- تم اختيار الولاية الشمالية أول وجهة ومقصد سياحي يزوره أصحاب مبادرة السودان أصل الحضارة الذي يضم مجموعة مقدرة من الإعلاميين ، وتم اختيار الولاية الشمالية لأنها أرض الحضارات ، وتنوع المقومات السياحية فيها . ويُعد نهر النيل محور حياة للإنسان فيها ، كما يشكل اكتمال بناء شبكة من الطرق والبنيات التحتية مثل الاتصالات والمطارات عناصر جذب للسواح إلى المنطقة. وينظم مجموعة من الإعلاميين في إطار مبادرة السودان أصل الحضارة رحلة للولاية الشمالية يوم الخميس القادم تحت رعاية وزير السياحة والآثار والحياة البرية د. محمد أبو زيد وتستغرق ثلاثة أيام تشمل المناطق السياحية والأثرية في الولاية الشمالية التي قامت فيها أول دولة منظمة في كرمه (2599-1500 ق/م) . الدكتور الصادق عبد الله عبد الرسول مدير الإدارة العامة للسياحة في الولاية الشمالية أكد على توفر البنيات التحتية من كباري وجسور في الولاية، وقال إن هناك كبري الصداقة الذي يربط بين مروي وكريمة ، وكبري السليم -دنقلا ، كبري الدبة -أرقي . وأشار إلى أنه من السهل الدخول للولاية عبر عدد من المداخل الجوية والبرية، مشيراً إلى مطارات دنقلا ووادي حلفا ومروي وعدد من الطرق البرية القارية والمعابر التي تربط السودان مع دول الجوار ومهبط الدبة وجزيرة صاي وصلب . ويعتبر الاستقرار الأمني والسياسي وانخفاض معدلات الجريمة وتنوع الموارد الطبيعية والمعدنية والاتصال الحدودي مع مصر وليبيا عاملا مهما لحركة النشاط السياحي في الولاية. وقال الصادق يوجد تواصل حضاري إنساني في الولاية نتج عنه تراكم ثقافي اكتسب أهمية عالمية تم تسجيل جزء منها في لجنة التراث العالمي في اليونسكو وهي (البركل ، الكرو ، نوري ، الزومة ،صنم ). وقدم استعراضا للمواقع الأثرية التي تتمتع بها الولاية من خلال ورقة عمل قدمها لورشة تطوير قطاع السياحة بالولايات الخمس: (الخرطوم، البحر الأحمر، الشمالية، سنار، نهر النيل) عقدت مؤخرا بفندق السلام روتانا، وتتمثل المواقع في جبل البركل الذي يشكل رمزا دينيا مقدسا خلال فترة الممالك ومملكتي نبته (750-568)ومروي (568-350)، ويُعتبر مقرا لتتويج الملوك ويضم معبد موت الذي يعد من أقدم المعابد بجانب صلب جنوب وادي حلفا و التي بها معبد ضخم من الحجر الرملي شيده امينوفيس و به مسلة للملك تهارقا بالإضافة إلى دنقلا العجوز التي تقع على بعد 105كلم متر جنوبدنقلا ويوجد بها آثار كنيسة وقلعة وعدد من الأديرة وبها مسجد عبد الله بن أبي السرح وهو أول مسجد أثري شيد في السودان . ومن المشاريع السياحية التي تتمتع بها الولاية مشروع السياحة النيلية من كرمة إلى كريمة وهو من أحد المشاريع الرائدة والمنتجعات العلاجية التي تتوفر في حمامات عكاشة في جنوب وادي حلفا والتي تتميز بمياهها الساخنة ومنطقة البعقوب شمال غرب مدينة دنقلا التي تُعتبر من أهم المنتجعات الطبيعية في الولاية، كما تتميز الولاية بتعدد أنواع نادرة من الحيوانات البرية لوقوعها في نطاق الإقليم الصحراوي حيث توجد بها أول محمية صحراوية في السودان محمية (وادي هور) ويمتد شمال دارفور وشمال كردفان والولاية الشمالية وهذه المحمية بها الغزلان والضباع وصقور الصيد (الشاهين ) وأنواع مختلفة من الثعابين والحبارة والقطا والأوز. النيل الذي يتميز بطول شواطئه ميز الولاية وبه عدد من البحيرات والجزر إضافة إلى وجود الشلال الثالث مما يجعله مقصدا سياحيا لصيد الأسماك والرياضة المائية . وتتميز الولاية بالسياحة الصحراوية تتمثل في