تقرير :سمية عبد النبي يحظي السودان بموقع جغرافي متميز في وسط وشمال افريقيا اتاح له ان يربطها باسيا واروبا وان يكون جسرا بين شمال ووسط وشرق وجنوب افريقيا ...ومن خلال هذا التمييز الجغراف تستطيع اي استثمارات كبيرة ان تنتقل من الخرطوم الي العواصم الافريقية المجاورة بسرعة وباقل تكلفة اقتصادية .حاليا تنتظر الاوساط الاقتصادية توسع الشركات بين الخرطوموتونس في مجال التصنيع الدوائي وفي هذا الاطار يزور الخرطوم هذه الايام وفد تونسي لبحث اوجه التعاون الصحي بين السودان وتونس خاصة المتعلقة بالتصنيع الدوائي وتدريب الكوادر الصحية في البلدين والإستثمار في مجال السياحة العلاجية . بحثت وزارة الصحة الاتحادية مع الوفد التونسي الزائر برئاسة دكتور رضا شرف الدين رئيس كتلة الأغلبية بالبرلمان التونسي ورئيس مجلس إدارة معامل "يونميد" للصناعات الدوائية التونسية المتخصصة في مجال الحقن والمحاليل الوريدية وقطرات العيون الترتيبات الجارية لتشغيل مصنع الزهراء للمحاليل الوريدية كثمرة تعاون بين جمهورية تونس والقوات المسلحة السودانية حيث أبدت وزارة الصحة الإتحادية موافقتها علي تشغيل المصنع ليسهم في دعم الصناعة الوطنية وتحقيق الوفرة الدوائية وتشجيع التعاون والإستثمار بين السودان وتونس وأكدت دكتورة مها محمد مديرة الادارة العامة للتصنيع الوطني بالمجلس القومي للادوية والسموم اكدت علي ان انشاء مصنع المحاليل الوريدية الذى يبحث سبل انشائه رئيس مجلس إدارة معامل "يونميد" للصناعات الدوائية التونسية المتخصصة في مجال الحقن والمحاليل الوريدية وقطرات العيون د. رضا شرف الدين بشراكة مع صندوق الخدمات الطبية بالقوات المسلحة السودانية ،ياتي في اطار انفاذ برنامج التصنيع التعاقدي وهو أحد الأهداف الإستراتيجية للخطة الوطنية لتطوير الصناعة الدوائية بالبلاد. واضافت مها ان اهداف الاستراتيجية للخطة الوطنية لتطوير الصناعة الدوائية بالبلاد تهدف ايضا للإسراع بتطوير صناعة الأدوية والتوسع الأفقي والرأسي فيها والإستفادة القصوى من الطاقة الإنتاجية المتاحة لتحقيق الإكتفاء الذاتي من الأدوية والمستلزمات الطبية اضافة الى ضرورة جذب شركات الأدوية العالمية للاستثمار من خلال تصنيع منتجاتها بالسودان . واشار دكتور عمر الشيخ رئيس مجلس ادارة اوماب للانشطة المتعددة الى ان الشراكة مع مجموعة معمل يونميد تعتبر استراتيجية، واضاف قائلا نعتبر هذه اللحظة تاريخية ومهمة في تاريخ الصناعات الدوائية في السودان وتاتي في اطار توطين الصناعة الدوائية بالبلاد ،وزاد ان الاستراتيجية العامة للدولة تهدف اولا لتوفير الدواء لكل محتاج ، ثانيا توطين صناعة الدواء داخل البلاد باعتبار ان الدواء جزء من الاعباء على الدولة بسبب اتساع الاستيراد في هذه الفترة ، وتابع د. عمر مازلنا في السودان نستورد اكثر من (70%) من احتياجاتنا الدوائية من خارج البلاد، في الوقت الذي تغطي فيه الصناعة الدوائية المحلية اقل من (30%) واذا اخذنا بعض الامراض المستعصية مثل الامراض المزمنة نجد ان الصناعة المحلية لا تغطي منها سوي (5-10%) لذا نحن في القطاع الخاص شعرنا باننا مسؤولين عن تبني الاستراتيجية التي تؤسس لاقتصاد سليم داخل الدولة، واضاف نحن في شركة اوماب كشركة لديها خبرة في التجارة والاستيراد كان لابد من ايجاد شريك لديه خبر في الصناعة الدوائية يملك التكنلوجيا والخبرة بتواجد الاتنين مع بعض نؤسس لشراكة ناجحة، فمعامل يونميد بدات عملها عام 1992م هي من المصانع الرائدة في