مدني5-9-2020 (سونا) -توقعت دراسة أعدها المعهد القومي لتنمية الصادرات البستانية بجامعة الجزيرة تحقيق عائد مادي بأكثر من 243 مليون جنيه خلال ثلاثة أعوام وذلك نتاج زراعة محاصيل طبية وعطرية تشمل السنمكة والريحان والشيح والحرجل وحشيش الليمون في مساحة 100 فدان . وأعلن د. عبد الله عوض سيد أحمد عميد المعهد في تصريح لسونا أن التكلفة التشغيلية للدراسة تتجاوز 13 مليون جنيه لتوفر فرص عمل لنحو 50 خريجاً فضلاً عن أعداد مقدرة من العمال وتدريب 150 من الخريجين والمنتجين بجانب جذب المستثمرين للإنخراط في مجال النباتات الطبية والعطرية .. وقال عوض أن هذه الجهود تأتي ضمن حاضنة لإنتاج النباتات الطبية والعطرية للصادر يعتزم المعهد الدفع بها لهيئة البحث العلمي والابتكار بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي للتمويل تم إنشاؤها في العام 2018م بهدف تطوير هذا النوع من المحاصيل لتتواكب مع متطلبات الصادر والترويج لإنتاجها وسط المنتجين والمزارعين من خلال المزارع الإيضاحية والنماذج الناجحة وتطوير أفكار جديدة لخلق وإيجاد مشروعات إبداعية جديدة أو المساعدة في توسعة مشروعات قائمة في هذا المجال إضافة لاحتضان الابتكارات المقدمة وتحويلها لمنتج قابل للتسويق وتوطين التقانات الجديدة والمستحدثة وإنشاء قاعدة بيانات لإدارة مشاريع البحث العلمي بالإضافة لتقديم الخدمات الداعمة في مجال الحاضنة حيث تتوفر للحاضنة مساحة 150 فدان بنظام ري مستديم ومعمل مجهز بأحدث الأجهزة لاستخلاص الزيوت العطرية والطيَّارة والدهنية والثابتة . وأكد أن إنشاء الحاضنات العلمية يجسد أهداف المعهد الذي ينطلق من فلسفة جامعة الجزيرة في خدمة المجتمع ويعزز إسهامه الفاعل في دعم الإقتصاد القومي وذلك من خلال توفير المعلومة المتكاملة، والدراسات الإقتصادية التي تُمكِّن من بناء إستراتيجية للإنتاج بغرض الصادر . ويستند المعهد على قاعدة راسخة عمادها مزرعة لإنتاج الخضر في مساحة 16 فدان ومزرعة لإنتاج النباتات الطبية والعطرية في مساحة 20 فدان بمجمع النشيشيبة بالإضافة لمزرعة لإنتاج الحمضيات في مساحة 6 فدان بمنطقة قنب الحلاوين وكذلك مزرعة لإنتاج الموز في مساحة 7 فدان بحنتوب علاوة على مواعين للتخزين وغرفة لإنضاج وتعبئة الفاكهة ومعامل مجهزة بأحدث الوسائل لاستخلاص المواد الفعالة والزيوت الطيارة .. وللمعهد كما ذكر عوض سيد احمد مئتا بحثٍ علمي في مجال الصادرات البستانية منشورة في مجلات علمية محكمة بجانب إسهامه في تأهيل 145 من طلاب الماجستير والدكتوراه في مجال تنمية الصادرات البستانية وإقامة العديد من أيام الحقل من بينها تقويم إنتاج محاصيل الشمام والفاصوليا الخضراء للصادر بالخرطوم وإنتاج وتخزين وتسويق البصل بالجزيرة وإنتاج وتصدير البطيخ بالقضارف ونهر الرهد وعقد 10 ورش عمل في مجال إنتاج وتصدير المحاصيل البستانية المختلفة و5 دورات لتدريب الكوادر العاملة في هذا المجال .. ويري عميد المعهد القومي للصادرات البستانية أهمية النباتات الطبية والعطرية من زاوية تأقلمها مع أجواء السودان بالإضافة للبنيات التحتية وتوفر المياه والأراضي التي تلائم وتواكب هذا النوع من النباتات بجانب دخولها كمكوِّن أساسي في الصناعات الغذائية والدوائية والعديد من الصناعات المحلية كالصابون والمعاجين ومستحضرات التجميل والصناعات الطبية والطب الشعبي .وأشار للأفضلية النسبية للمحاصيل العطرية من ناحية تصديرها جافة وميزات أخرى تجعلها من أهم محاصيل الإنتاج لأغراض الصادر في السودان ولكل ذلك كان التركيز لعمل حاضنة تستوعب الجهود لإقامة إطار فني معرفي متكامل يقوده الشباب من الخريجين وطلاب الدراسات العليا وبغطاء فني من جامعة الجزيرة والمعهد، ووزارة التعليم العالي . فيما اشار بروفيسور محمد الحاج الكاشف الباحث بقسم علوم البساتين بكلية العلوم الزراعية جامعة الجزيرة لسونا إلى أن النباتات الطبية والعطرية في السودان لم تجد مكانها في مجال البحوث العلمية والإنتاج واعتبر أن الذي يُصدّرُ الآن من هذه النباتات يجري جمعه من المناطق الخلوية والوديان وتصديره في شكل مواد خام ما يضاعف من دور الحاضنة للإرتقاء بهذا المجال . ودعا لاستصحاب نباتات أخرى كالحبة السوداء والريحان واليانسون والمحريب لجهة أن لها أسواقاً رائجة بالخارج ودعا للإهتمام بالقيمة المضافة التي تؤمنها الجوانب التصنيعية مستشهداً بمحصول الكركدي الذي يتم تصديره في شكل خام حيث يخضع للمعالجة والتصنيع بالخارج قبل أن يعود للبلاد في شكل عبوات شاي صغيرة بسعر أعلى. ويشدد الكاشف على ضرورة المعالجة للنباتات عبر الحاضنة وإجراء بحوث خاصة بذلك لاستخلاص المواد الفعالة منها وتصديرها لإضافة القيمة لهذه المحاصيل ... وفي ذات السياق أعلنت كلية الصيدلة جامعة الجزيرة دعمها للحاضنة في الجوانب البحثية والتدريب لاسيما وأن المحاصيل المنتخبة تحتاج لبحوث متخصصة بجانب كونها منتجات زراعية ذات عائدٍ مجزي . كذلك أعلنت وزارة الإنتاج الموارد الإقتصادية بولاية الجزيرة على لسان د. عرفة محمود أحمد مديرة الإدارة العامة للزراعة والثروة الحيوانية دعمها للحاضنة وذلك من خلال اصطاف متكامل منتشر بأنحاء الولاية بجانب دعم نشر الوعي والعمل على تطبيق التقانة الناتجة عن الحاضنة وإنتخاب مزارعين مميزين للمشاركة في الحقول الإيضاحية .