وسطية الاسلام وانه دين السلام والمبادئ القويمة تظهرها وسطية اهل السودان ، فالسودان عرف وعبر القرون بسماحة اهله وتفرد صفاتهم التى هى مجامع قيم ربانية حملتها الاديان السماوية الى ارضهم واختتمت بالاسلام الذى دخل بلادهم سلما لا حربا عبر تجار أموا السودان من ارض الحجاز ومصر واثروا فى اهله بسمو اخلاقهم التى حمولها فى معاملاتهم وسط قاطنية من مختلف القبائل وفى كل البقاع . للطرق الصوفية التى تنتهج الحكمة والاعتدال فى دعوتها الى الله دور كبير فى دخول الاسلام للسودان بالحسنى بل وثباته بين اهله فقد لعب شيوخها ورجالاتها ادوارا جليلة فى محبة اهل السودان للدين الخاتم بل ودخلوا فيه افواجا فلهذة الطرق اسلوبها ووسائلها فى الدعوة الى الله والتعبير عن محبة نبيه محمد صلى الله عليه واله وسلم و التصوف له القدح المعلى فى انتشار الاسلام بالسودان وحفظه ،كما اسهم فى الوسطية التى يعيشها اهله وقيم مجتمعه التى روحها حقيقة الاسلام ومعانيهم . الطريقة السمانية بالسودان احد هذة الطرق التى لعبت دورا كبيرا فى هذة الوسطية فقد اكد الخليفة عبد الرحيم محمد صالح خليفة بالسودان ان التصوف يعد الوجه الحقيقي للسودان وانه يمثل الوسطية التى عرف بها اهله مثمنا الدور الكبير للطرق الصوفية في توحيد الامة ،مؤكدا دورعلماء الدين الاسلامى فى خلق الوحدة بين ابناء الامة وحل القضايا والتحديات التى تواجهها بروح تتسم بالحداثة ومواكبة للمستجدات. واضاف الخليفة عبد الرحيم خلال حديثه فى منبر /سونا / والذى جاء بمناسبة الذكرى المئوية الثانية للشيخ احمد الطيب البشير ان الاحتفال والذى سيكون عبر برامج ثرة وحافلة تمتد لمدة عام كامل وبمشاركة كافة احباب ومريدى الطريقة والطرق الصوفية جميعها بالبلاد وخارجها وبدعم ورعاية الدولة سيكون له دور فى توحيد الطرق الصوفية بالسودان مبينا أن الشيخ البشير عمق فهمه للاسلام وعالمية الدعوة والتى كان يحمل شعار وحدتها بين ابناء الطرق حيث غرس في نفوس ابنائه ومريديه ومحبيه اكرام وتقدير ومحبة كل مشايخ الطرق الصوفية . وقال الشيخ عبد الرحيم ان الهدف من احياء الذكرى هو تحقيق روح ومبادئ الاسلام فى حياة الناس فجميع اهل الطرق الصوفية ينتمون لرجال عرفوا بالعلم قدوتهم الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم وصحابته الكرام مضيفا ان برامج الاحتفال توثق لسيرة رجال مضوا لتعم الفائدة من ارثهم اجيال باقية الان وقادمة ، الشيخ محمد الشيخ حمد النيل العركى نائب رئيس المجس الاعلى للتصوف قال ان التصوف فلسفة روحية سلوكية تنظم حركة العبادة وهو المعرفة بالله ويعنى التصوف ايضا الحكمة. وثمن الشيخ محمد حمد النيل العركى دور الطريقة السمانية فى نشر العلم واثراء الحياة الدينية والثقافية بالبلاد عبر ضروب اللغة والشعر والادب . الشيخ الاستاذ مجاهد الطيب العباسى مدير برامج الاحتفالية فى منبر (سونا ) اليوم أن الاحتفال بالذكرى المئوية الثانية للشيخ احمد الطيب البشير مناسبة للتعريف به وبدوره فى احياء الدين بالبلاد قائلا ان دعوته جاءت فى وقت شهد اضمحلال في الوعي الديني وضعفاً فى الاهتمام بالعلم والثقافة مضيفا ان الاحتفالية ايضا تأتى فى وضع اقليمى دقيق يشهد فيه الاسلام الصاق تهمة الارهاب به مؤكدا ان التصوف يمثل وسطية الاسلام الحقة فالواقع يشهد ان التصوف يسهم فى اعادة تشكيل الوجدان وهو علم سلوك يهذبه ويحسن الاخلاق واكد العباسى ان اهل السودان عرفوا وعبر تاريخهم الطويل بمحبة آل بيت النبوة وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويشهد تاريخ السودان على جهاد اهله المستمر ومجاهداتهم لاعلاء كلمة لا اله الا الله محمد رسول الله والتى قال العباسى انها كلمة عاصمة من دخول النار وكافية لدخول من قالها الجنة داعيا الجميع للتوحد حولها ونبذ الفرقة والتعصب مضيفا ان سيرة رسولنا الاكرم تؤكد حسن ومكارم اخلاقه مشيرا الى انه كيف التف صحابته حوله مناصرين له حول هذة الراية . يشار الى ان الاحتفال بالذكرى المئوية الثانية الشيخ احمد الطيب البشير الذى ولد فى ا لعام 1155 هجرية وتوفى فى 1239 هجرية وبحسب مجاهد العباسى ستكون عبارة عن معرض لكتاب دائم ومكتبة ثرة ولمدة عام كامل يتناول الباحثون التصوف وعلومه ويشهد ايضا لقاءات اهل التصوف وتفاكرهم كما تضئ منارات الطريقة بالسودان حتى تختتم الاحتفالية فى ام مرحى فى السابع والعشرين من شهر رجب العام القادم .