- تستضيف الخرطوم ، المؤتمر العربي الثالث للاستثمار الزراعي، الذي تنظمه الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي، خلال يومي 27 و28 فبراير المقبل، وذلك تحت شعار "غذاؤنا مسئوليتنا"، برعاية المشير البشير. وقال رئيس الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي محمد عبيد المزروعي، إن تنظيم المؤتمر يأتي انطلاقا من رؤية الهيئة لتعزيز الأمن الغذائي العربي، ودورها في حشد أصحاب المصلحة في المنطقة للاطلاع على الفرص الاستثمارية الواعدة والتحديات في القطاع الزراعي . ولفت إلى أن المؤتمر يعقد بالسودان نظرا لما يتمتع به من فرص إستثمارية زراعية واعدة وإستجابة لمبادرة الأمن الغذائي التي أطلقها الرئيس البشير، كما أنه البلد المضيف لمقر الهيئة الرئيسي منذ عام 1976 وبه أكثر من 60% من حجم استثماراتها الزراعية . وابان المزروعي عن إكتمال الترتيبات لإنطلاقة فعاليات المؤتمر في السابع والعشرين من الشهر الجاري ينهي فعالياته في الثامن والعشرين من ذات الشهر ، مؤكدا أن الأمن الغذائي العربي بات يواجه تحدياً حقيقياً في الآونة الأخيرة نظراً لتفاقم مشكلات المناخ والبيئة، وضعف الاستثمار المحلي للموارد المتاحة مشيراً إلى أهمية هذا المؤتمر في بحث أهم المشكلات التي يواجهها القطاع الزراعي في الوطن العربي، ولاسيما فيما يتعلق بالاستثمار والجوانب التشريعية والبنيات التحتية والاستغلال الكامل للموارد الزراعية. وقال إنّ الهيئة العربية للإستثمار والإنماء الزراعي تأخذ على عاتقها النهوض بالقطاع الزراعي من خلال دعم الجهات المعنية بالاستثمار الزراعي في الدول العربية، وتقديم المساعدة للمستثمرين وأصحاب الرساميل وإطلاعهم على أفضل الفرص الإستثمارية في مجال التصنيع الغذائي، كما تقوم الهيئة بدعم مؤسسات البحث العلمي المعنية بتحسين المحاصيل وتطوير التقنيات الزراعية ودعم الجهود المبذولة في مجال تحقيق الأمن الغذائي. وناشد المزروعي الحكومات العربية على تهيئة مناخ مناسب للإستثمار الزراعي وتوفير البنيات التحتية وتسهيل الإجراءات وتقديم الإمتيازات للمستثمرين في القطاع الزراعي مؤكداً على أهمية أن يقود القطاع الخاص عجلة التنمية الزراعية، وتوسيع آفاق التبادل التجاري البيني بين الدول العربية في مجال المنتجات الزراعية والغذائية ومستلزمات إنتاجها، مشيرا الى أنّ المؤتمر العربي الثالث للاستثمار الزراعي يهدف إلى استكشاف فرص الاستثمار الزراعي والغذائي في الدول العربية والاستفادة منها، وتعزيز جهود الدول العربية في جذب رؤوس الأموال العربية والأجنبية للاستثمار في القطاع الزراعي . ويشارك في المؤتمر على المستوى الوطني حسب ماجاء في المؤتمر الصحفي الذي عقدته الهيئة صباح أمس بفندق السلام روتانا عدد من من الوزارات المعنية ، المالية، الاستثمار، الزراعة ، الغابات، الموارد المائية والري والكهرباء، الصناعة والثروة الحيوانية والسمكية والمراعي، وممثلي اتحادات المزارعين والاقتصاديين، ومجموعة كبيرة من الباحثين والمهتمين بالقطاع الزراعي . وعلى المستويين الإقليمي تشارك عدد من المنظمات العربية منها شريك الاستثمار الحصري شركة جنان للإستثمار الإماراتية ، المصرف العربي للتنمية الاقتصادية ، وعدد من كبار المسؤولين من الحكومات العربية، ونخبة من رجال الأعمال والمستثمرين في المجال الزراعي العربي