- يعتبر مشروع حوض وادي الكوع بولاية شمال دارفور من أهم المشروعات الاستراتيجية والرائدة التي حظيت بها الولاية في السنوات الأخيرة في مجال حصاد المياه وتنمية الموارد الطبيعية. ويجرى انفاذ المشروع بدعم من الاتحاد الأوروبي ووكالات الأممالمتحدة وفاءً لالتزاماتهم التي قطعوها في المؤتمر الدولي للمانحين لإعادة الاعمار في دارفور والذي انعقد بالدوحة في أبريل من العام 2013م، حيث تم تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع الذي يمتد على طول (50) كيلومتر فى المنطقة الممتدة من سرفاية غرباً إلى قوز بينة جنوباً بكلفة كلية بلغت (6.5) مليون يورو وذلك بتمويل من الاتحاد الأوربي وتنفيذ برنامج الاممالمتحدة للبيئة ومنظمة براكتكال اكشن. ويهدف مشروع حوض وادي الكوع الذي استمر تنفيذ مرحلته الأولى لمدة ثلاثة أعوام إلى تعزيز سبل كسب العيش الكريم عن طريق زيادة الإنتاج الزراعي بشقيه الزراعي والحيواني، بجانب تطوير سلسلة القيمة المضافة للمنتجات من خلال الإدارة الفعالة للموارد الطبيعية بالمنطقة. وساهم المشروع بحسب إفادات المجتمعات المحلية والسلطات والاتحاد الأوربي والأممالمتحدة في تحسين سبل كسب العيش الكريم للمزارعين والرعاة الذين يعيشون على امتداد الوادي، بجانب تحسين إدارة التربة والمياه والموارد الغابية والمراعي، فضلاً عن معالجة مشكلة زحف التربة المتزايدة في المنطقة. واستطاع المشروع في الفترة الوجيزة من تاريخ انطلاقته من تحقيق العديد من المكاسب تمثلت في تدريب العاملين والقيادات السياسية والتنفيذية وأصحاب المصلحة، بجانب تعزيز ممارسات سبل كسب العيش وتقنيات إدارة الموارد الطبيعية بشكلٍ أفضل على مستوى المجتمع المحلي لاستيعابها وتعميمها على مناطق أخرى، كما تمكن المشروع من خلق شراكات قوية لتخفيف حدة الاحتكاكات بين المزارعين والرعاة، إلى جانب بناء وتشييد السدود الترابية بغرض زيادة الرقعة الزراعية والإنتاج والإنتاجية شملت سد سيل القضيم الذي تم افتتاحه في منتصف أغسطس من العام 2015م بمنطقة زمزم التي تبعد (5) كيلو مترات جنوب شرق مدينة الفاشر والذي تم تنفيذه بكلفة كلية بلغت حوالي (2) ألف دولار من ضمن برامج هذا المشروع والذي استفاد منه (11) ألف و(500) أسرة، بجانب أعداد مقدرة من نازحي معسكر زمزم للنازحين بالإضافة إلى سد كرقا غرب الفاشر حيث استفاد منه (32) ألف أسرة، وسد سيل ميت الذي استفادت منه (15) ألف أسرة كما تم تركيب أجهزة رصد المياه الجوفية فالأهداف المهمة التي حققها مشروع وادي الكوع والمتمثلة في معالجة قضية شح الموارد بالمنطقة تعد واحدة من أقوى أسباب النزاعات، بجانب مساهمته في تعزيز التعايش السلمي بين مكونات المجتمعات المحلية، والمحافظة على البيئة وتحسين سبل كسب العيش، والحد من الفقر بالإضافة إلى تعاون الحكومة ومواطني المنطقة والشركاء من منظمتي الأممالمتحدة للبيئة وبراكتال أكشن كل تلك الأهداف مجتمعة دفعت الاتحاد الأوربي للموافقة على تمويل المرحلة الثانية لمشروع حوض وادي الكوع بمبلغ (11) مليون يورو لعدد (80) ألف أسرة بمختلف مناطق المشروع، والتي تم تدشينها مؤخرا بمنطقة كفوت التابعة لمحلية الفاشر على يد والي ولاية شمال دارفور الشريف محمد عباد سموح وسفير الاتحاد الأوربي بالخرطوم جان ميشيل دوموند ورئيس المجلس التشريعي عيسى محمد عبد الله بحضور أعضاء حكومة ولجنة أمن الولاية ومدير برنامج الأممالمتحدة للبيئة اثيلا اوراس، ومدير قسم السياسات والبرامج بمنظمة الأممالمتحدة للبيئة مكتب نيروبي، بجانب المدير القطري لمنظمة براكتكال اكشن الدكتورة منى الطاهر والقيادات التنفيذية والتشريعة والمجتمعية. والي ولاية شمال دارفور أكد في حديثه خلال