المضادات الحيوية هي ادوية تعمل على قتل او ايقاف نمو البكتريا المسببة للامراض وتستعمل لعلاج الالتهابات البكتيرية فقط، لكن الاستعمال غير السليم لها بغير إشراف الطبيب او الصيدلي مثل الاكتفاء بأخذ حبة او حبتين او مشاركة الغير في اخذ الدواء تكسب البكتريا مناعة ضد المضاد الحيوي، ويصبح المضاد غير فعال تجاه البكتيريا التي كان يعمل على علاجها سابقا وغير قادر على السيطرة على المرض عند الاصابة به مرة اخرى مما يجعلك تبحث عن مضادات حيوية جديدة قد تكون مكلفة للسيطرة على البكتريا. لهذا دق الصندوق القومي للتأمين الصحي ناقوس الخطر لانتشار ظاهرة استخدام المضادات الحيوية دون استشارة الطبيب، منتقدا في ذات الوقت بعض الأطباء صرفهم للمضادات الحيوية دون الحصول على الوصفة الطبية. وكشف الصندوق القومي للتأمين الصحي عن وجود عدد من المرضى بالعناية المكثفة ينتظرون الموت بسبب تناولهم المضادات الحيوية دون استشارة الاطباء مما اكسب جسم المريض مقاومة لاي دواء، وأن 60% من الوفيات بالمستشفيات سببها مقاومة البكتريا للمضادات الحيوية وأن نسبة مقاومة البكتريا للمضادات الحيوية ارتفعت الى 80-90% وأكد ضرورة مكافحة العدوى بالمستشفيات. وكشف رئيس قسم المراجعة الدوائية بالصندوق د. لقمان العوض عن وجود بعض المضادات فقدت قوتها عند العلاج. وطالب بتفعيل القوانين المتعلقة بضوابط صرف الادوية من الصيدليات، فضلاً عن تشجيع استثمار الأدوية لصناعة ادوية جديدة. وارسل رسائل شديدة اللهجة للأطباء مفادها عدم كتابة أي روشتة طبية دون تزريع البكتريا او الفيروس في المعمل، كاشفاً عن أن (الاموكلان) هو الاكثر تناولاً وانتشاراً مما يتطلب عدم صرفه إلا بروشتة. واعتبر أن السودان وصل مراحل متقدمة في مقاومة المضادات الحيوية للبكتريا، واصفاً الوضع بالخطير. ودعا إلى مزيد من التوعية وسط المجتمع حتى لا يأتي يوم ويكتب الطبيب روشتة (لا يوجد علاج) بسبب مقاومة الجسم لكل العلاجات ولم يستبعد أن تتسبب (جرح صغير) في وفاة شخص بسبب كثرة استخدامه للمضادات الحيوية. وشدد لقمان احمد العوض على الصيادلة بعدم صرف أي دواء قبل أن يبرز المريض الوصفة الطبية من الطبيب، معتبرا أن صرف المضادات الحيوية خطر يعاني منه العديد من الدول بمافيهم السودان، معلنا تمسكهم بالصندوق القومي للتأمين الصحي في دعم الادوية المجانية لعدد من الامراض بنسبه 75٪ من قيمه الدواء، مشيرا الى أن قائمة الادوية وصلت الى اكثر من 960 دواء، موضحا أن هذه القائمة هي الاكبر على مستوى العالم. وقالت رئيس وحدة التصاديق بالخدمة الدوائية بالصندوق د. شهد علي ناجي: نعاني كثيراً من مجيء العديد من المواطنين لصرف الأدوية دون روشتة، كاشفة عن استقبالهم لاكثر من 500 روشتة شهرياً، مؤكدة في ذات الوقت عدم صرفهم لاي دواء دون تزريع من المعمل او من الاختصاصي، مشيرة الى أن وحدة التصاديق تقوم بتصديق الأدوية خارج التأمين. وقالت رئيس قسم الخدمة الدوائية بالصندوق القومي للتأمين الصحي د. ايناس عبد القادر إن العديد من الدول يوجد بها مرضى ينتظرون الموت بسبب الإكثار من تناول المضادات الحيوية وحملت المرضى مسؤولية وصولهم الى هذه المرحلة لجهة أنهم يتناولون الادوية بناءً على تجارب أقربائهم دون اللجوء للطبيب. ولم تستبعد لدى حديثها ل(سونا) مناسبة الاحتفال بالاسبوع العالمي للتوعية بمقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية أن يتسبب التناول غير الرشيد للادوية دون استشارة الاطباء في عدم علاج كثير من الامراض في المستقبل القريب خاصة في ظل ارتفاع تكاليف اكتشاف مضادات حيوية جديدة .