينى فى المجال النفطي من خلال شراكة ناجحة بين وزارة النفط والغاز وشركة cnpc الصينية. وتتكون المصفاة التى انشات فى العام 2000م من جزئين رئيسين الاول مصمم لتكرير 50 ألف برميل في اليوم من خام النيل والثانية انشات فى العام 2006 وهى مصممة لانتاج 40 الف برميل من خام الفولة. ووفقا للمهندس على عبد الرحمن نائب المدير العام للمصفاة فان رسالة المصفاة تهدف لتوفير المشتقات النفطية لتلبية الاستهلاك المحلى الذي يشهد تزايدا مضطردا مشيرا فى افادته ( لسونا ) الى ان الفترة من 2007 الى 2014 قد شهدت زيادة فى نسبة الاستيراد مبينا ان كل برميل نفط يعطي نسبة 45 فى المائة من الجازولين و30 فى المائة من البنزين و9 فى المائة من غاز الطهي و6 فى المائة من غاز الطائرات و5 فى المائة من الفحم البترولي بالاضافة الى 5 فى المائة من وقود الزيت. وكشف نائب المدير العام عن دراسة جاهزة لاضافة قسم ثالث لانتاج 50 الف برميل فى اليوم من خام دار بتكلفة قدرها مليارو700 مليون دولار تم عرضها لرئاسة الجمهورية اثناء زيارة النائب الاول للرئيس للمصفاة مؤخرا لتمويلها بجانب ثلاثة مشروعات صغيرة بتكلفة 100مليون دولار مشيرا الى ان المصفاة الجديدة ستوفر استهلاك البلاد من المشتقات دون الحاجة الى الاستيراد حيث وعد الفريق أول ركن بكرى حسن صالح بدراسة احتياجات المصفاة ثم التقرير بشانها موجها فى الوقت نفسه بالاسراع فى توفير احتياجات المواطن خاصة من سلعة الغاز. وتخضع المصفاة وفقا لتصميمها لعمليات صيانة دورية كل سنتين للاولى وكل ثلاثة سنوات للثانية حيث اكتملت عمليات الصيانه لهذا ا العام الاسبوع الماضى والتى استغرقت 52 يوما وبدات التشغيل التجريبى الذى ينتهى منتصف الاسبوع الحالى ايذانا ببدء الانتاج. واوضح المهندس على عبد الرحمن ان تكلفة صيانة المصفاة لهذا العام قد بلغت 35 مليون دولار متضمنة قطع الغيار والتزامات المقاولين حيث شاركت فيها5 شركات صينية و800 عامل ومهندس من الصين والسودان وان الصيانة سترفع الانتاج بنسبة 20 فى المائة منوها الى ان انتاج الغاز سيرتفع من 850 طن الى900طن والبنزين من 3200طن الى 3550طن والجازولين من4600 الى 5200طن فى اليوم . وبرزت خلال الزيارة العديد من التحديات التى تواجه المصفاة فى مسيرتها التى امتدت لاكثر من 15 عاما حصرها نائب المدير العام فى شح العملة الاجنبية وعدم توفرها ، الحصار الاقتصادى والمقاطعة المفروضة على البلاد، مديونية المصفاة والتزاماتها تجاه الجانب الصيني حيث وجه النائب الاول لرئيس الجمهورية كل من وزارة المالية وبنك السودان بحل هذه المشكلات من واقع اهمية المرفق ودوره المتعاظم فى توفير المشتقات النفطية بالبلاد وعلى راسها غاز الطبخ الذى شهد نفصا حادا هذه الايام جراء خروج المصفاة عن العمل اثناء الصيانة. ومن هنا تبرز اهمية وجود مستودعات استراتيجية ضخمة لتخزين المشتقات النفطية اثناء توقف المصفاة لمنع تكرر ازمة الغاز سنويا كما نادى البعض بضرورة فتح المجال امام القطاع الخاص لاستيراد الغاز اسوة بالمحروقات الاخرى وان الكرة الان فى ملعب وزارة النفط والغاز المنوط بها تامين وصول الامدادات النفطية بالبلاد.