الكثبان الرملية وتمتد من غرب مدينة دنقلا وفي منطقة العفاض وشمال غرب الولاية وموقع واحة سليم الذي يقع وسط الصحراء وغرب مدينة عبري . ويؤكد الصادق على أهمية تهيئة البنى التحتية اللازمة للعمل السياحي والاهتمام بالمقومات والإمكانات السياحية وتأهيلها لأنها من شروط نجاح السياحة، وعدد الميزات التي تتمتع بها الولاية والمواقع الأثرية بها . ونجد أن الولاية بها العديد من المناطق السياحية الجاذبة للباحثين عن الجمال والمعرفة فالتباين المناخي، وتوفر المقومات الطبيعية للسياحة العلاجية في السودان ووفرة العيون المعدنية الكبريتية والشمس المشرقة كلها تعمل على الجذب السياحي . وتعد الينابيع الطبيعية عامل جذب قوي للسياحة العلاجية في كثير من مناطق العالم فالظروف البيئية والتضاريس تعطي الينابيع خصائص كيميائية استشفائية علاجية بما تكتسبه من مواد كبريتية وأملاح معدنية مختلفة خلال مرورها عبر الصخور . وتضم الولاية الشمالية العديد من المواقع التأريخية والأثرية وتعتبر جاذبا مهما للسياح والباحثين في مجال التأريخ والحضارات القديمة وهنالك العديد من المواقع الأثرية المهمة بالولاية منها، و من أميزها حضارة كرمة وتعتبر الجذور الحقيقية التي شكلت هوية الأمة السودانية، إذ كانت حضارة سودانية إفريقية ضاربة الجذور واسعة السلطان تمكن ملوكها من الحفاظ على سلطتهم قرابة الألف عام وامتدت حدودها جنوبا حتى الشلال الرابع وشمالا إلى منطقة وادي حلفا ، كما اشتهرت حضارة مملكة كرمة باستخدام كافة الفنون العسكرية إلى جانب شهرتها في مجال الصناعة خاصة صناعة الفخار إضافة لازدهار صناعة البرونز والحديد، كما عرفت كرمة صناعة الطوب الأحمر، وهم أول من استخدم العنقريب، وبقي من آثار هذه الحضارة موقعا الدفوفة الغربية والشرقية بمدينة كرمة الحالية. وجزيرة صاي التي تقع على بعد (230 كلم شمال مدينة دنقلا)، وتحتوي أرض هذه الجزيرة على آثار تؤرخ لمعظم العصور التأريخية بدءاً بعصور ما قبل التأريخ. كما نرى فيها المعابد وتوجد بها أدلة أثرية أخرى تؤرخ لفترات حضارة كرمة ، نبتة ، مروي، الفترة المسيحية والمواقع الإسلامية التي تتمثل في المباني العثمانية، لذا تعتبر الجزيرة موقعا أثريا و تأريخيا مهما . و من أهم المناطق السياحية والعلاجية التي تتمتع بها الولاية الشمالية حمام عكاشة ذو الشهرة الواسعة و يقع جنوب وادي حلفا على الضفة الغربية للنيل وهو عبارة عن نبع يضخ مياهاً دافئة مالحة كبريتية طبيعية جوفية وتنحدر نحو النيل من المرتفعات الغربية ويسهم في علاج أمراض الرطوبة ، الروماتيزم والأمراض الجلدية ، وهو مقصد الراغبين في العلاج من أمراض مختلفة أهمها الروماتيزم الذي كان يعالج بطرق بدائية منها إحاطة جسم المريض برمال الصحراء الساخنة. كما أن أشعة الشمس على مدار العام مع جفاف الجو يكونان مناخًا مثاليًا لعلاج أمراض الروماتيزم مثل الالتهاب الشعبي و الربو و التهاب الكلى المزمنة ، ويوجد بحمام عكاشة مكان للعلاج بالرمال والمياه. ويبدأ موسم الحمام عند بداية فيضان النيل وقبل بداية زراعة الذرة وفي هذا الوقت ترتفع الحرارة والناس يحتاجون إلى ما يروحون به عن أنفسهم وارتفاع الحرارة يزيد تدفق العرق من الجسم وهو ما يناسب التداوي بالحمام وفي كل نجعة ببلاد النوبة حد من حجر فإذا غطى الفيضان هذا الحجر فهذا دليل على أنه غطى الحمام أيضاً وهو يسمى حجر الحمام ويأتي المصطافون من السكوت والمحس ودنقلاوحلفا والنوبة المصرية وأحياناً من أواسط السودان .