تقرير: عواطف عز الدين عبد الله جبرا الخرطوم 7-10-2019م (سونا) – زيت الزيتون هو الناتج من عصر ثمار الزيتون، وهو من أغنى المصادر الطبيعية و أكثرها احتواء على العديد من الفوائد الصحية، يستخلص من شجرة تنمو في حوض البحر الأبيض المتوسط وهي شجرة دائمة الخضرة ذات لون مدرج من الأخضر والأصفر والذهبي والاخضر الغامض، ولها رائحه عطرية مميزة وطعم يميز ثمار الزيتون بالطعم المميز الدسم ويمكن ان يتم تخزينه، وشجرة الزيتون من أقدم أشجار العالم المعروفة، موطنها الأصلي آسيا الصغرى. ويعتبر من اقدم ما زرع في العالم حيث زرع عام 4200 قبل الميلاد الأمر الذي يؤكد أن (رم) (وادي سياحي يقع جنوبالأردن)، هو اقدم منطقة زرعت الزيتون في العالم ويزرع في اسبانيا وايطاليا واليونان وتونس وسوريا وتركيا والمغرب وغيرها . ينتج زيت الزيتون عن عصر ثمار شجرة الزيتون، وهي عملية خالية من المواد الكيميائية تعتمد على ضغط الثمار وإنتاج زيت الزيتون مع حموضة منخفضة، ، ويُستخدم زيت الزيتون في العديد من المجالات الطبية والجمالية ويدخل في تحضير العديد من الأكلات والسلطات، كما يُستخدم أيضاً في صناعة الصابون، ويتميز عن غيره من الزيوت الأخرى بسهولة الهضم، كما يوفر العديد من العناصر الغذائية المفيدة للجسم. وهنالك أكثر من 750 مليون شجرة زيتون تزرع في جميع أنحاء العالم، 95٪ منها في منطقة البحر الابيض المتوسط، و أكثر الإنتاج العالمي يأتي من جنوب أوروباوالمغرب العربي ، ويوجد في إسبانيا وحدها أكثر من 215 مليون شجرة على مساحة قدرها 2 مليون هكتار أي مايعادل 27% من المساحة المزروعة في العالم. الإنتاج العالمي في عام 2002 كان 2،6 مليون طن متري، والتي أسهمت إسبانيا بنسبة 40 ٪ إلى 45 ٪، تليها تونس بنسبة 7%. وتركيا في عام 2006 أنتجت نحو 5% من الإنتاج العالمي واسبانيا وحدها بنسبة مماثلة وحدها، 93 ٪ من الإنتاج الأوروبي يأتي من إسبانيا وتركيا وسوريا والأردن واليونان وإيطاليا . اما عن استعمالاته يستعمل زيت الزيتون في الطبخ والصيدلة والطب وغير ذلك من الاستخدامات المفيدة والقيمة. ويُعد خياراً صحياً للطبخ حيث إن زيت الزيتون غني بالدهون الصحية الأحادية غير المشبعة، فهو يحتوي على 14% من الدهون المشبعة، و11% من الدهون غير المشبعة المتعددة، مثل الأحماض الدهنية أوميغا 6 وأوميغا 3، و73% دهون أحادية غير مشبعة تُسمى حمض (الأولييك) وهو يقلل من الالتهابات، و مقاوم للحرارة العالية مما يجعله خياراً صحياً للطهي، يحتوي على مضادات أكسدة قوية ويحتوي على كميات من (فيتامين ك وفيتامين ه)، حيث إن مضادات الأكسدة تقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة وتحارب الالتهابات وتقلل من أكسدة الكوليسترول في الدم مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب ويقلل من الالتهابات حيث إن زيت الزيتون يمتلك خصائص مضادة للالتهاب، وتُعد الالتهابات المزمنة سبباً رئيسياً للأمراض منها السرطان وأمراض القلب، ومرض السكري من النوع الثاني، ومرض ألزهايمر، والتهاب المفاصل، والسمنة، كما يحتوي زيت الزيتون البكر على مركب (أوليوكانثال ( وهو مركب يعمل مثل (الآيبوبروفين)، وهو مضاد للالتهاب، وبحسب ما وجد العلماء أن تناول 50 مليلتر من (الأوليوكانثال) له نفس تأثير 10% من الآيبوبروفين، ووجدت الدراسات أن حمض (الأولييك) يقلل من خطر الالتهابات مثل البروتين المتفاعل-C، و يقلل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية حيث إن السكتة الدماغية ثاني أسباب الوفاة شيوعاً في العالم، وسببه أنه تحدث اضطرابات في تدفق الدم إلى الدماغ مما يسبب تجلط الدم أو النزيف، وزيت الزيتون هو المصدر الوحيد للدهون الأحادية غير المشبعة، ويرتبط بتقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وأمراض القلب. و يُستخدم زيت الزيتون لفوائده العديدة لصحة القلب، فهو يعمل على خفض ضغط الدم، ويقلل من أكسدة الكوليسترول الضار، ويعزز من بطانة الأوعية الدموية مما قد يساعد على منع تخثر الدم الزائد ووجدت الدراسات أن دول البحر الأبيض المتوسط تقل فيها نسبة أمراض القلب، ويعود السبب في ذلك لنظامهم الغذائي الذي يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب، حيث إن إحدى مكونات النظام