الخرطوم 3-12-2019م (سونا) - أكد البروفيسور مهدي عباس شكاك مدير جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا بالإنابة أهمية الملكية الفكرية وانسجامها مع التوجه العالمي في بناء ثقافة مجتمعية ومؤسسية حول الملكية الفكرية وحماية أصحاب المواهب والإبداعات والاختراعات والأبحاث. جاء ذلك لدى مخاطبته ندوة: (الملكية الفكرية ومخرجات البحث العلمي) التي أقامتها عمادة البحث العلمي بالجامعة بحضور البروفيسور أمل عمر بخيت عميد عمادة البحث العلمي ومولانا إيمان محمد عبدالقادر عتباني المسجل العام للملكية الفكرية بالسودان ولفيف من الباحثين والمؤلفين والمخترعين والمهتمين بالمجال. وأعرب شكاك عن سعادته بالندوة، مرحباً بالضيوف وأوصى خلال مخاطبته الندوة أساتذة الجامعة والخريجين والطلاب بالتمسك بحقوقهم ومباشرة الإجراءات القانونية لحفظ أفكارهم، وأوضح أن الملكية الفكرية مجال مهم ويحتاج للتوعية بنشر ثقافة حفظ الحقوق الأدبية وعدم التعدي على المجهود الفكري للآخرين، وأضاف قائلاً: "نحن في السودان لا نعطي بالاً لمثل هذه الحقوق ولا نتمسك بها كما نتمسك بالحقوق المالية وبالذات في مجالات التطبيق العلمي العملي والفني وغيره". وأبانت البروفيسور أمل عمر بخيت أن الندوة تهدف لتثقيف جميع الباحثين والناشرين والمؤلفين بأهمية حماية الأفكار العلمية والمخرجات البحثية من السرقة وذلك من خلال نشر ثقافة الملكية الفكرية وتوضيح أهميتها في المجتمع الجامعي، وقالت: "نهتم بكل ما ينتجه الباحثون ونهدف لتسجيل البراءات والاختراعات والتعريف بكيفية صياغتها وكتابتها لربط البحث العلمي بكل الأفكار وتطويرها ودعمها لكي تصل للمستهلك بصورة علمية مدروسة ولكي تسهم في الدفع بعملية التنمية والاقتصاد وتقلل من سعر التكلفة لبعض المصنوعات والسلع وتطبيقها على أرض الواقع، وأوضحت أنهم يسعون للتواصل مع جميع كليات الجامعة لنشر مفاهيم الملكية الفكرية ويأملون أن يرى مشروع مركز ودعم التكنولوجيا والابتكار النور لتوطيد العلاقة التعاونية مع منظمة الملكية الفكرية العالمية ( wipo). وقالت مولانا إيمان محمد عبد القادر إن المكية الفكرية لها سلطة مباشرة يعطيها القانون للشخص على منتجات عقله وتفكيره وتمنحه إمكانية الاستثمار والانتفاع بها لتدر عليه بالعائد المالي للمدة المحددة قانوناً ودون منازعة أو اعتراض أحد، وأضافت أن الملكية تتميز بالقواعد القانونية لحماية الإبداع الفكري وحماية حقوق ترد على ابتكارات جديدة في الموضوع او الشكل، واستعرضت الاتفاقيات الدولية والإقليمية في مجال الملكية الفكرية. وذكرت أن أول اتفاقية كانت في مدريد في العام 1891م، وقالت إن السودان أنضم إلى المنظمة العالمية للملكية الفكرية وآيبو (wipo) في العام 1974م. وأكدت أن هنالك تشريعات وطنية تحكم قانون الملكية الفكرية وتنظم العمل به وجهات ومؤسسات حكومية خاصة ذات صلة بالتعامل بقوانين الملكية الفكرية أبرزها الوزارات والهيئات ومؤسسات المجتمع المدني والعمل الطوعي والصناعي، وأبانت أن هناك آليات لحماية الملكية الفكرية كالمسجل العام للملكية الفكرية والنيابة التجارية ومحكمة الخرطوم لحقوق الملكية الفكرية كأول محكمة في الوطن العربي وإفريقيا تختص بالنظر في القضايا الجنائية والمدنية المتعلقة بالملكية الفكرية وشرطة الجمارك ونيابة المستهلك والمواصفات والمقاييس. وأشارت إلى أن براءة الاختراع تمثل تطورا للفن الصناعي السابق المألوف أو الفكرة مع الوضع في الاعتبار قدرتها على حل المشكلات الفنية بأساليب أساسية حسب الأعراف والتقاليد والتي يجب أن تمتاز بالجدة والكفاءة والوضوح. واستعرضت من خلال الندوة ثلاث أوراق علمية جاءت حول مفهوم الملكية الفكرية المحتويات والأقسام قدمتها مولانا إيمان محمد عبدالقادر، كما قدمت الدكتورة سمية عبد الحميد محاضرة عن الملكية الفكرية وحماية مخرجات البحث العلمي، أما الدكتور محمد الهادي أحمد السيد قدم شرحاً وعرضاً للابتكار والتطوير البحثي وطرق تداوله، نالوا من خلالها الاستحسان والتفاعل بالأسئلة والاستفسارات والمشورة.