- تعتبر الزكاة بولاية شمال دارفور واحدةً من مؤسسات الضمان الاجتماعى الاسلامية الرائدة بالبلاد التى استطاعت ان تتبوأ مكانة مرموقة بين نظيراتها من المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية التي تعنى بتقديم المساعدات للفقراء والمساكين فى مختلف المجالات ليس بهدف سد حاجتهم المعيشية فحسب ، ولكن لاخراجهم كذلك من دائرة الفقر وإعادتهم الي دائرة الإنتاج ولرسم البسمة على شفاه الارامل والايتام وذوي الاحتياجات الخاصة تحقيقا ً للرؤية الكلية للزكاة التي تهدف الي دعوة المكلفين لاخراج زكوات اموالهم طاعةً لله وامتثالاً لأوامره عن طيب ورضاء نفس لتحقيق مبدأ التكافل الاجتماعى والتراحم والمواساة و تخفيف حدة الفقر وتعزيز الثقة بين افراد المجتمع. وانطلاقا من تلك المبادئ فقد اخذ ديوان الزكاة بولاية شمال دارفورعلي عاتقه التدخل فى العديد من القضايا الملحة والعاجلة التى تلامس حياة المواطنين خاصة الفقراء والمساكين جراء ما لحق بهم من الظروف الطبيعية التي شهدتها الولاية مؤخرا والتي تمثلت في الآثار السالبة للامطار والسيول ،بجانب الاهتمام بالقضايا المعيشية اليومية لانسان الولاية و الاستمرار في تنفيذ برنامج الديوان الراتب في شهر رمضان المعظم ودعم ذوي الاحتياجات الخاصة. وعندما شهدت مدينة الفاشر حاضرة الولاية هطول امطار غزيرة مطلع الخريف الجاري والتي تسببت فى حدوث اضرار كبيرة تمثلت فى هدم وجرف (128) منزلاً بعددٍ من احياء المدينة كانت الزكاة من أولى المؤسسات التى هرعت لاغاثة المتضررين ومد يد العون لهم وذلك من واقع مسؤولياتها المباشرة تجاه الشرائح الضعيفة التي لحقتها تلك الاضرار ، حيث سجل وفد من امانة ديوان الزكاة برئاسة أمينها العام بالولاية حامد احمد حامد جبارة وبرفقة عدد من مديرى الادارات ،سجلوا زيارات للاسر المتضررة بعدد من احياء مدينة الفاشر شملت احياء المعهد (ب) ، المصانع ، الشاكرين ، وبعض الاحياء الجنوبية ، حيث قام الوفد بتوزيع معينات عينية ومبالغ نقدية بتكلفة بلغت اكثر من (550) ألف جنيه. ولم تغفل الزكاة محليات الولاية الاخرى التى تأثرت بالامطار والسيول حيث قامت بتسيير قافلة لاغاثة متضرري الامطار والسيول بمنطقة ودعة التابعة لمحلية كليمندو والتى تضررت فيها (251) اسرة كأكبر حالة تضرر تشهدها الولاية وبلغت تكلفة القافلة (188.250) جنيها ، و قد جري تدشين تلك القافلة ميدانيا علي يد وزير الشؤون الاجتماعية بالولاية يوسف اسحق ادم ومعتمد محلية كليمندو أبوبكر آدم اسماعيل لين وامين ديوان الزكاة بالولاية حامد احمد حامد جبارة بمشاركة مديرى المصارف وخطاب الزكاة والاعلام .