سونا) - تتوقع وزارة السياحة أن يرتفع عدد السياح الذين تجذبهم المزارات والوجهات السياحية بالبلاد هذا العام حوالي مليون سائح وتقول الوزارة أن أولويات أستراتيجيتها هي الترويج والاعلان عن مقومات السياحة السودانية وتأسيس بنيات تحتية لخدمتها أهمها الطرق. وقد بلغ السياح الذين زاروا السودان العام المنصرم 2015 حوالى 741 ألف سائح بنسبة زيادة بلغت 7.7% عن عام 2014. انفقوا خلالها أكثر من 930 مليون دولار دافعين النمو في هذا القطاع إلى نسبة 6.5%. واتفق مؤخرا كل من السودان والمنظمة العالمية للسياحة على جدولة متأخرات رسوم إشتراك السودان للمنظمة لمدة تقارب الثلاثين عام، حرم ومنع منها السودان من كثير من الإمتيازات والخدمات التي توفرها المنظمة. وتفاءل وزير السياحة والآثار والحياة البرية محمد مصطفي ابو زيد ، بأن تؤدي أستفادة السودان من خدمات المنظمة إلى زيادة الترويج السياحي للمقومات السياحية والنشاط السياحي في البلاد. وقال إن من اولويات وزارته واهدافها الإستراتيجية الترويج والكشف عن مقومات السياحة في السودان عالميا ومحليا، وربط المناطق السياحية بالسكة الحديد أهمها تنفيذ طرق برية جديدة في كل من سنار وحظيرة الدندر خلال هذا العام. وكذلك تسهيل وتخفيض الاعباء الضريبية والرسوم . وتوضح المسئولة بإدارة المشروعات بالوزارة ميمونة الشفيع، إن الأشتراك السنوي للمنظمة العالمية للسياحة يبلغ 28 ألف دولار، تقدم المنظمة من خلاله العديد من الخدمات للدول المشتركة في عضويتها، أهمها دراسات تتعلق بالمسح السياحي وتنمية المجتمعات المحلية بالمناطق السياحية لتعظيم نفع هذه المناطق وسكانها اقتصاديا . إضافة إلى الترويج والاعلان السياحي للمزارات والمقومات السياحية في البلد المعني وتدريب كامل للموظفين في المؤسسات السياحية والعاملين في هذا المضمار في مجال الدراسات الاكاديمية ورفع القدرات. وذكرت أن الوزارة تعمل الان مع المنظمة على تنفيذ مشروع تحديث دراسات المسح السياحي في السودان. وبحسب المنظمة العالمية للسياحة فأن عدد السياح الأجانب الذين زاروا منطقة الشرق الأوسط خلال 2014م زاد بنسبة 4%، وفي منطقة شمال أفريقيا بنسبة0.1% وتوقعت المنظمة نمو القطاع في الشرق الأوسط العام الجاري بنسبة ما بين 2% و5% واستقبال المنطقة العربية لحوالي 195 مليون سائح بحلول عام 2030م، وهو ما يزيد 3 مرات على العدد الحالي للسياح. وأوضحت المنظمة ومقرها العاصمة الإسبانية مدريد، أن هذا الارتفاع المرتقب ستستفيد منه الوجهات السياحية العربية المعروفة إضافة إلى الوجهات الصاعدة. وكان عالم الآثار السويسري شارلي بونيه، قد ذكر في محاضرة له الأسبوع الماضي هنا في الخرطوم، إن حضارة السودان متنوعة وتعد من أعرق واهم الحضارات في العالم ، كما لديه تاريخ مهم وعريق جدير بالدراسة والبحث والتحليل. ووصف بونيه وهو أيضا نائبا لرئيس البعثة السويسرية الفرنسية السودانية المشتركة اكتشافات البعثة الأخيرة في السودان، بأنها "استثنائية ورائعة". وذكر إن أهم اكتشافات البعثة، تتمثل في قصر دوكي قيل / وتعنى بالغة النوبية التل الاحمر/، والدفوفة / وتعنى القلعة/ حيث كان تشييد المباني بطراز معماري متطور، ونوع يعد من أجود أنواع السيراميك في العالم، مبينًا أن القصر الموجود في دوكي قيل، لا يوجد له شبيه إلا الذي اكتشف في يوغندا في القرن الماضي. وقال إن السودان بلد شاسع ومتعدد الحضارات والثقافات وأنهم اكتشفوا مدينتين أثريتين في كرمة، الأولى عاصمة للنوبة، والثانية تحمل طابعًا دوليًا قبل عامين. وقال إن السودان يتطلب جهوداً كبيرة وعملاً متكاملاً للتنقيب عن آثاره. وتمنى أن تعي الأجيال الحالية والقادمة عظمة وأهمية الحضارة السودانية وأسهامها في الحضارة البشرية، فتنقب عن الآثار في مختلف أرجائه، لأن "هناك ممالك قابعة تحت أراضيه." وأعرب عن أمله في اتخاذ التدابير اللازمة، لتأمين وحماية المناطق الأثرية، قبل فتحها للسياح، للتعريف بحضارة السودان منذ القدم، والاستفادة من عوائد السياحة أيضاً.