نيودلهي 20-8-2020(أ ف ب)- هطلت أمطار موسمية غزيرة على نيودلهي الأربعاء أغرت طرقا وزادت من بؤس الأهالي والسائقين في العاصمة الهندية المكتظة فيما ارتفعت حصيلة ضحايا النمط المناخي السنوي في أنحاء جنوب آسيا إلى ما يقرب من 1300 قتيلا. وفصل الأمطار الموسمية حيوي للمنطقة البالغة الاكتظاظ، إذ يعيد الروح إلى الأرض ومجاري المياه بعد فصول الصيف الشديدة الحر. لكنه يتسبب أيضا بعدد كبير من الوفيات والدمار. في نيودلهي صارع الأهالي مياها بلغت مستوى الركبة، فيما غرقت سيارات وحافلات وسط تساقط أمطار غزيرة ما فاقم من أزمة المرور في العاصمة البالغ عدد سكانها 20 مليون نسمة. وفي متحف في جايبور بولاية راجستان شبه الصحراوية، روى موظفون لوكالة فرانس برس كيف أجبروا على كسر صندوق عرض زجاجي يحتوي على مومياء مصرية عمرها 2300 عاما، لإنقاذها من المياه التي اجتاحت الطابق الأرضي. وقال المسؤول في متحف البرت هول، راكيش شولاك إن "العمال كسروا زجاج الصندوق وأخرجوا المومياء" يوم الجمعة الماضي عندما بدأت مستويات المياه في الارتفاع مجددا. وأضاف أن "علبة التابوت تبللت قليلا لكننا وضعناها في الخارج كي تجف". وضربت الظروف المناخية في الايام القليلة الماضية ولايات في شمال وشرق الهند. وقضى 847 شخصا في أنحاء الهند في موسم الأمطار الحالي، وفق وزارة الداخلية. وفي ولاية كيرالا بجنوب غرب البلاد، ارتفعت حصيلة ضحايا انزلاقات أتربة إلى 61 قتيلا فيما لا يزال تسعة أشخاص في عداد المفقودين، بحسب مسؤول. وفي ولاية بيهار الأكثر فقرا في الهند، طالت الفيضانات ثمانية ملايين شخص واضطر آلاف النازحين على النوم على جسور وطرق سريعة وسط نقص خيم الإغاثة. جاءت الأمطار الموسمية هذا العام وسط أزمة اقتصادية تسببت بها جائحة كوفيد-19. وتسدد خسارة محاصيل في مناطق متضررة بالفيضانات ضربة جديدة للمزارعين والمجتمعات الريفية. في بنغلادش قضى 226 شخصا حتى الآن، فيما غرقت 40 بالمئة من مساحة البلاد تحت مياه الفيضانات الناجمة عن أمطار غزيرة تسببت بفيضان أنهر عن ضفافها. و"بالنسبة للفترة الزمنية فإنها ثاني أسوأ فيضانات في تاريخ البلاد" بحسب رئيس مركز التحذير من الفيضانات عريف الزمان بهويان. وتضررت منازل أكثر من ستة ملايين شخص بسبب الفيضانات، فيما لا يزال عشرات آلاف القرويين في مراكز إيواء، حسبما أعلن مسؤول من وزارة إدارة الكوارث البنغلادشية لوكالة فرانس برس. ولجأ آخرون إلى أكواخ بنيت على طرق في مناطق أكثر ارتفاعا، بعدما غمرت المياه منازلهم. وفي قرية روبنغار المتضررة بالفيضانات قرب العاصمة دكا، قالت شهانهارا بيغون إنها تعيش على الطريق مع أسرتها منذ أكثر من شهر. وقالت المرأة البالغة 50 عاما لوكالة فرانس برس الأربعاء "يبدو أن الحظ السيئ لا يفارقنا. أينما ذهبنا تلحقنا مياه الفيضانات". وأضافت مايا ساها البالغة 70 عاما "من غير الآمن العيش على الطريق لكن ليس لدينا خيار ... معظم مخزوننا من المواد الغذائية والملابس دمر". في نيبال لقي 218 شخصا حتفهم واعتبر 69 آخرون في عداد المفقودين جراء انزلاق أتربة وفيضانات منذ منتصف حزيران/يونيو مع بدء موسم الأمطار. وكثيرا ما تتخطى حصيلة ضحايا الأمطار الموسمية في نيبال 200 قتيل في معظم السنوات، لكن الخبراء قالوا إن انزلاقات التربة كانت خطيرة بشكل خاص هذا العام بسبب تداعيات الزلازل العنيفة عام 2015، وأعمال شق مزيد من الطرق في سفوح جبال الهمالايا.