ووجدت القافلة صديً طيباً فى نفوس اهل المنطقة. ومن ابرز الانجازات التى حققتها الزكاة خلال العام الحالى والظاهرة للعيان تدخلها المباشر لمعالجة افرازات و آثار الاجراءات الاقتصادية الاخيرة بالبلاد على معاش الناس ، فكانت نفرة العطاء الكبرى والتى دشنها والى ولاية شمال دارفور السابق عبد الواحد يوسف ابراهيم رئيس مجلس الامناء والامين العام لديوان الزكاة الاتحادى محمد عبد الرازق مختار بإشراف وزير الشؤون الاجتماعية تحت شعار قوله صلى الله عليه وسلم (الساعى على الارملة والمسكين كالمجاهد فى سبيل الله) . وقد استفادت من تلك النفرة (12) الف اسرة بتكلفة بلغت (15) مليون جنيه ، و اشتملت القافلة على عدة محاور تمثلت فى توزيع السلال الغذائية و تمليك مشروعات انتاجية للفقراء والمساكين والمسرحين بجانب توزيع معينات ل (586) من المعاقين ، بجانب تقديم الدعم العينى والنقدى ل (200) خلوة. والي جانب ذلك كله فقد تمكن ديوان الزكاة بشمال دارفور من تنفيذ برنامج شهر رمضان المعظم باعتباره من البرامج الراتبة التى درجت على تنفيذها سنوياً والذى استهدف (12) ألف اسرة بمختلف محليات الولاية بتكلفة كلية بلغت (25) مليون جنيه ، وقد جري تدشين البرنامج بالفاشر على يد والى ولاية شمال دارفور تحت شعار قوله تعالى ( وآمنوا بالله ورسوله وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه فالذين آمنوا منكم وانفقوا لهم أجر كريم) صدق الله العظيم. أما وفى محور ذوى الاحتياجات الخاصة نفذت الزكاة مخيماً للسمع الاول بالتعاون مع المركز الدولى للسمع المتطور الخرطوم ومجلس الأشخاص ذوى الاعاقة بالولاية وذلك امتداداً لنفرة العطاء الكبرى حيث استهدف المخيم (110) مستفيدين من ضعاف السمع من الاطفال والايتام دشنه وزير الشؤون الاجتماعية بالولاية يوسف اسحق ادم تحت شعار الاية الكريم (ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا) صدق الله العظيم. ويشار الي أن ديوان الزكاة بولاية شمال دارفور قد تمكن من إحداث قفزة كبيرة فى مجال تحصيل الجباية خلال النصف الاول من العام 2018م حيث تمكنت من تحصيل مبلغ (115.318.217.83) جنيها بنسبة اداء بلغت 146% من الربط المقدر وبنسبة 100% عن المقدر للعام 2018م وقد تمكن الديوان من الوصول الي (25639) مكلفا . وموازاة لذلك فقد بلغ اجمالى الصرف على المصارف الشرعية خلال ذات الفترة ،اي النصف الاول من العام الحالى مبلغ (573.506.78) جنيها بنسبة اداء بلغت 151% استفاد منه (69769) من الفقراء والمساكين وغيرهم .ويعزى احداث تلك القفزة لجملة من الاسباب ، منها النفائر المبكرة التى اطلقتها الولاية ، واتساع الدائرة الامنية التى مكنت العاملين من الحركة والانتشار فى ربوع واصقاع الولاية الممتدة بتوجيه كامل الاسطول الحركي للجباية ، علاوةً على العلاقات التنسيقية الجيدة بين الديوان ومجلس امناء الزكاة بالولاية والمؤسسات ذات الصلة فضلاً عن التنسيق مع المجالس الزكوية ولجان الزكاة القاعدية والإدارات الأهلية، بالاضافة الى الترتيب الجيد لدولاب العمل الزكوي فى معظم محليات الولاية مما انعكس ايجاباً على مواعين الجباية. وقد تعهدت إدارة ديوان الزكاة بتنفيذ العديد من المشروعات الفردية والجماعية التى ستعود بالنفع على الفقراء والمساكين من اجل تحقيق رسالة أمانة ديوان الزكاة الرامية الى الإعلاء من شأن شعيرة الزكاة اعتقاداً وصرفاً واتقاناً وتجويداً لبلوغ مرتبة الاحسان.