- البكباشي الجاك بخيت دينق أرنق ، هو العسكري السوداني الذي سجل إسمه في ذاكرة التاريخ ، حيث شارك الزعيم الأزهري (رئيس اول حكومة وطنية منتخبة) والسيد محمد أحمد المحجوب (زعيم المعارضة) في شرف رفع العلم السوداني في صباح الأول من يناير عام 1956م ، وإنزال العلمين المصري والإنجليزي إيذاناً بإستقلال السودان. تم اختيار البكباشي/ الجاك بخيت لرفع علم الإستقلال ، ممثلا للجيش السوداني ، لأنه كان أقدم ضابط برتبة البكباشي بقوة دفاع السودان ولما كان لها من دور كبير في الحرب العالمية الاولي والثانية وساهمت في إخماد التمرد الاول في جنوب السودان ، اوكلت مهمة رفع العلم لأحد رموزها فكان إختيار الجاك بخيت إضافة لقوة شخصيته وخبرته الطويلة كمعلم بالكلية الحربية . وينتمي الجاك لسلاح المهندسين الذي كان يعتبر أكبر وحدة فنية ولوجستية لقوة دفاع السودان وتنتمي لادارته الكثير من الوحدات اأخرى كالإشارة والأشغال العسكرية وسلاح الموسيقى ،، ولشدة انضباطه وتفانيه في العمل حيث كان يلقب ب (أبو الجيش). وفي نفس يوم الأستقلال وعند الثالثة عصراً قاد طابور السير من ثكنات العسكر الإنجليز (البركس) إلى محطة السكة حديد وهو يحمل سيف التشريفة لوداع المستعمر بلا رجعة. ولد الجاك بخيت دينق بمدينة شندي ووالده يعمل صول بجيش الحكم التركي المصري وبعد إنتهاء فترة عمل والده بالجيش عادت الاسرة من شندي وأستقرت بمدينة اأم درمان حي العباسية شرق ميدان الربيع . كان يسكن البكباشي/ الجاك بخيت في حي بانت شرق مدرسة المؤتمر ، تقاعد للمعاش في رتبة المقدم . ولما جاء حكم (نميري) قام بترقيته وهو في المعاش لرتبة العقيد . ترقي الي رتبة صاغ في العام 1953 وتم تعيينه معلم بالكلية الحربية بعد تأسيس الكلية الحربية في العام 1952 م حيث قام بتدريب علي من القادة السودانيين علي رأسهم المشير عبدالرحمن سوار الدهب والمشير جعفر نميري ومزمل سلمان غندور وغيرهم . له من الابناء الذي سلكوا طريق الجندية ( العميد معاش علي الجاك ،الرائد عبدالكريم الجاك،الرائد حسن الجاك ،مساعد فني في القوات الجويه مهندس محمود الجاك . يقول ابنه العميد معاش علي الجاك بخيت المدير الاسبق للشرطة العسكريه في صبحية أول يناير 1956ووسط فرحة عارمة وسط الاسرة بعيد الاستقلال بعد اسناد مهمة رفع العلم للوالد بعدها قام (التابع ) بتجهيز الزي العسكري والسيارة الخاصة للصاغ الجاك وكنت حينها ابن التسع سنوات ذهبت برفقة الوالد للقصر الجمهوري وعند وصولنا صعد الجاك للمنصة برفقة الزعيم اسماعيل الازهري رئيس الحكومة ومحمد احمد المحجوب زعيم المعارضة وأمسك ثلاثتهم بالحبل المربوط علي العلم مثبت في عمود وقاموا بفك الحبل من العمود ورجع الازهري والمحجوب الي الخلف قليلا وتركوا الجاك وحده ممسكا بالحبل ليرتفع العلم رويدا رويدا يرفرف علي يديه وهنا عزفت الموسيقي السلام الجمهوري ثم رجع الصاغ الجاك خطوتين للوراء ليقوم بتحية العلم كأول سوداني يحي العلم بعد الاستقلال . الصاغ الجاك بخيت سخصية إجتماعية له إسهامات كثيرة في العمل العام في أحياء أم درمان .متصوف يتبع لطائفة الختمية وكان خليفة للسيد علي الميرغني ويلقب بمحمدين لدي الختمية، توفى إلى رحمة مولاه في رمضان من العام 1994م عن عمر ناهز ال 88 عاماً وطوى بذلك حياة حافلة بالإنجاز والعطاء وقدم للوطن وأسرته الكثير من القيم والمبادئ التي ستظل خالدة خلود إسمه في سجل التاريخ . ع و