حفل التدشين على إهتمام حكومته بالمشروع حتى يصبح جزءاً من مشروع دارفور الخضراء والحزام الأخضر في إفريقيا، معتبرا المشروع من المشروعات الرائدة التي تهدف إلى تحسين سبل كسب العيش للمجتمعات الريفية بالولاية، مشيدا في الوقت نفسه بالاتحاد الأوربي والشركاء لتمويلهم للمرحلة الأولى من المشروع وموافقتهم على تمويل المرحلة الثانية. ودعا سموح المجتمع المحلي للوحدة والتعاون والتعاضد حتى يتمكنوا من الاستفادة من خدمات المشروع، كما وجه وزارة الإنتاج والموارد الاقتصادية بتدريب المزارعين على إدخال التجارب والتقانات الزراعية الحديثة الناجحة التي تسهم في زيادة الإنتاج والإنتاجية. من جانبه قال رئيس المجلس التشريعي بالولاية عيسى محمد عبدالله إن نجاح المرحلة الأولى من المشروع قد أدى إلى تحقيق مكاسب كبيرة لمجتمع منطقة المشروع والمتمثلة في التدهور البيئي وزيادة إنتاجية المحاصيل الزراعية وتوسيع الرقعة الرعوية، مجددا وقوف المجلس ومساندته للجهات المنفذة حتى يرى المشروع النور، مشددا على ضرورة انتظام المزارعين في الجمعيات الزراعية والحيوانية للاستفادة من فرص التمويل. فيما أكد سفير الاتحاد الأوروبي بالسودان أن قضية الوصول إلى المياه الصالحة للشرب للإنسان والحيوان، بجانب الإصحاح البيئي تعد من أهم القضايا التي تشغل بال الاتحاد الأوربي وتعمل لدعمه بالإمكانيات كافة، كاشفاً أن المرحلة الثانية من المشروع تم تمويلها بأحد عشر مليون يورو، حيث قام الاتحاد الأوربي بدفع مبلغ (10) ملايين يورو، بينما دفعت منظمة الأممالمتحدة للبيئة بمبلغ الواحد مليون يورو بغرض مواصلة النجاحات التي تحققت في المرحلة الأولى وهي تحقيق الإدارة المتكاملة للموارد الطبيعية بمنطقة المشروع . وأشار إلى أن المرحلة الثانية تغطي مساحة (100) كيلو متر من الوادي وتعمل على تحقيق الاستقرار لعدد (80) ألف أسرة ، لافتا إلى أهمية المرحلة الثانية لمشروع في التصدي للاختلالات البيئة والتغييرات المناخية التي بدأت تظهر في السودان لاسيما دارفور من خلال مؤشرات هطول الأمطار للسنوات العشر الماضية، علاوة على تحسين المستوى المعيشي للأسر بمنطقة المشروع، مؤكدا نجاح المرحلة الأولى من المشروع الذي ساهم في تحسين دخل الأسر وتحقيق الاستقرار . وتوقع نجاح المرحلة الثانية من مشروع وادي الكوع توطئة لتطبيق التجربة في مناطق أخرى بالسودان . في السياق ذاته أشاد مدير منظمة الأممالمتحدة للبيئة بالدعم المقدر الذي قدمه الاتحاد الأوربي والشركاء والمجتمعات المحلية والحكومة مما ساهم في نجاح المرحلة الأولى من المشروع الذي أفضى بدوره إلى إدخال تقنيات جديدة وتوفير سبل كسب العيش وزيادة الإنتاج والإنتاجية. مواصلة المنظمة في دعم قدرات المجتمع والمؤسسات من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية والرفاهية للمجتمعات المحلية بدارفور . ودعا كل من مدير قسم السياسات والبرامج بالأممالمتحدة للبيئة مكتب نيروبي والمدير القطري لمنظمة براكتكال أكشن إلى ضرورة التعاون والوحدة والعمل سوياً في سبيل دفع مسيرة عمل المرحلة الثانية للمشروع. وعبرا عن سعادتهما بنجاح المرحلة الأولى . إلى ذلك أشار وزير البيئة السابق الدكتور حسن عبد القادر هلال إلى أهمية المياه في حياة الإنسان، مستعرضا الجهود التي بذلها إبان توليه أعباء وزارة البيئة ليرى مشروع حوض وادي الكوع النور، مشدداً على ضرورة الاستفادة من المشروع في تحقيق التنمية . وأكد كل من ممثلي منطقة كفوت الرحل والمقيمين والمرأة أهمية المرحلة الثانية من مشروع وادي الكوع في تحسين إدارة واستدامة الموارد الطبيعية بالمنطقة حتى تسهم في تحسين مستوى دخل الأسر وتحقيق الاستقرار واستدامة السلام .