الخرطوم-23-10-2019(سونا)-أطلق عدد من أساتذة جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا مبادرة لتهيئة المناخ السياسي والمجتمعي بالجامعة وذلك في إطار الاستعداد لاستقبال الطلاب للعام الدراسي الجديد والذي حدد له 27 أكتوبر الجاري، ونظمت الجامعة ورشة عمل لمناقشة قضية تهيئة البيئة الساسية وتحقيق الاستقرار بالجامعة وذلك بمشاركة أساتذة الجامعة وعدد من الأكاديميين والطلاب من الجامعات السودانية. واستعرضت البروفسير آمال محمد إبراهيم الخلفية التاريخية للعنف الطلابي بالجامعات السودانية، وأشارت إلى أن العنف الذي شهدته جامعة السودان خلال الحقب السياسية الحاكمة ونتج عنه إتلاف ممتلكات الجامعة، ارتبط بسوء الخدمات وعدم العدالة، مضيفة إلى صفرية حوادث القتل وقلة العنف الجسدي مقارنة بالجامعات الأخرى. وأكدت تطبيق الجامعة لشعار الثورة: حرية، سلام، وعدالة، لافتة إلى تحقيق الشعار لمفهوم المواطنة وإعلاء قيم المسؤولية عند الطلاب، وكشفت عن أهمية دور الجامعة البنائي في المرحلة الحالية بتطبيق القوانين الرادعة والدور الرقابي لمقابلة العنف الطلابي بالإضافة إلى الدور الوقائي بمعالجة الأفكار المنحرفة دون النظر لمن يتبناها وتدريب كافة العاملين والأساتذة بالجامعة لأداء دورهم والرقابة على جميع الأنشطة السياسية والثقافية والرياضية لضمان نبذ العنف. وشددت بروفسير آمال على ضرورة محاربة التشدد الديني وخطاب الكراهية الذي يحمل الكره والإقصاء وعدم احترام الآخر، مبينة احتياج الطلاب للهوية الوطنية لاستيعاب التنوع الثقافي والحضاري، مشيرة إلى أن الضوابط الإدارية للجامعة تشمل سيادة القانون والتحكم في النشاط الطلابي وتشجيع مبادرات الطلاب لتحقيق السلام ولقيادة الحوار الطلابي مع المجتمع المدني وإنشاء برلمان طلابي بالجامعة ليكون نموذجا للعالم. وأكدت نشر ثقافة التطوع وتنفيذ البرامج الإرشادية والوطنية لتعزيز القيم وإنشاء مشروعات إنتاجية لاستيعاب الطلاب ومحاربة الفقر والبطالة بالإضافة إلى رسم خارطة طريق للعمادة لتوجيه الطلاب وتوعيتهم بالدور المجتمعي وتهيئة المناخ داخل الجامعة وتقنين دور اتحاد الطلاب والجمعيات وتعزيز الدور الإعلامي. وأكد البروفسير مهدي عباس شكاك ضرورة تهيئة البيئة والترتيب لبدء العام الدراسي، مشيرا إلى أن الممارسة الديمقراطية تتطلب تجنب العنف وتحري الصدق وتجنب فرض الوصاية على الطلاب واحترام تطلعات الشباب وإعمال الشفافية والوضوح وعدم طمس الحقائق والتعصب للرأي الآخر. وطالب شكاك بإتاحة النقاش بالجامعة وتهيئتها لتكون منارا للفكر والتشبع بالديمقراطية وأن لا تكون ساحة للحرب، ودعا إلى الاهتمام بالمرأة وتجنب التركيز على الزي والجنوح للوصاية و النظر للمرأة باعتبارها تحمل فكراً وتصحيح المفهوم الخاطئ عن المرأة بالبعد عن العنف والتحرش وبث الوعي في الوسط الجامعي ليصبح احترام المرأة واجبا.