الغذائي زيت الزيتون البكر والذي يعمل على حماية الجسم من أمراض القلب بعدة طرق، وزيت الزيتون قلل من الحاجة إلى أدوية ضغط الدم لدى مرضى ضغط الدم بنسبة 48% ويساعد على فقدان الوزن واستهلاك كميات كبيرة من زيت الزيتون لم يرتبط بزيادة الوزن، واتباع نظام غذائي غني بزيت الزيتون يرتبط بزيادة مستويات مضادات الأكسدة في الدم، وأيضاً فقدان الوزن يقلل من خطر الإصابة بمرض ألزهايمر ويحسن من وظائف الدم. ووجدت العديد من الدراسات فوائد زيت الزيتون على خفض مستوى السكر في الدم وحساسية الإنسولين في الجسم، ويساعد على تقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 40% . اما بالنسبة للقيمة الغذائية لزيت الزيتون فيصنف الى صنفين أساسيين هما زيت الزيتون وهو الزيت الناتج من عصير ثمار الزيتون الطازجة، و زيت تفل الزيتون ( زيت عرجون الزيتون) وهو الزيت الناتج من تفل الزيتون اي (عرجون الزيتون المستخلص من بقايا عصر ثمار الزيتون). اما عن فوائده فيساعد على اذابة الحصاوي و يعتبر مصدر غذاء طيب ، وعصير أوراق الزيتون أو خلاصتها أومسحوقها يعتبر مضادًا حيويًا ومضاداً للفيروسات ، كما أنه مقوي لجهاز المناعة الذي يحمي الجسم من الأمراض والعدوى، ويقلل من أعراض فيروسات البرد والأوراق بها مادة (حامض دهني غير مشبع)، مضادة للجراثيم كافيروسات والطفيليات وبكتريا الخميرة حيث تمنع نموها، وهو مليء بعناصر حديدية مقوية للجسد. وادركت الأبحاث العلمية الطبية فوائده حيث تشير النتائج الى ان زيت الزيتون يقي من أمراض العصر (مرض القلب)، ويعتبر أحد أهم العوامل المؤثرة في إنخفاض حدوث أمراض القلب والشرايين ويجب استهلاك هذا الزيت بدلاً من السمن والزبدة والدهون الأخرى. والزيت الناتج من الشجرة المباركة والذي يحتوي على أحماض دهنية متمييزة تعرف باسم الاحماض الدهنية أحادية عديمة التشبع، كما ان هذا الزيت المبارك يحتوي على فيتامينات خاصة ترتفع نسبتها في زيت الزيتون وتحد من الاصابة بارتفاع الكوليسترول . ومن فوائده أيضا يقوي الذاكرة فعّال عند بلوغ سن الشيخوخة، وذلك استنادا إلى ما يقوله فريق علمي من جامعة ( باري) والسر في ذلك- حسب ما يقوله الدكتور " انتونيو كابورسو" الذي يترأس الفريق العلمي الذي قام بالأبحاث اللازمة قبل التوصل إلى هذا الاستنتاج وهي الحوامض الدهنية غير المتشبعة التي يمكن العثور عليها في الزيتون وحبة زهرة الشمس وزيت السمسم. ويوصي الباحثون بتناول كميات إضافية من زيت الزيتون باعتباره فعالا بشكل خاص في هذا المجال ولا عجب، فشجرة الزيتون مباركة طيبة. ومن فوائده ايضاً يحتوي الزيت علي نسبة عالية من الدهون الغير مشبعة وفيتامين E،k وفينولات متعددة وصبغة ومركبات تكسبه الرائحة والنكهة، ويعمل زيت الزيتون أيضاً على ابطاء الهضم في المعدة يساعد بذلك في ابطاء زيادة السكر، و يحتوي على مركب اوليوروبين وأليوكانثال ، و هيدروكسي تيروسول الذي ينمع تكدس الصفيحات الدموية، وحمض الكافييك الذي يعمل على تحفيزالجهاز العصبي، ويسهم في زيادة نسبة الذكاء لدى الأشخاص الذين يتناولونه باستمرار، لانه زيت يوفر القدرة على إعاقة وتعطيل نمو الخلايا السرطانية بل ويساهم في مقاومة امراض السرطان ويعمل على إزالة المواد الدهنية من الجسم سواء في الدم أو الألياف العضلية للإنسان. هذه الحقائق والدراسات التي تربط استهلاك زيت الزيتون والحد من المشاكل الصحية ليست غريبة علينا كمسلمين حيث ان هذا الزيت ينتج من شجرة مباركة وصفها الله سبحانه وتعالى في محكم الكتاب حيث شبهها الله سبحانه وتعالى بالنور وتارة بانها شجرة مباركة حيث قال: (الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لاشرقية ولاغربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم). النور الآية (35). كما ان هذه الأسرار الكامنة في هذا الزيت المبارك الذي امتدحه رسول الهدى عليه أفضل الصلاة والسلام حيث قال: (كلوا الزيت وادهنوا به فانه من شجرة مباركة). لذلك فان عملية استهلاك هذا المنتج المبارك يوصي به من قِبل شرعنا الكريم. وتاريخياً فإن الزيتون يزرع منذ قرون في جزيرة العرب فتذكر كتب السيرة ان العباس عم النبي (ص) كان يملك جنة في الطائف ومن اشجارها الزيتون والرمان و التين والعنب وينبت طبيعياً في الجبال.