-شكل الارث الديني والثقافي والاجتماعي التليد منذ امد بعيد مستقبل علاقات الخرطوم ببلاد المغرب العربي وشعوبها وفي مقدمتها المملكة المغربية وشعبها مما اكسب هذه العلاقة خصوصية تاريخية. وعرفت بلاد المغرب السودان عندما كان طريقاً للحج وحجاج تلك البقاع، وتعضدت العلاقات ببقاء عدد كبيرمنهم عند عودتهم بعدما لمسوا الترحاب الكبير بهم، وتطورت تلك العلاقات الاجتماعية بالمصاهرة ونتج عنها أجيال وبطون سموا بالمغاربة، كما كان لرجال الدين والطرق الصوفية دورا بارزا في توطيد هذه العلاقات، حيث كوّن كل هذا الأرث روابط ثقافية واجتماعية بين الخرطوم والرباط امتدت عبر السنين. وجسد احتفال المملكة المغربية بالعيد العشرين لاعتلاء الملك محمد السادس للعرش الذي نظمته سفارة المملكة بالخرطوم بقاعة الصداقة بحضورممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدة لدي السودان ، هذه الخصوصية في العلاقات والذي كان واضحا من خلال حضور الاحتفال من عدد من الشخصيات الرسمية والشعبية والفنية ورجال الاعمال. ومن الشواهد علي تفاعلية وعمق العلاقات السودانية المغربية مشاركة الأمين العام لرئاسة الجمهورية الفريق الركن محمد علي ابراهيم في هذه المناسبة، حيث أكد ان علاقات السودان والمغرب تستند الي إرث ديني وثقافي واجتماعي تليد مما اكسبها خصوصية تاريخية. وثمن العلاقات الثنائية بين البلدين والتعاون والتنسيق في القضايا ذات الاهتمام المشترك علي المستويين الإقليمي والدولي . ولفت الأمين العام لرئاسة الجمهورية الي المرحلة الجديدة والتحول نحو الديمقراطية الذي تشهده البلاد لتعزيز السلام والاستقرار وتحقيق الازدهار المنشود للشعب السوداني. وأعرب عن تقدير السودان للجهود التي يبذلها سفير المغرب لدي السودان السفير محمد ماء العينين لتطوير علاقات البلدين في كافة المجالات. فيما هنأ السفير المغربي الدكتورمحمد ماء العينين السودان بالاتفاق السياسي الذي توصل له المجلس العسكري الانتقالي وقوي اعلان الحرية والتغييروالذي من شأنه إيجاد الحلول السلمية وإحلال السلام بالسودان. وأكد استعداد المغرب لتقديم كل ما من شأنه تحقيق السلام والاستقراربالبلاد، واثني السفيرعلي التطور الكبيرالذي تشهده علاقات السودان والمغرب في المجالات الاقتصادية والتجارية، متطرقا لجهود الملك محمد السادس في تعزيز قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان وتوطيد الحكم الراشد في المغرب. وعلى الصعيد ذاته عمل السودان في مختلف الحقب علي تعزيز علاقات الصداقة بين الشعوب وخاصة مع المملكة المغاربية بما يؤسس لعلاقات شعبية تساعد في حال توترت العلاقات السياسية بين الحكومات وتسعى إلى تبادل المنافع ونقل الخبرات. وتشكلت جمعيات الروابط منها علي سبيل المثال جمعية الأخوة السودانية المغربية ومن ضمن أهدافها تطوير العلاقات الاقتصادية أسوة بالعلاقات الثقافية والاجتماعية. ونظرا للابعاد الاقتصادية والتجارية التي تشكلها الدبلوماسية باعتبارها وسائل لتنمية العلاقات الودية فقد جاء حديث السفير الدكتور محمد ماء العينين متسقا مع هذا الاتجاه واكد في هذا الخصوص استعداد بلاده لاكمال الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية مع السودان عقب تشكيل الحكومة الانتقالية والتي تبلغ 40 اتفاقية . وقال سعادة السفير لوكالة السودان للأنباء بمناسبة احتفال السفارة المغربية بالخرطوم بالذكرى العشرين لتربع حضرة صاحب الجلالة المك محمد السادس، بعد تشكيل الحكومة الانتقالية سيتم تنشيط اعمال اللجنة الثنائية العليا المشتركة بين البلدين، واضاف "ان اولويات العمل خلال المرحلة المقبلة تكثيف التبادل التجاري والتواصل لانفاذ المشاريع التي تمت اجازتها بين البلدين خاصة الجانب الزراعي والفلاحي والاستثمار الاقتصادي". يذكر ان هناك عدد من الشركات ورجال الأعمال المغاربة يستثمرون في السودان فضلا عن التعاون في مجال التعليم والثقافة حيث يوجد عدد من الطلاب السودانيين الدارسين والعديد من الأسر السودانية بالمغرب الامر الذي من شانه شكل عاملا يربط الشعبين حضاريا وثقافياً واقتصادياً وكما أن التبادل العلمي يمكن أن يترجم إلى برامج عملية تنفذ عبر منظمات المجتمع المدني وخلق شراكة سودانية مغربية عبر رابطة خريجي الجامعات المغربية. فالعلاقات السودانية المغربية رغم اختلاف الأنظمة والحكومات والايدلوجيات ستظل روابطها متينة تمتد جذورها عبر حقب من العلاقات الانسانية والارث الديني والتاريخي.