الخرطوم 28-9-2020 (سونا)- شهد خريف هذا العام مناسيب فاقت المعدلات المعهودة منذ أكثر من مئة عام، فقد تأثرت 56% من المحليات بجميع ولايات البلاد، حيث بلغ عدد الأسر المتضررة (68671) والمنازل المنهارة (98,549)، بينما بلغت الإصابات المباشرة 117 إصابة، الوفيات (74) وتضررت 21 من المؤسسات الصحية، عادت منها 18 مؤسسة للخدمة جزئيا، بالإضافة إلى الزيادة غير العادية للفيضانات لم تحدث منذ 100 عام، مع زيادة في الأمطار والسيول تنذر بحدوث معدلات عالية من الأمراض المعدية المرتبطة بسلامة المياه والإصحاح البيئي وتوالد نواقل الأمراض مثال ( الملاريا – الكوليرا – الحميات النزفية (الضنك- الشيكونقونيا- حمى الوادي المتصدع)، إضافة لتأثيراتها على إستمرارية تقديم الخدمات الصحية الوقائية والعلاجية. وتعمل وزارة الصحة الاتحادية بالتنسيق مع كل الوزارات والمؤسسات ذات الصلة عبر اللجنة العليا لطوارئ الخريف، وذلك عبر عمل تكاملي مع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، مفوضية العون الإنساني، الدفاع المدني، وزارة البنية التحتية والنقل وشركاء الصحة. وقد انتهجت وزارة الصحة الاتحادية مبدأ الاستعداد المبكر للطوارئ الصحية للخريف بالتنسيق مع الشركاء والجهات ذات الصلة منذ بداية 2020 بوضع خطط الاستعداد والاستجابة والتي تعتمد على سبعة محاور أساسية، اشتملت على تقوية الحاكمية والتنسيق القطاعي والتنسيق مع الشركاء، رفع مقدرات نظام معلومات الطوارئ والترصد المرضي، تدريب وتأهيل فرق الاستجابة السريعة والكوادر الطبية والصحية لمعالجة الحالات، تعزيز صحة البيئة والرقابة على الأغذية، تقوية الاتصال والاشراك الفاعل للمجتمع ورفع الوعي الصحي، توفير الإمداد الدوائي والمستهلكات الطبية والدعم اللوجستي وتوفير الرعاية الصحية الأساسية للمتضررين من كوارث الخريف. ووفرت وزارة الصحة الاتحادية بدعم من وزارة المالية وبالتعاون مع شركاء الصحة ما نسبته 60% من الاحتياجات، شملت الأدوية والحزم العلاجية ومعينات سلامة المياه ومتطلبات مكافحة الناقل من مبيدات وأجهزة الرش وناموسيات لكل ولايات السودان في أوائل شهر يونيو، حيث تم توزيعها عبر الصندوق القومي للإمدادات الطبية ومناديب الولايات. وفعلت الوزارة غرف ولجان الطوارئ الصحية الفنية والتنسيقية للطوارئ الصحية على المستويين الاتحادي والولائي في (18) ولاية، بمشاركة الوزارات والمنظمات الأممية والدولية، بهدف المتابعة اليومية والتحديث المستمر للإحصاءات ورصد الآثار الصحية للخريف والأمراض الوبائية ومراجعة التدخلات الصحية وتقديم الدعم الاتحادي الفني والمادي والعيني للولايات واتخاذ ما يلزم من قرارات حسب المقتضيات الآنية للوضع الصحي . وتقوم وزارة الصحة الاتحادية بالإشراف المستمر على نظم الإمداد وتقديم الدعم اللوجستي بهدف ايصال الاحتياجات الأساسية للولايات والمتمثلة في إمداد ما نسبته 60% من الأدوية والمستهلكات من الإمدادات الطبية لكل الولايات، وتوفير معدات سلامة المياه لكل الولايات بالتركيز على 12 ولاية وتوفير حزم تشخيص وعلاج الكوليرا للولايات ذات الاختطار العالي ل(5) ولايات، إلى جانب توفير الدفعة الأولى من حزم مكافحة الناقل لكل الولايات . وأكملت وزارة الصحة الاتحادية تدريب 95% من المستهدفين لفرق الاستجابة السريعة على المستوى الاتحادي والولائي والمحلي، الى جانب المتابعة الدقيقة والتبليغ الفوري للمستجدات الطارئة وزيادة حساسية المراكز المبلغة للحالات المشتبه من الأمراض الوبائية (5900) مركز تبليغ بكل ولايات السودان . كما تمت إستجابة عاجلة للولايات الأكثر تأثرا والولايات ذات الخطر العالي كالتالي ولاية سنار، تم فيها إرسال فريق دعم فني إتحادي للولاية، إنشاء 13 وحدة علاجية للمواطنين النازحين جراء السيول، تنفيذ محلات الرش بالمبيد ذي الأثر المتبقي، تنفيذ أنشطة كلورة المياه وإصحاح البيئة في كل المناطق المتأثرة بالتعاون مع الشركاء مستهدفة 679 أسرة. ولاية الخرطوم، تم فيها توفير معينات صحة البيئة من حزم إصحاح، كلور، كواشف، توفير مبيدات مكافحة النواقل، مع توفير ناموسيات وتوفير أدوية علاجية أساسية للعيادات المؤقتة. الولاية الشمالية تم فيها إرسال فريق إتحادي لتقييم الوضع الصحي عقب الفيضانات، توفير دعم مالي عاجل قيمته 11 مليون جنيه لتنفيذ خطة طوارئ الخريف بالولاية، كما تم توفير 2 عربة اسعاف لمستشفيات مروي والدبة، إرسال 4 فرق لمكافحة النواقل مع مشرفين اتحاديين تحمل معينات عمل ( ناموسيات مشبعة، طلمبة رش يدوية، ماكينات ضبابية، ماكينات رذاذية محمولة على العربة، ماكينة رش للمسطحات المائية، مبيد بريمثرين، مبيد أكوارزالين وتوفير مبيد خلطة الرش بالطائرات). دعم بنك الدم إرسال أكياس بلازما الدم المجمدة والفحص السريع ل ( التهاب الكبد الفيروسي ب وج والزهري ). توفير مستهلكات المعامل والمستهلكات الطبية (أنابيب، حقن، شاش، قطن، قفازات طبية ) ، توفير أدوية (مضادات حيوية، خوافض حرارة، محاليل وريدية، مضادات إسهال وفيتامينات)، معينات صحة البيئة وسلامة المياه (الكلور، الكواشف، الفحص السريع، جهاز التعقيم والصابون). وتعمل وزارة الصحة الاتحادية في المستقبل القريب على معالجة قصور الدعم اللوجستي المتمثل في الوقود والتحركات الضرورية لإيصال المعينات، طلب التمويل لسد الفجوة في متطلبات تنفيذ أنشطة الإستجابة خاصة على مستوى الولايات والمحليات، سد الفجوة في العمالة الميدانية لعمليات الإصحاح البيئي ومعالجة وسلامة المياه ومكافحة النواقل ورفع الوعي المجتمعي وتوفير المزيد من مبيدات الطور المائي والطائر لنواقل الأمراض.