واعتبرت أن الظروف الاقتصادية واحدة من الاسباب التي تجعل الكثير من المواطنين يلجأون للصيدلي مباشرة للحصول على علاج دون مراجعة الطبيب، بيد أنها تمسك بضرورة أن يلتزم اي صيدلي بعدم صرف اي علاج دون اظهار الروشتة الطبية من قبل المتحصل على الدواء. وكشفت عن وفرة للادوية التي تقع تحت مظلة التأمين الصحي في الصيدليات التابعة الصندوق القومي للتأمين الصحي. واضافت أن الصندوق عمل على إيقاف التعامل مع بعض الصيدليات لاسباب تتعلق بتقديم الخدمة لمن هم ليسوا تحت مظلة التأمين الصحي، مشيرة الى أن المبالغ التي يدفعها التأمين الصحي للأدوية فاقت المليارات في العام الواحد، واصفة ذلك بأنه حق من حقوق المؤمن عليهم، معلنة عن إضافة أدوية جديدة لقائمة التأمين الصحي بعد التحديث الدوري لقائمة الادوية كل عامين. يذكر أن وزارة الصحة الاتحادية والمجتمع الدولي احتفلت بالأسبوع العالمي للتوعية بالمضادات الحيوية، معلنة وضع الخطة القومية لاحتواء مقاومة الميكروبات للمضادات. وقال وكيل الوزارة دكتور عصام محمد عبدالله في الجلسة الافتتاحية لمنتدى الأسبوع العالمي للتوعية بالمضادات الحيوية بالقاعة الكبرى للوزارة مؤخراً بحضور الشركاء من الصحة العالمية والجهات ذات الصلة، قال إن مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية خطر يهدد العالم مما يقتضي تكاتف الجهود منعاً للعودة لفترة ماقبل اكتشاف العالم للمضادات الحيوية بمافيها البنسلين والتي شهدت وفاة أعداد كبيرة من السكان في ظل عدم توفير مضادات جديدة، فضلا عن ظهور استخدام أنواع عالية من المضادات وذات فعالية أكبر. وقال عبدالله ، إن علماء الصحة يصفون مقاومة الميكروبات بالقنبلة الموقوتة خاصة وإن كثيراً من الأدوية أصبحت غير ذات جدوى بمافيها الأمراض المزمنة كالدرن. وشدد عبدالله، على التزام الجميع بما فيهم العاملين بالحقل الصحي بالاستخدام الرشيد للمضادات الحيوية وعدم صرفها أو كتابتها للمرضى دون الحاجة إليها مع التزام المرضى بالارشادات الموضوعة، لافتاً إلى أن هذه الالتزامات تسهم في عدم ظهور مقاومة الميكروبات للمضادات، مقرا بالحاجة للتنسيق والتعاون مع الوزارات الأخرى وتكثيف الجهود للتوعية عبر أجهزة الإعلام المختلفة مع استمرارية العمل وعدم قصره على الاحتفال بالاسبوع، مشيدا بتعاون الصحة العالمية. فيما وصف مدير الإدارة العامة للصيدلة بالوزارة دكتور حسن عبد الرحمن، قضية التوعية بالمضادات الحيوية بالمهمة باعتبار أن المقاومة أصبحت خطرا يحيط بكل العالم الأمر الذي يستوجب العمل جميعاً لدفع الخطر، لافتا إلى أن السودان ممثلا في الوزارة والشركاء نجح في وضع خطة قومية، فضلاً عن إجازة بعض السياسات من أجل الوقوف في وجه الخطر.
مديرة المركز القومي للإعلام الدوائي بالصيدلة د. إسلام عبد الحميد قالت إن سوء الاستخدام للمضادات الحيوية بالسودان اسهم في ظهور المقاومة حتى المستخدمة للحيوانات، لافتة إلى أن آخر دراسة لإدارة الصيدلة أكدت ان 30 % من المواطنين موضوع الدراسة يستخدمون المضادات من دون وصفة طبية (روشتة) ومابين 45-75% من المضادات من غير ضرورة لها مما أدى إلى المقاومة بمايقتضي تكاتف الجهود. وأكد ممثل الصندوق القومي للتأمين الصحي دكتور فاروق نور الدائم، أن 40% من ميزانية التأمين صرفت على المضادات الحيوية منذ بداية العام الجاري، معلنة الالتزام بما يليهم في تنفيذ الخطة القومية خاصة وأنها وضعت بتوافق تام.