أما على المستوى العالمي ستشارك منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو"، ومنظمة التنمية الصناعية للأمم المتحدة " يونيدو "، إضافة إلى الرعاة الماسيين . ودعا رئيس شركة جنان الزراعية الاماراتية الخاصة إلى اتخاذ الخرطوم عاصمة للغذاء العربي وقال في المؤتمر الصحفي أمس إن السودان هو الحل الوحيد لتحديات الغذاء في المنطقة العربية. ويجب أن يكون دعمه مسئوليتنا جميعا . وأضاف رئيس الشركة محمد العتيبة في حديث له في المؤتمر الصحفي الذي عقدته الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي أمس ، إن إمكانات السودان الزراعية وموارده تحتم هذا الاختيار، وذكر إنهم سيطالبون في المؤتمر المزمع عقده يومي 27-28-فبراير الجاري بالخرطوم بتأسيس صندوقيين ماليين استراتيجيين. أحدهما لحل جميع المعوقات التي تحيط بالعمل الزراعي في السودان من بني تحتية وطرق ومواني ومطارات وطاقة، والثاني لتمويل المشاريع الزراعية الكبيرة والهامة ، وقال إن مشاركة شركتهم في المؤتمر العربي الثالث تأتي إيمانا بأهمية مشاركة القطاع الخاص في تحقيق الأمن الغذائي عن طريق الإستثمار في المجال الزراعي النباتي والحيواني وقد أنشأت شركة جنان في العام 2005 بأبو ظبي بهدف العمل على المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي عن طريق الاستثمار في المجال الزراعي النباتي والحيواني . وطورت لاحقا شراكة استراتيجية مع حكومة أبو ظبي. وفي عام 2015م وقعت على وثيقة تحالف الأمن الغذائي في أبو ظبي الذي يضم جهات حكومية وشركات زراعية كبرى وإمتدت مشروعاتها لتشمل السودان ومصر والولايات المتحدة وأسبانيا. وتفيد ( سونا )ان مبادرة السيد رئيس الجمهورية تهدف الى إلى تعزيز الأمن الغذائي العربي، من خلال توفير مخزون استراتيجي آمن من السلع الغذائية الإستراتيجية يحول دون نشوء أزمات غذائية مستقبلية، بالإضافة إلى الحفاظ على استقرار أسعار المواد الغذائية بصفة مستدامة. و ترتكز عناصرها على أن يقوم رأس المال العربي بدعم البنى التحتية للمشروعات التي تتعلق بالمبادرة، ويوفر السودان الأراضي والمياه. تتضمن المبادرةالتركيز على قيام المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمشروعات الكبيرة، التي تستهدف الفجوات الغذائية المهمة التي تستقطب الشراكات مع الدول والقطاع الخاص، و التأكيد على دور الشركات العربية في تنمية المجتمعات التي تقوم فيها حتى تكون شريكا ومساهما أساسيا في التنمية الشاملة ، كما تتضمن المبادرة توحيد التشريعات القانونية في مجال الاستثمار في الدول العربية التي تسهم في جذب المستثمرين والعمل على تكوين قاعدة معلومات استثمارية موحدة واستقرار سعر الصرف، إضافة للاستفادة من التجارب الاستثمارية الناجحة ومعالجة العقبات التي تواجه الاختلاف في التشريعات القانونية بين الدول العربية . كذلك إزالة المعوقات التي تواجه التجارة العربية البينية في المنتجات الزراعية والغذائية في إطار منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، وذلك نظرا لأهمية التجارة الإقليمية في الحد من الأزمات الغذائية وتداعيات تقلبات الأسعار، مع تشجيع إنشاء شركات للنقل البري والبحري لتعزيز التجارة البينية في المنتجات الزراعية وتخفيض تكاليف النقل وتعزيز الكفاءة الاقتصادية والتجارية بين الدول العربية ..
