-اختارت كل من ولاية نهر النيل ووزارة السياحة والآثار، أن تقيما احتفالات البلاد باليوم العالمي للسياحة هذا العام بمنطقة البجراوية التي تضم أكبر تجمع للاهرامات للحضارات القديمة في العالم، وهو الموقع الذي تم تسجيلها العام 2011 ضمن لائحة التراث العالمي لليونسكو. وتقولا إن هذا الاختيار سيلفت انتباه وانظار الجميع إلى هذه المنطقة الرائعة بتاريخها القديم. يقول وزير السياحة محمد أبو زيد مصطفى "إن الاحتفال باليوم العالمي للسياحة بنهر النيل بالبجراوية يعزز أهمية الجواذب السياحية بالولاية والتي تعتبر من أميز المواقع السياحية ذات الصلة بالسياحة الثقافية.. ويلفت أنظار المجتمع السوداني والعالمي بأسره للدور الذي تلعبه الآثار السودانية في زيادة القدوم السياحي". فيما يذكر والي ولاية نهر النيل حاتم الوسيلة أنه "تم اختيار منطقة البجراوية لاهميتها السياحية حيث تضم العديد من الاهرامات. وصارت مقصدا للاستثمارات الوطنية والاجنبية. وأن الولاية تواصل جهودها في تأهيل البنى التحتية والطرق لتسهيل حركة السياح فيها وتوفير الخدمات لهم. واهرامات البجراوية هي مدافن أقامها ملوك وملكات الحضارة المروية في القرن الرابع قبل الميلاد. وقد بنيت كلها بالحجر النوبي الرملي. وتبعد حوالي210 كيلومتر إلى الشمال من العاصمة الاتحادية الخرطوم. وتوجد في ارض منبسطة بين نهر النيل ونهر عطبرة، وتضم العديد من المواقع الآثرية. ويبلغ عدد كل الاهرامات في المنطقة 200 هرم. وسميت باهرامات البجراوية على أسم مجموعة من القري في المنطقة تسمي البجراوية. و كانت هذه المدينة عاصمة للمملكة الكوشية لعدة قرون. كما كانت مروي العاصمة الشمالية لمملكة نبتا - مروي، وقد امتد عمرها من العام 800 قبل الميلاد حتي العام 350 ميلادية وقد ظهرت مملكة الكوشيين ، ويبدو أنهم أسلاف ملوك المرويين، في القرن الثامن قبل الميلاد في منطقة الشلال الرابع وأول عاصمة لهذه المملكة هي نبتا. وقد بنيت كل هذه الاهرامات بالحجر النوبي الرملي. وتنتشر في هذه المنطقة الآثرية العديد من المواقع من العهد المروي من أهمها المدينة الملكية، وتوجد ثلاث مجموعات من الاهرامات التابعة للمدينة، وهي الاهرامات التي تقع جنوبالمدينة حيث تقع الأهرامات الجنوبية علي بعد اربعة كيلومترات إلى الشرق على حافة سلسلة من تلال الحجر الرملي، وتعتبر الأقدم زمنا في سلالة الملوك المرويين في الفترة ما بين 720 - 300 ق . م، وهي الأهرامات الأولى التي بنيت في مروي متبعة في ذلك تقاليد الدفن الملكي من نوري وجبل البركل حيث مقابر ملوك وملكات مملكة مروي. ثم الأهرامات الغربية وتضم فقط افراد العائلة المالكة. والاهرامات الشمالية ودفن بها عدد من ملوك وملكات مروي وامهات الملكات ومن اشهر هذه الاهرامات الهرم رقم 6 للملكة اماني شاخيتي. أو أماني شخيتو ملكة نوبية محاربة، وواحدة من أشهر ملوك وملكات الحضارة المروية السودانية القديمة. و يعتقد أنها حكمت قبل القرن الميلادي الأول، وحتى السنة الميلادية الأولى، وعثر علي أسمها في مخطوطة بمروي تمت تسميتها فيها علي انها الملكة والحاكم معا. وأشتهرت بصدها للقوات الرومانية الغازية التي أرسلها الامبراطور الروماني اغسطس ، وإجبارها للرومان علي توقيع إتفاقية سلام عادلة. ويصف د. عبد الرحمن علي، مدير الهيئة العامة للآثار والمتاحف سرقة الطبيب الأيطالي جوزبي فرليني لهذه المجوهرات بأنها " أول سرقة موثقة في التاريخ" وهي من "أكبر السرقات للآثار السودانية". ويقول إن هذا الكنز يمكن أن يعاد إلى البلاد في المستقبل بعد أن يستوفي السودان شروط واتفاقيات منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) الخاصة بهذا الجانب. حسبما يروي المؤرخون الإغريق بأن الملك "اركماني"، هو أول ملك يشيد هرم في البجراوية يبرز أساليب الحضارة السودانية الفنية والمعمارية القديمة، والتي كانت تختلف عن الأساليب المصرية ويعتقد العلماء أنه كان مؤسسا لأسرة حاكمة جديدة، حيث تم تحديد فترة حكمه كبداية للعصر المروي ومات "اركماني"، ويوجد جثمانه في هرم رقم (7) الذي يعكس مدي الطفرة الاقتصادية والفنية بجانب الأهرامات الأخري في مملكة مروي وعاصرت دولة مروي البجراوية الفرس والبطالمة في مصر، ويوجد فيها نوعان من المعابد يبرز من خلالهما جماليات الفن المعماري لتلك الحقبة التي ظلت تثير اهتمام الباحثين في علم التاريخ والمعمار والآثار حيث انها عبرت عن الوجه المشرق للحضارة النوبية وهما المعبد الآموني والمعبد المروي اللذان برزا كملمحين أساسيين في شكل المدينة المروية التي تبلغ مساحتها ما بين 30 و50 هكتارا، وتقع ضمنها أهرامات البجراوية. ويبلغ عدد الأهرامات 57 هرما من جملة أهرامات أخرى في الأقليم. وقد تم اكتشاف خرائط الشكل الهندسي للهرم داخل الهرم الذي يعرف ب(هرم ذو الطرف المسطح)، حيث وجد داخل الغرفة رقم 8. وفي المظهر العام تشتمل مدينة مروي على المدينة الملكية ومجموعة من الأهرامات تحتوي على مدافن والتي تعرف بالأهرامات الجنوبية والأهرامات الشمالية والأهرامات الغربية،