شرق افريقيا والشرق الاوسط ، والشركة تصدر اكثر من 60% من انتاجها الى الاسواق الاوربية ، وهذا يؤكد مقولة ادا ما توفرت العزيمة والارادة لا يوجد مستحيل، وهذا ما فعله دكتور شرف الدين خاصة في مجال المحاليل. وتابع عمر ان الشراكة قائمة على انتاج المحاليل الوريدية، والامبول حقن وقطرات العيون ومستهدفين خلال ثلاث سنوات تغطية حوالي 70% من حاجة السوق المحلي وهذه النسبة بنيت على الحاجة الحالية للسوق ودول الجوار الافريقي . وابتدر دكتور رضا شرف الدين رئيس شركة يونميد للصناعات الدوائية ابتدر حديثه بانه سعيد بتواجده في السودان، قال دكتور رضا ان يونميد واوماب وقعا على الشراكة في يوليو الماضي، وذلك بعد التفاهمات التي تمت من قبل الجانبين والتي سبقها لقاء مع سفير السودان بتونس بجانب زيارة وزيرة الدولة بوزارة الصحة الى تونس، مشيراً الى انهم اقتنعو بالشراكة مع الجانب السوداني في مجال الصناعة الدوائية، وزاد لقد كنا في الماضي مقصرين بسبب اننا بعيدين، وسنحت العديد من الفرص لم يتم استغلالها بالطرق المثلي، اما الان فالوقت مناسب لتعويض ما فات، مؤكداً استعداد يونميد لتفنيذ المشروع المكتملةالدراسة والتمويل بالاضافة الى مطلوبات السوق، وتابع انهم سيشرعو خلال الايام القادمة في انشاء المصنع في مجالات المحاليل الوريدية ، قطرات العيون ، والمضادات الحيوية، واشار الى انهم يعتبرون ذلك اللبنة الاساسية للاستثمارات التونسية اذ ان هناك 4 مصانع اخري تنوي الاستثمار في السودان. واشار الى انهم الان في مرحلة الاختبارات وان المشروع يستوعب عمالة سودانية من صيادلة وفنيين، مؤكدا عزمهم على ان يصبح السودان منصة للتصدير لبلدان شرق افريقيا ، واضاف ان الشراكة ستكون اضافة للمرضي والمواطنين والحكومة. لافتا الى ان المصنع يحتاج الى ثلاث سنوات على الاقل ليكون جاهزا للانتاج باعتبار ان الشركات العالمية تسلم الماكينات والمختبرات بعد الطلب ، بالاضافة الى الحاجة الى التدريب . فيما رحب السيد عماد الرحموني سفير دولة تونس باسثتمارات د. رضا شرف الدين في السودان واعتبر ان الزيارة تطور في العلاقات في جميع المجالات، وهي تعاون في المجال الصحي خاصة مجال الدواء، وقال ان زيارة الوفد للسودان للتعريف بما وصلت اليه الصناعة الدوائية التونسية التي تتميز بمنتوج بمواصفات اوربية ، وابرام عدد من الشراكات في مجال الصناعة الدوائية، وهي من اشكال التعاون الثنائي بين البلدين . وقال وزير الدولة بوزارة الاستثمار اسامة فيصل ان الصناعة الدوائية من اوليات الدولة ونعمل علي إنفاذ سياسات الدولة واستراتيجيتها الرامية لتوطين الصناعات الدوائية بالبلاد عبر استقطاب المزيد من الاستثمارات في ذلك القطاع الذي وصفه بالمهم ،واضاف ان تونس لها امكانيات كبيرة ستكون مفيدة للقطاع الخاص، ، ولفت الى زيارته الى الاتحاد الوربي في بروكسل والتي كان القصد منها فتح افاق التعاون للقطاع الخاص مع دول الاتحاد الاوربي وقال ان زيارة الوفد التونسي جات لابراز اهمية القطاع الخاص للحكومة السودانية ، مؤكدا حرص الدولة على ان يقود القطاع الخاص الاقتصاد ، ولفت الى انه للمرة الاولي يكون من اختصاصات وزارة الاسثمار رعاية القطاع الخاص ودعمه، وهذا يوضح اهتمام الحكومي بالقطاع الخاصز وفي الختام عبر عن سعادته بزيارة رجل اعمال من دولة صديقة مثل تونس لعمل في مجال الصناعة الدوائية وهذا يدعم اتجاه الحكومة وسندعم هذه الاتجاه ونوفر كل المناخ الذي يقود الى نجاح هذه الشراكة . ب ع