تقرير :نفيسة علي الخرطوم 3-11-2020(سونا )- يمتلك السودان ثروة حيوانية تقدر بحوالي 130 مليون رأس من الأبقار والضأن والماعز والابل، إضافة إلي الحيوانات البرية من الزواحف وغيرها والتي يستفاد من جلودها فى صناعات جلدية مختلفة. وتعتبر صناعة الجلود من أهم الموارد الإقتصادية التي ترفد الخزينة العامة بالعملات الحرة اذا تم تصديرها مصنعة بدلاً من تصديرها خام ويمكن أن تسهم بحوالي 150مليون دولار سنوياً أذا وجدت الإهتمام الكافي من الدولة والقطاع الخاص والجهات المختصة. و تتطلب الإستفادة من القيمة المضافة لمنتجات الثروة الحيوانية كصناعة الجلود وتنشيط المدابغ وتصدير صناعتها للدول العربية والأفريقية وأوروبا ، إنشاء مسالخ جديدة وحديثة بمواصفات عالمية بولايات السودان المختلفة. وأكد وزير الثروة الحيوانية والسمكية والحياة البرية المكلف دكتور عادل فرح إدريس على أهمية الاستفادة القصوى من كل مخلفات الذبيح خاصة الجلود لزيادة الإنتاج القومي من صادرات الجلود التى تشكل سلعة إستراتيجية للسوق المحلي والأسواق العالمية. وقال خلال زيارته أمس الأول لمدبغة أفرو تان بالباقير فى إطار جولاته التفقدية للقطاعات المختلفة للإنتاج الحيوانى يرافقه عدد من المسئولين بإدارة الإنتاج الحيواني بالوزارة والمختصين حيث وقفوا على إمكانيات المدبغة فى إنتاج الجلود وتصنيعها، قال إن قطاع الجلود تضرر كثيرا هذا الموسم بسبب جائحة كورونا، اضافة الي أن الجلود فى موسم الاضحية هذا العام قد اهدرت ولم تجد الاهتمام الكافي، منوها الي هذا يعتبر خسارة للثروة الحيوانية والاقتصاد الوطني. وأشار الى أهمية تدريب السلاخين بالمسالخ ورفع قدراتهم للحصول على جلود ذات قيمة عالية وفق المواصفات العالمية. وقال فرح إن هنالك عددا من المسالخ الحديثة التى تم تصميمها بمواصفات عالمية منها مسلخ الكدرو الجديد ومسلخ شاهين بامدرمان وجيمكو بالجزيرة مشيرا الي إنشاء مسلخين جديدين هما الجنيد والصيني بامدرمان، إضافة إلي تأهيل مسلخ الكدرو القديم الذي يتم التشغيل التجريبي له بداية العام المقبل 2021م. وقال إن مسلخ الساحل بولاية البحر الاحمر يحتاج إلى تأهيل ليواكب متطلبات السوق العالمي،منوهاً الي هناك عددا من المسالخ هي السبلوقة، غناوة، كرري، الرضوان، عطبرة ونيالا. وقال إن صناعة الجلود تساهم فى توفير فرص عمل كبيرة بجانب الاستفادة من القيمة المضافة لمنتجات الثروة الحيوانية. وطالب دكتور صلاح مختار الخبير في صناعة الجلود الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات بالاهتمام بصناعة الجلود بالتعاون مع الدول الصديقة والشقيقة بإقامة شراكات بإنشاء مسالخ حديثة بمدن البلاد المختلفة إضافة إلى إقامة مدابغ ومصانع للجلود للاستفادة من القيمة المضافة للجلود، وحظر تصدير خام الجلود وتصدير الجلود شبه المدبوغة بشكل تدريجي. وقال د. صلاح إن قيمة عائدات تصدير الجلود حاليا تبلغ حوالي 60 مليون دولار سنوياً، واشار الي أن هذا المبلغ قليل بالمقارنة بكمية الثروة الحيوانية والحيوانات البرية في البلاد. ودعا مختار إلى أهمية الاستثمار المحلي والأجنبي في مجال صناعة الجلود بمناطق وسط وغرب وشرق البلاد حيث توجد المواشي بتلك المناطق.وأكد الفرصة المتاحة للمستثمرين للاستثمار بمدينة صناعة الجلود المقترحة بمنطقة الجيلي بشمال الخرطوم. وقال الأستاذ حاتم حامد يوسف المدير العام لشركة الاماتونج لدباغة وصناعة الجلود إن جلود الذبيح لموسم الأضاحي هذا العام والتي وصلت الى المدابغ جرى التعامل معها ولكن الظروف الطبيعية من أمطار غزيرة في اليوم الاول لعيد الأضحي اعاقت حركة نقل الجلود من المساجد و أماكن الجمع والى وكلاء الحفظ ومن ثم الى المدابغ و نتج عن ذلك أن القى المواطنون الجلود في قارعة الطرقات. وأوضح حاتم انه بالنسبة للشركة فقد بدأت في إستلام الجلود وتم التعامل معها وفرزها واستيعاب السليمة منها،منوها الي أن طاقة استيعاب الشركة القصوى تبلغ حوالي خمسة آلاف جلد في اليوم .وأوضح أن عدم إستلام جلود الاضاحي واستغلاله شكل ويشكل خسارة كبيرة جداً وفقدانا للعملات الصعبة التى يمكن ان تسهم في الميزان التجاري للبلاد . وقال إنه لابد من وضع خطط وترتيبات لإنجاح حملات جمع جلود الاضاحي في الموسم القادمة إضافة إلي السعي لإيجاد اسواق لهذه الثروة القومية. وأكد سعى الشركة في خطتها المستقبلية لإعادة تأهيل المدبغة. وأعرب عن أمله أن تقوم المدينة الصناعية للجلود بمنطقة الجيلي وتحل مشاكل صناعة الجلود في السودان